أقلام

هل تأكل الماء أم تشربه؟

د. علي القضيب 

إن الاختبارات الروتينية كالوزن وضغط الدم وفحص الدم المشتمل على وظائف الكلى ونسبة السكر والدهون والكولسترول؛ قد تعطي مؤشراً لمعرفة أداء الجسم بصورة عامة أو أداء عضو معين في الجسم، ولكن قد لا تنفي وجود علة أو مرض ما في الجسم. كمن يعمل وهو مريض.

فقد يعمل شخص في عمله ولا يحتاج أن يأخذ إجازة مرضية، ولكن عمله هذا لا يفسر خلوه من الأمراض.
لذا نحتاج إلى مؤشر آخر بالإضافة إلى الاختبارات الروتينية تتعلق بصحة الخلية نفسها

فكما للجسم جلد يغطيه فإن لكل خلية في جسمنا غلاف خارجي يحميها ويحتويها، لذا فصحة الجسم مرهون بصحة أصغر تركيبة فيه وهو الخلية. وهذا لا يتأتى إلا عن طريق اختبار PA Phase Angle)) (زاوية المرحلة) للخلية. هذا الاختبار يقيس نسبة الماء داخل الخلية إلى الماء خارجها وكلما ارتفعت هذه النسبة أي الPA في الخلية كلما كانت الخلية في حالة صحية افضل.

وما قد نلاحظه من جفاف أجسامنا وظهور التجاعيد على محيانا فهو انكاس لما يحدث على مستوى الخلية، لأنها حجر الزاوية في تكويننا جسماً وعقلاً وقلب. فالخلية السليمة عندما تكون في أوج نشاطها وشبابها لها القدرة على امتصاص أكبر كمية من الماء والاحتفاظ به لذا فان اختبار ال PA عال جدا لأن غلافها محكم وخالٍ من الثقوب، ولكن مع مرور السنين، ومع تراكم الأمور الحياتية من اجهادات وارهاصات وملوثات بيئية فإن كفاءة الخلية في امتصاص الماء أو الاحتفاظ به لفترة طويلة يضعف. لذا نحتاج أن نروي دائماً خلايا أجسامنا بالماء، ولكن أي ماء يا ترى؟ هذا هو بيت القصيد.

إن كنت تظن أن ٨ أكواب من الماء يومياً كفيلة بأن تروي ظمأك وضمأ خلاياك فأنت قد تكون بعيداً عن مرماك، ناهيك عن احتياجك للذهاب لدورة المياه ٨ مرات.

ما نتحدث عنه هنا هو الماء النوعي مقابل الماء الطبيعي. نتحدث عن الماء الذي تحتويه الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بالماء والذي يمتصها الجسم ببطيء. هذا النوع من الماء سيسد رمق الخلية ويعمل على رتق الثقوب والجراح التي احتوتها الخلية. من هنا نحتاج لتغير مفهوم شرب الماء الى اكل الماء طبعا بالإضافة الى شرب الماء الطبيعي

ونحن نعيش أيام شهر رمضان ونصوم أكثر من ١٥ ساعة يوميا فإننا نفقد الكثير من السوائل من خلايا أجسامنا لذا وجب علينا تعويضه بالماء النوعي الموجود في الفواكة والخضروات مثل البطيخ والشمام والجح (الرَّقي)، الخيار، الكمثرى، التفاح والعنب وغيره، هذا الماء المستخلص من الفاكهة والخضروات سيعمل على إعادة تأهيل كفاءة مستوى الخلية ونشاطها والذي سينعكس على أداء الجسم و نظارة البشرة و أيضاً سيساعد بطريقة غير مباشرة على زيادة مضادات الأكسدة وإزالة الدهون أيضاً

لذا حاول أن تسأل نفسك فيما إذا أكلت الماء هذا اليوم؟
واذآ كان جوابك بنعم فانت في الوجهة الصحيحة.

يعتبر أكل الماء من الممارسات الوقائية لسلامة الجسم والتي يجب أن تكون جزء من نمط حياتنا حتى نستطيع أن نقول ” لكي تعيش لابد أن تتنفس الهواء وتشرب الماء أو تأكله ”

بقي أن أذكر القارئ بأن هذا الموضوع مستخلص من جزئية من كتاب ” أسرار الماء ” للدكتور هاورد مراد حيث معروف عنه في معالجة ومساعدة ملايين الأشخاص نحو حياة صحية أفضل وأكثر إنجاز
Dr. Howard Murad, M. D. , “ The Water Secret – The celluar breakthrough to look and feel 10 years younger “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى