أقلام

سَلامي صَوبَ داوُودٍ سَلامي

‏سهيل محمد

‏سلامي صَوبَ دَاوُودٍ سلامي
سلامٌ مِثلَما المَطَرِ السِجَامِ

إلى قُوقازَ حَيثُ خُطاهُ تَسعى
أَبُثُّ الشوقَ مِن عبَقِ الكلامِ

وَعَبْرَ هَواجِرٍ دَأبَت تَفاقَمُ
تُعنِّينا بِوَهجِ الحَرِّ حامِ

هُنا حَيثُ النَعيم يَظلُّ أَدنى
ثرىً تَخْطُوه شِرذِمَةُ اللِئام

ويَبْقَى الفقْرُ والإزْرَاءُ فَجًا
كَفاجِرةٍ تَلوَّى فِي الزِحامِ

ألا يا ليْت شعريَ هَلْ تُناخُ
مَطِيّاتُ الأحِبَّةِ في مَقامي

أَصاحي ما تَزَالُ مَلِيكَ روحي
وَإنّي عَنِ الأُناسِ لَفي صِيامِ

أصاحي ما استَوى لي مِن صَديقٍ
سِوى بَردٍ بشاتيةِ الغِمامِ

أُحَاذِي بنَاظِرَيَّ الحَيَّ يُقنى
بِذي الطِّخاءِ مِن صَبِّ الرِّهَام

وأذكُرُ وجْهكَ البَسامَ يَرنو
تَرَددُ فِي القُعُودِ وَفي القِيامِ

سَأشكُو بَعضَ ما عِندي فإنِّي
عَراني لَوْعُ مَن يَلْفى هُيَامي

لِخَدْلاءٍ تَمَشّى بَينَ خُلدي
بأطرافٍ على وَتِرِ الغَرامِ

بِبِضْعَةِ مُدْمَجٍ حَسَنِ الثنايا
يَسِير هُويْنةً دُونَ اهتمامِ

بِهِ رُمانتانِ على نُهوضٍ قَعدْنَ
على ضِفافِ النَهدِ سامِ

وخاَصرةٌ لها بطنٌ أقَبُّ
وكشحٌ مثْلَ قَوسٍ راقَ رامِ

ورِدفٌ ذو انْحدارٍ واستدارٍ
لُه ثِقلٌ ومُهْتَزُّ القَوامِ

وَوجَهٌ ذو قُسومٍ نيِّراتِ كمَاسٍ
حُفَّ بالسُدُفِ السِحامِ

وَثَغرٌ لسْتُ أدْرِي أَهُو أقَاحٍ
لنِسْرِينٍ تَفَتّحَ بِاحتِشامِ؟

أنَحوَ الشوقِ أَم بالشوقِ أحيى
سَبَتني وَلَمْ تَصَبَبْ لاغتنامي

بِأجيَدَ قَد تَألقَ يَومَ جاءَت
وَوُشِّحَ يَالهُ لي مِن مَقامِ

وَوَارَت في السِتار الحُسنَ عنِّي
وَلَمْ تًسْلمني مِن رَشقِ السِهامِ

بعيْنٍ نَحوَ لَونِ الكُهرُمانِ
قَرِيبِ اللَّونِ مِن لونِ المُدامِ

عَلى الألحاظِ حَدُّ رَهِيفِ ظِلٍّ
يُضارعُ حُسنُهُ أحلى الرِئامِ

لَقَد صِينَت عَنِ الأفْواهِ بُدّاً
عَنِ الإِيقاعِ في لُسُنِ اللِئامِ

لِكَيْ لا يَنظُرُوا فُيُقالُ غَيٌ
وَهُم مَن بَعْدِ ذَلكَ فِي اِتّهامِ

لَقد ظَلّتْ شُرُوقًا ذُو ازدِيانٍ
مُضِيئًا في السُفُورِ وَفِي اللِثامِ

وَعَنْ أَهلِي اللذينَ ذَرُوا فُؤادي
تُماثِلُه مُدَجّنَةُ الغِمِامِ

فَقَدْ قَدَّرْتُ واخْتَرْتُ اختِياري
وَنِلْتُ بَذاكَ مَهْلُكَةَ اِرتطامِ

فَظُلْمُ ذَوِي القَرابَةِ ذُو استِطارٍ
يَفُوقُ مَضاضةً وَقْعَ الحسامِ

وَلامَ القاذِعونَ بِلا انتِهاءٍ
وَهذا دَأبُ أَبناءِ الحرَامِ

هَلُمُّوا فَقَدْ بَنَيْتُ لَكُم مَنِيعًا
لِيُهْلِكَكُمْ إِذا رُمتُم صِدامِي

رَأيْتُم من تَعاظم ثُمّ قُلْتُم
ألا نَحذِفهُ بِالتُهَمِ السِقامِ

لُعِنْتُمْ يا بَني سَلْحٍ لُعِنتُم
وَأمْطِرْتُمْ مِنَ الخُطُبِ العُرَامِ

لَئِن كانَت بَقيّةُ قَوْمِ لُوطٍ
تَحُومُ ولا تَزالُ فَهِي أمامي

وَلوْلا الله ثُمّ الله كُنْتم
لَهُم أمْثَالَ آيٍ كَالتَّوَامِ

لأنْتُم إنْ لَقِيتُم بابَ وَغْلٍ
سَبقْتُم قَوْمَ لُوطٍ بالتَمَامِ

أمَا تَذَرُونَ لَحْمَ بَنِي أبِيكُم
وتَذَرُونَ الخَلائِقَ واتِّهامي

فِإنْ لم تفْعَلُوا لأُهِلَّ فِيكُم
صَواعِقَ مِن قَرِيضِ القَوْلِ دامِ

عَتيقاً من نسيجِ الصِدق يُتْلى
بِلا شَطَطٍ يَقُودُ إلى المُرامِ

وَإنّ سَجِيَّتي نَعْمَاءُ تَحْذو
على أثَرِ الخِيارِ مِنَ العِظام

وإنْ أنْكرْتموا ظَلَّتْ تَكَشَّفُ
شَوَاهِدَ شاهِداتٍ باسْتِقامي

وما ضرّ العَزيزَ ثُغَاءُ رَهطٍ
حَيُوا دوْمًا عَلى سُفِل الحُطَامِ

أنَا الهيْجاءُ إن هَبّت هَبُوبٌ
وَأنْتم وَهْمُ أضغاثِ النِّيامِ

أَنا الداءُ الخبيثُ على الحنايا
وَإنّي البُرءُ مِفضالُ الأنَامِ

أنا الغنْدُورُ إن شئت اعتِباطًا
وَإنّي الفَّحْلُ في وَسْطِ الصِدامِ

وَأَعْشَقُ في أحَايِينٍ وَأَعْيا
وأُعشَقُ في أُخَيْراتِ وِئِامِ

وَمِحيَارٌ على الأهْوَاءِ يَأْلُو
وَمِقدامُ إلى لُقْيا الحِمامِ

فَتُدبر نَائِبَاتُ الدَهْرِ شُعْثًا
وَأقْبِلُ مُمْسِكًا زِنَةَ الزِّمَامِ

أُسَمّى بإسْمِ مَا صَنَعَتْ فِعَالي
سَمِيٌّ بِاسْمِ ءلاءِ الشِهامِ

لَئِنْ سُمِيتُ قدْ سُمِيتُ بِاسْمِ
كريمِ بن الكريمِ بن الكِرامِ

سَتُسْجَمُ دمْعةٌ من خَدِّ شَخْصٍ
يَعزُّ عَليهِ إِكمَالُ انْتِقَامي

يَرَاني دائِمًا صَلِدًا تعالى
وَما أنا بالحَدِيدِ ولا السِّلامِ

يَقولُ ألا فدَعْنِي بَأَنْ ألِمَ
بِهِم كهَزِيمِ رَعْدٍ بِالظَلامِ

فقُلتُ لِما وَلِي ما أسْتَطِيعُ
بِهِ قرْعًا بهِ يَخْشُوا اهْتزامي؟

فَجُولَ عَليْكَ تَسلِيمي وحُبِّي
لأَنْتَ لَقرّتِي وَأسَاسُ عامي

لأنْتَ الحِلْمُ والإصلِيتُ أنْتَ
وَأنْتَ اللَّيْثُ هَشَّامُ العِظامِ

إذا ما النّذلُ لاحَ ورَامَ طَعْني
تَخَطَّفُهُ كَمُبْلِجَةِ الضِرامِ

وَرَبِّ الدَاجياتِ ومُصْبحاتٍ
تُتَوِّقُنا إلى خَوْضِ الحِدامِ

وَرَبِّ المُنْجِيَات وربِّ حِلمي
وَربِّ القُدْس والحرِم الحرَامِ

بِربِّ الأُضْحِيَاتِ ورَبِّ سَعْدِي
وَرَبِّ المْجزِياتِ أولِي الصِّيَامِ

وربِ المُحْصَنَاتِ وأمَهاتٍِ
حَفِظْنَ العَهدَ عَن ذَمِّ الذِّمامِ

ورَبِّ البَرْدِ والصحْراء ترسى
بأبْطَحِها رَكائزُ ذِي الخِيامِ

لَقَدْ خُوِّلْتُ وَاسْتَحْقَقْتُ بَلغِي
بأجْوَدِ ما يَكُونُ مِنَ اتِّسَامِ

سلامٌ صوبَ لِينا حَيثُ تَسعى
وَعِمتِ الدَّهرَ يا ضَوءَ السُّهامِ

وَعِمْتَ الدَّهْر يا دَاوودَ شأْوًا
عَليْكَ بألفِ ألفٍ مِن سَلامي

فأنْتَ طُلُولِيَا اللاتي سَتَبْقى
بَقاءَ الشَّحْمِ منْ حَدَثِ الوِشامِ

لَعَلَّ لنا لِقاءً ذاتَ يَومٍ
عَلى خيْرٍ وَبالمِسْكِ اختِتامي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى