أقلام

كلمة في رحيل الشيخ إبراهيم الحجاب

صادق العليو

إنا لله وإنا إليه راجعون، بمزيدٍ من الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة فضيلة الشيخ إبراهيم الحجاب رحمه الله، الذي غاب عنا بسرعة ولم نحسب أنه راحل بعد أن بدأ يتشافى من وعكته الصحية الأخيرة، وقد تحسنت حالته قبل أن تنتكس سريعاً يوم السبت الماضي، فرحل عنا مخلفاً وراءه أكثر من خمسين عاماً في خدمة المنبر الحسيني وسيرة أهل البيت عليهم السلام.
وكنا قد تعرفنا على أبي أحمد منذ وفاة والدنا المرحوم أبو صالح قبل ستة وعشرين عاماً، إذ حضر مجلس العزاء وتطوع أن يقرأ بالمجلس حينها طوال أيامه، وقرأ بعدها عشرة أيام حسينية في بيتنا، فكانت تلك العلاقة لبنة الأساس لإنشاء مجلسنا هذا وتنفيذاً لوصية والدنا رحمه الله.
وللشيخ إبراهيم تاريخ مشرف وطويل في خدمة المنبر الحسيني والمجتمع والثقافة بشكل عام، فقد بدأ من عمر الخامسة بقراءة أبيات حسينية بين جيرانه، وتطور حبه حتى ألف نصوصاً مسرحية دينية وتعليمية للشباب وللإذاعة المدرسية، وامتد عطاؤه إذ ساهم في إقامة العديد من حلقات التعليم والتوجية للشباب وللأطفال، كما شارك في عدة قوافل للحج والعمرة والزيارة، وفي برامج إذاعية وتلفازية أيضاً، وكان له السهم الأكبر في تثبيت استمرا مجلسنا وتطويره منذ توليه منبرنا لما يربو على سبعة عشر عاماً قبل أن ينتقل للأقامة في مدينة الخبر.
ولكنه بقي معنا يمدنا بالعون والتوجية، ونلتقى معه سنوياً في برامج مختارة، منها: أمسية السيدة خديجة عليها السلام، ومجلس شهادة الإمام الكاظم عليه السلام، وحفل المبعث النبوي الذي يشرف على إحيائه معنا في العمرة الرجبية كل عام، وقد طور في مجلسنا عدة برامج ثقافية، وقدم سلسلة محاضرات دينية وحول السيرة، ولايتسع المجال لسردها، ولكننا نشعر بإننا فقدنا بفقده علماً من أعلام مجلسنا وسنظل نتذكرة، ولن ننساه وسنهدي ثواب حفلنا الليلة لروحه الطاهرة إن شاء الله. نسأل الله أن يحشره مع محمد وآله، وأن يلهم عائلته الثاكلة بفقده الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون، والفاتحة إلى روحه وأرواح أمواتنا وأموات المؤمنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى