أقلام

ضبط العلاقة بين الأصحاء والمرضى النفسيين

جواد المعراج

التعاملات البشرية الإيجابية بين الناس تؤدي لتكوين القناعات والأفكار والسلوكيات الإنسانية التي تهدف لتأصيل ثقافة التسامح وترك العنصرية الاجتماعية التي تتبنى عدم قبول أي طرف لديه عيوب، ومشاكل اجتماعية، وأمراض معينة، وخلافات عدائية حصلت في المجتمع، وغيرها من أمور أخرى تمنع من تكوين العلاقات المتماسكة المبنية على التواصل والتفاهم والتعايش الاجتماعي.

جدير بالذكر أن لدى المعاقين نفسيا أو المرضى نفسيا حقوق فلا يصح لأي شخص أن يعتدي على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة أو يمارس التنمر تجاهها، وغالبا يتم التعامل معها بأسلوب محترم مثل ما يتم التعامل مع الأفراد الأصحاء، دون انتهاج العنصرية والتعصب الشديد.

وبالتالي فإن ترك ثقافة العنصرية الاجتماعية وترك التعصب وتعزيز التسامح ينهي أسباب التوتر والخوف الشديد الحاصل الذي يخلق عداوة بين الأصحاء والمرضى نفسيا، بمعنى آخر تمهيد الطريق الذي يمنع انتشار ثقافة الكراهية بين هاتين الفئتين، وخصوصا أن هناك فئات تحرض شرائح أخرى على نشر العدوان بدلا من العمل على احتواء الخلافات التي تشكل عائقا أمام تقوية حالة التماسك الاجتماعي، والتخطيط للحاضر والمستقبل الخاص بالعلاقات الإنسانية.

إن ثقافة التعصب والعنصرية الاجتماعية مرتبطة بعدم تقبل الاختلافات وخاصة وأن التنوع يعتبر ظاهرة صحية، ولكن هناك من لديه حالة التعصب الشديد تجاه الطروحات والمواضيع الأخرى حيث يظهر ردود الأفعال المتطرفة التي تبعد الإنسان عن الاعتدال والوسطية في الأمور الاجتماعية والثقافية والحياتية، فذلك لا يعطي الفرد والمجتمع الشعور الدافع للراحة والطمأنينة بل يحدث ارتباكات تبقى لفترة طويلة من الزمن، بمعنى آخر تعطيل التفكير عن مواجهة الصعوبات الشاقة بصورة فعالة.

ترك ما يسبب الضرر مرتبط بالثقافات السلبية أو الإيجابية التي تملكها كل شريحة بشرية معينة، فهناك من يشجع الناس على ترك ما يجلب المضرة، من جهة أخرى يوجد من يعمل على تحريض الغير على نشر السلوكيات العدوانية وتحبيط المشاريع التنموية والأعمال التطوعية، فعلى المتطوعين واللجان الاجتماعية والأهلية أن ينمون مهارة الذكاء ويوسوعوا صدورهم ولا يستسلموا لمختلف المشاكل، وذلك ليتم تأصيل ثقافة التسامح وقبول رأي الآخر بالرغم من وجود اختلافات متعددة بين كل طرف.

– مثال على التسامح، من قبل نماذج إنسانية ناجحة:

– أجزاء معينة من الخطبة:

وفي جانب آخر نأتي بمثال على التسامح الذي تم طرحه يوم الجمعة – في تاريخ 11 مارس 2022- حيث أوضح سماحة الشيخ حسن الصفار في لحظة الخطبة أن هذه المواقف في الفترة الحاضرة تعبّر عن مسار ومنهجية تبشر بعهد جديد من التسامح وتحقيق مفهوم المساواة في المواطنة، وتعزيز الوحدة الوطنية.
وتابع: إن هذا الخطاب وهذه المواقف هي مصدر فخر واعتزاز لأبناء الوطن، بل لأبناء الأمة.
وأضاف: إن من شأن بلادنا ان تكون في موقع الريادة للتسامح الديني، ذلك أن الدين الذي نزل به الوحي في ربوعها يؤسس لهذا التسامح ويبشر به.
ومضى يقول: لقد خطت بلادنا خطوات واثقة على هذا الطريق، فاهتمت بحوار الأديان، وأسست مركزًا عالميًا لهذه المهمة، كما تكثف الآن رابط العالم الإسلامي نشاطها المؤثر على هذا الصعيد، بخطاب إنساني جديد، ينسجم مع عالمية الإسلام وحضارية مبادئه.
ودعا سماحته المواطنين للتلاحم مع قيادة الوطن لإنجاح هذه المسيرة الرائدة على طريق التسامح الديني، وتجاوز آثار العهود السابقة، والتي تحتاج إلى شيء من الوقت، والتحلي بالحكمة والصبر.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى