أقلام

المجلس الحسيني عبر ثلاثة محاور

صالح الغانم

لا تخفى أهمية المنبر الحسيني وتأثيره التوجيهي على جميع محبي أهل البيت عليهم السلام.

وهذا المنبر التأريخي المتألق عبر السنين والأجيال يحتاج إلى توجيه وعناية الجميع نحو مسؤولياتهم تجاه الحفاظ على هذه الشعيرة العظيمة واستمرارها معطاءة عبر الأجيال، لأن في ذلك عبادة وذكر ومواساة للنبي ولأمير المؤمنين وللصديقة الزهراء وللأئمة الطاهرين (عليهم السلام).

وأيضًا تقويم للروح وتعزيز للقيم الإسلامية الكبرى التي من أجلها ضحى الإمام الحسين عليه السلام بروحه وأبنائه وأهل بيته وأصحابه طلبًا للرضا الإلهي الذي هو غاية كل عابد.

– المحور الأول والركيزة الرئيسة:الخطيب
ما هي مسؤولية الخطيب تجاه نفسه وتميزه وتطوير منبره، بحيث يكون منبرًا تفاعليًّا جاذبًا هادفًا متوازنًا متوافرًا على المادة العلمية اللازمة ليستفيد منه جميع الحضور بشتى فئاتهم، رجالًا و نساء، صغارًا و كبارًا مثقفين وعامة، وأن يكون المجلس ذا عَبرة بكائية تلين عندها القلوب وتطهر فيها النفوس وتستدر عند صوتها الشجي الدموع لما أصاب آل رسول الله من مصائب تهتز لها الجبال وتشيب لها رؤوس الأطفال.

المحور الثاني والركيزة المهمة:
( ولي الحسينية )
بما أنه كرس نفسه لهذه الخدمة المميزة وحمل على عاتقه بذل وقته وجهده من أجل الإمام الحسين (عليه السلام) ومحبي الإمام فلا بد أن يكون حريصًا على نفعهم، وتتبع حاجتهم، وتحسس مستوياتهم، و مايطلبونه في مستقبلهم أو يقوّم سلوكهم وتربية أبنائهم ولو بسؤالهم عن خدماته العلمية التي تتمثل ب (الخطيب الحسيني – والعزاء الحسيني) أو خدماته النفعية المقدمة خلال أيام عاشوراء الحسين عليه السلام لجمهور المستمعين. فإذا ارتاح الجمهور كثر حضورهم وشُهِد تفاعلهم.

وليختر لنفسه من يستشيره من ذو الرأي الصائب والكفاءة العالية والنظرة الثاقبة ليصيب عين الحقيقة أو حولها في تحديد الخطيب وموضوعاته ذات القيمة الإسلامية والتأريخية والعقدية المثمرة، ففي كل ذلك يكون تقدمه وما يرفعه ويقربه عند الله تعالى والنبي وآله الطاهرين عليهم السلام ومجتمع المؤمنين.

– المحور الثالث والركيزة المساندة: ( المستمعون )
وهم عصب المجلس النابض، وروحه المساهمة في بناء المجتمع الصالح وترسيخ قيم المنبر والدعوة الحسينية. ولذا تفاعل الحضور مع ما يطرحه الخطيب مهم جدًّا بل هو المقياس الحقيقي لمستوى أداء الخطيب وعطائه.

فالمتلقي الواعي يعي بحسه وثقافته كيف يفيد الخطيب ويفيد ولي الحسينية، إما برسالة شريفة لطيفة يرصد فيها ما يلحظه (ولو عبر وسائل التواصل الاجتماعي)
وما يبتغيه من خطيبه الحسيني الناجح ويؤمله
وكيف يكون المنبر ناجحًا مصلحًا مستوفيًا لشروط النجاح والهدفية ومصممًا لفائدة الجمهور المؤمن الحسيني (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

وتنفيذٍا لقول إمامنا سيد الشهداء عليه السلام:(إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن أأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي فمن قبلني … فالله أولى بالحق ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يحكم الله والله خير الحاكمين).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى