أقلام

حبيبي بُني

أمير الصالح

حينما أتحدث معك،
حينما أقترب لك لكي ألعب معك، حينما أتبادل أطراف الحديث معك،
حينما أستمع لوجه نظرك،
حينما نلقي على مسامع بعضنا البعض طرفة لنرسم الابتسامة على وجهك، حينما أنصحك،
حينما أقترح عليك،
حينما ألقي عليك كلمة،
حينما أهديك مبلغًا من المال، حينما أشتري لك جهازًا إلكترونيًّا،
حينما نناقش طرق الاستذكار الدراسي،
وحينما …وحينما…. وحينما ….
فإن كل ذلك تم ويتم بدافع الحب لك، والسعي لأن تكون الأفضل.

بُني حبيبي
الحب لك كالنهر الجاري على مدى أيام عمري، والمتفرع منه عدة ترعات. فلا أعلم كل السبل لكي أروي كل ما تحتاجه وأحرز حسن التربية لك. وأؤكد لك في الوقت ذاته بأني أحبك ولا أتحكم بحياتك أو أصادر قرارتك، أو أتطفل على أمورك.

حبيبي بُني
إني أخشى عليك من الأشرار في السوشل ميديا، وفي العالم الافتراضي، وفي النت، وفي الروايات، كما أخشى عليك من الأشرار في العالم الواقعي. فلا تلمني ولا تغضب مني إن أنا وجهتك، أو وضعت لك قوانين لضبط دخولك للعالم الافتراضي ومراجعة ما ولجت إليه.

بُني حبيبي
إني أخشى عليك من أصحاب السوء، وزملاء التفاهة، وسراق السعادة، ومروجي العفن، ومدلسي الباطل، ومتقلبي المصالح. فلا تلمني ولا تغضب مني إن أنا وجهتك أو وضعت قوانين لك لضبط ورسم حدود الأصدقاء، وخطوط مرحلة من عمرك هي الأخطر. وتذكر أن الصاحب ساحب فلن أخذلك ولن أسمح لأي شخص أن يسحبك كيفما هو يشاء.

حبيبي بُني

إني أخشى عليك من باعة الوهم، ومسوقي الأحلام الوردية، ومدعي الحرية الباطلة، وملبسي الحقيقة بالباطل، وأهل الفجور. فكم وكم من أشخاص اشتروا الأوهام وأصبحوا على ما فعلوا نادمين حيث لاينفع الندم.

بُني حبيبي
أنت الآن في سن المراهقة، فأنت طري العود، قليل الخبرة، ضحل المعرفة بخبايا الأمور، قليل الاطلاع وإن كنت تعتقد غير ذلك، وسهل الانقياد للشهوات والسعي نحو إرواء الرغبات.

حبيبي بُني

لا تسمع كل ناعق، ولا تتبع كل ريح، ولا تقف بأهل الكفر للنعم وجاحدي المعروف، ولا تشتري من أهل نكران الجميل، ولا تتكئ على من يجحد نعم الله، ولا تعتمد قول من قوله يتبدل بتبدل هواه. فإن الدنيا تعج باللصوص من مختلف الألوان وببائعي الوهم من كل الأطياف. فاحرص على عمرك أكثر من أموالك.

بُني حبيبي
أنت ثمرة فؤادي، وزهرة بستاني، وأمل عمري، وكنز دنياي، وخزينة أعمالي، ورصيدي بعد رحيلي، وحبلي الممتد بعد دفني، وذخري يوم قيامتي، ومحل افتخاري في دنياي.

حبيبي بُني
سامحني إن قسوت يومًا ما عليك، واغفر لي إن أخطأت، وتجاوز عني إن جهلت، فإن حبي لك لتكون الأفضل أعمى بصيرتي وفوت عقلي. فالمحب يهيم بمن أحبه ويبادر لحمايته.

بُني حبيبي
الآباء الحنونين ليسوا toxic father وليسوا aggressive controller وليسوا idiot كما تصورهم بعض أفلام هولييود وبعض كتاب الشهرة. الآباء الصادقون والناصحون هم الأجدر بجوائز التقدير لأنهم سعوا ويسعون لخلق أجيال جديرة بحياة كريمة وأخلاق رفيعة ويدفعون بكل ما أوتوا من قوة لتحصين أنفسهم وأهليهم وأبنائهم من نيران الأشرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى