جواد المعراج
يعرف الانتباه بشعور يجعل الإنسان يتوجه نحو التيقظ والحذر بشكل إيجابي يبعده عن مشاكل كثيرة، وبهذا يفكر في النتائج قبل الإقدام على ارتكاب أي خطأ قد يسبب له خسائر ومشاكل تجلب له الأضرار النفسية والمالية أحيانًا نتيجة التهور والطيش، إما في طريقة الكلام مع الناس أو الخوف منهم أو بسبب الاستسلام بسرعة لمشكلة وقضية تعرض لها من قبل شخص استغلالي.
ونذكر مثال أو موقف يخاف منه الإنسان ولا ينتبه منه وهو عندما يتعرض لموقف تهديد من قبل شباب مجرمين ومبتزين ماليٍا ويستخدمون أسلوب التهديد بالصور والمقاطع المخلة بالآداب بعد أن تعرف عليهم ذلك الشخص على أرض الواقع أو مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذا توجهوا إلى استكمال عملية التلاعب والاستغلال بسبب سكوت الطرف الآخر عنهم وعدم رفع شكوى للجهات المختصة أو الأجهزة الأمنية أو إيصالها إلى أهلهم أو الوالدين أو إخوانهم الكبار في المنزل.
ومثل هذه الأمور عندما يسكت عنها الإنسان تجعله يعيش في خوف شديد ولا يستمتع بالحياة بسبب عدم معرفة كيفية حل المشكلة أو عدم علم الوالدين والإخوة الكبار بها، فالخوف يعد عاملًا رئيسٍا في تضخم مثل هذه المشاكل في الحاضر والمستقبل، إضافة إلى ذلك الاستمرار بالشعور بارتباكات قد تؤدي لتكرار الأخطاء مع أشخاص استغلاليين آخرين يتوجهون نحو الإجرام والخداع.
إن كل شخص في هذه الحياة لديه أشخاص مسؤولين عن تربيته والانتباه له من الانحرافات والأولاد الضائعين في الشوارع الذين يمارسون الأمور الإجرامية، ومن هنا للمسؤولين عن منع هذه الممارسات العمل على إيقاف أولادهم بالتهذيب السلوكي ووضع حدود وخطوط حمراء تبين بعدم ارتكاب هذه الأمور بعد أن وصلت المشكلة للوالدين أو الإخوة الكبار؛ فمثل هذه القضايا في حال السكوت عنها تؤدي لانتشار الفوضى في المجتمع والبلد والمنازل.
وكل هذه القضايا تحدث بسبب عدم علم الأهل عنها مما يسبب بعد ذلك مفاجأة من قبل الأسرة بعد معرفة شخصية ابنهم بأنه يمارس جرائم بطريقة خفية دون أن يعلموا، والتي تشمل التهديد والابتزاز والاستغلال الجسدي تجاه أولاد الناس الذين يتضايقون ويتأذون من هذه العينات، وقد تصل أحيانًا هذه المشكلة لجعل الضحية التي تتعرض للاستغلال لا تستطيع أن تفكر بالزواج وترتيب أمورها المالية التي تجعلها تمارس حياتها بشكل طبيعي في المستقبل.
ومن هنا نتعلم من هذه المواقف أنه يجب على الأولاد والشباب أن لا يخافون منها بل يسعون. بكل قوة نحو التفكير في حل المشكلة قبل أن تتضخم لديهم لفترة طويلة من الزمن، وبالتالي لا يستطيعون أن يتعاملوا معها بصورة إيجابية وفعالة.
