بشائر المجتمع

مدينة الجفر.. في ملتقى ابن عساكر

بشائر: الأحساء

أقام ملتقى ابن عساكر مساء يوم الجمعة الماضية تحت بعنوان: مدينة الجفر في التاريخ، ب استضافة الباحث عبد الله بن إبراهيم اليوسف.

وقدم اليوسف عرضًا تاريخيًا عن مدينة الجفر سلط الضوء فيه على الكثير من القضايا الكبيرة والحوادث المهمة المتعلقة بهذه المدينة الواقعة شرق الأحساء، وذلك بحضور نخبة من المهتمين.

وافتتح الفعالية، الشاعر جاسم محمد عساكر مرحبًا بالضيوف الذين شرّفوا الملتقى ليلتقوا بأستاذ عشق التاريخ، واستلهم الماضي، وتنقل بين صفحاته منقبًا عن التراث وحضارة الآباء والأجداد، ليحدثهم عن مدينة الجفر

وأكد عضو الملتقى علي محمد عساكر بدوره على ما للأحساء من عمق تاريخي ضارب بجذوره إلى الآماد البعيدة، وما لها من حضارة علمية وثقافية وأدبية وفنية وتراثية وعمرانية قديمة وعريقة، ومقدّمًا شكره وتقديره لجميع المؤرخين والباحثين وكل المهتمين بتاريخ الأحساء وحضارتها على جميع الأصعدة وفي مختلف الحقول والميادين، ومن بينهم ضيف الفعالية الذي له اهتمامه الكبير بتاريخ الأحساء بصورة عامة، وتاريخ مدينة الجفر بصورة خاصة.

وأشار إلى أن الأحساء هي (ديوان العرب ومنجم الشعر والأدب) فما كان للشعر أن يغيب عن هذه الفعالية، إذ اعتلى المنصة الشاعر جاسم الصحيح ليلقي قصيدة عصماء عن (القرية) حيث خاطب الصحيح الجفر بـ قوله:

يا كتابَ الفَجرِ من كُتْبِ حياتي
آنَ أنْ نفتـحَ أُولـى الصفحـاتِ
لـم تَـلِدْني فيـكِ أُمِّـي وَحْـدَهـا
وَلَـدَتْـنِـي فـيـكِ كـلُّ الأمـهـاتِ

وشارك الشاعر جابر الجميعة كذلك بقصيدة عن الجفر كان من ضمن أبياتها:
يا (جَفْرُ) يا معبرَ الرُكبانِ من (هجرٍ)
لـولاكِ مـا عـبـر الـركبـان أو ركـبــوا
بـكِ الـجـمَـال الـذي أرخـى سـدائـلــهُ
عليـكِ فـآسـاقـط الـليـمـون والـرطـبُ

وتحدث الباحث عبد الله بن إبراهيم اليوسف وهو من المهتمين بتاريخ الأحساء عمومًا وتاريخ بلدة الجفر على وجه الخصوص، وله في هذا المجال عدة بحوث ودراسات.
معبراً عن أسفه الشديد لعدم اهتمام المؤرخين عمومًا والأحسائيين خصوصًا بمنطقة الأحساء رغم أهميتها التاريخية وحضارتها العريقة.

وأكد أن أول كتاب أحسائي عن تاريخ الأحساء هو (تحفة المستفيد في تاريخ الأحساء القديم والجديد) لمؤلفه (محمد بن عبد الله بن عبد القادر الأنصاري الأحسائي) وطبعته الأولى سنة (1379هـ 1960م) أي أنه قبل (65 سنة) لا أكثر، وهو كتاب رغم ما له من قيمة وأهمية كونه الأول في بابه إلا أنه لا يخلو من ملحوظات.

ونوه اليوسف إلى أن بلدة الجفر قديمة جداً، ذات طبيعة زراعية، وعمق تاريخي، وأقدم وثيقة تاريخية تم ذكر الجفر فيها تعود إلى تاريخ 1086هـ لها موقع استراتيجي كونها على طريق ميناء العقير القديم، وأشبه شيء بالقلب لما حولها من قرى مجاورة، مما جعلها محل اهتمام الدول المتعاقبة على حكم الأحساء.

وختم الباحث اليوسف حديثه بـ الإشارة إلى معنى (الجفر) في المعاجم اللغوية، وبيان سبب تسمية (الجفر) بهذا الاسم، ووجود أكثر من قرية ومدينة تحمل الاسم نفسه، إضافة إلى اشتباه بعض المؤرخين وخلطهم بين (الجفر) وبين (باب الجفر) وتصورهم أن الباب هو الجفر نفسها، مع أنه باب موجود في بعض قلاع الهفوف، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى بلدة الجفر، لوقوع هذه القلعة في (ناحية الجفر) كما كانت تعرف وتسمى قديماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى