أقلام

يسألونك عن علي

 

إبراهيم بوشفيع

أظما فأسقى من معين شرابهِ
ويعيدني لله عذب جوابه

وأهيم في الظلماتِ أقدحُ حيرتي
فيدلُّني قلبي لعتبة بابهِ

وإذا ذئابُ الزمهرير تناوشتْ
عمري وجدتُ الدفء تحت ثيابهِ

وتمرُّ في عيني الحياةُ قصيرةً
فتطولُ إن لاحت شخوصُ قبابهِ

كم ذا غرستُ بفطرتي نخل الولا
لأبي ترابٍ، فانتشى بترابهِ

أنا إن نذرتُ شموع عمري للهدى
لم أخشَ عصفَ الكفرِ يوم خرابهِ

ما دام في صدري فؤاد عاشقٌ
سترى (عليًا) بالجوى يحيا به

تمشي كريّاتُ التشيّع في دمي
وتسير أنى سار فصلُ خطابهِ

والرفضُ في صدري هزيمٌ عاصفٌ
يستأصلُ الطغيانَ رعدُ سحابه
***

كم أتعبَ النسيانَ فرطُ وضوحه
وحضورُه أفنى خيالَ غيابهِ

قد أينع (العرفانُ) بين ضلوعه
حتى تشجّرَ في لُباب لُبابهِ

فتعلمتْ منه الطيورُ غناءها
وتنسّك النسرينُ في محرابهِ

وتناثر الإيمان من أعطافه
تمرًا، فصار النخلُ من أصحابهِ

هذا (عليٌّ) لا خيال يحيطهُ
كلا.. ولا حدٌّ لمدِّ عبابه

هذا (عليٌّ) هل رأيتم مثله؟
لن تظفروا بمماثلٍ ومشابهِ

هذا (عليٌّ) نبضُ قلبي باسمهِ
أدمنتُهُ مذ ذقتُ خمرَ عذابهِ
***

لا تسألوني عن (عليٍّ) فالذي
ترجون مني مُفحمٌ للنَّابهِ

قد أخرس التاريخَ سرُّ خلودهِ
ونضالهُ استعصى على كُتّابهِ

ما قال (لا) للسائلين ببابه
كم قال (لا) للظلمِ أو أحزابهِ

وكلامه نغمٌ يلذُّ بمسمع الد
نيا يشدُّ اللحنَ من زريابه

فإذا تكلّم بالدجى نطق الضيا
ءُ يشقُّ بالأنوار صدر حجابه

فسلوا (دعاء كميلَ) كيف تعطّرتْ
أرواحنا من مُجتنى أطيابِهِ

ولجوا (مصاريع الصباح) لتهتدوا
في الحالكاتِ بنجمه وشهابهِ

وسلوا حديث (الشقشقية) ربما
مسَّت ضمائرَنا حروفُ عِتابهِ

وسلوا (الفقار) إذا تحدّث بالوغى
لكفى به الإيجاز عن إطنابهِ

سيروا على (نهج البلاغة) تُرشدوا
نهج الحياة وتهتدوا لصوابه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى