أقلام

التخطيط للمستقبل والاعتماد على النفس

جواد المعراج

يصف الاعتماد على النفس الإقبال على الاستعداد لتلبية الاحتياجات والأهداف الشخصية دون اتباع مبدأ الطلبات الكثيرة والمبالغ فيها من قبل الوالدين أو الناس، فالإنسان يمكن أن يحقق ما يريد من خلال العمل على اقتناص فرص النجاح وتنظيم الوقت والاجتهاد في الحياة عن طريق الحصول على مكان الوظيفة المناسبة وبالتالي الصرف على نفسه وادخار الأموال واكتساب المعلومات والخبرة الوظيفية التي تبين الاستفادة من زملاء المهنة، والذهاب للكورسات والدورات الإلكترونية للحاسوب والحضورية التدريبية مثلًا.

ولا ننسى استكمال مشوار المهنة الذي يخلق الشعور بالحماس دون الإحساس بالإحباط، وكل ذلك لتهيئة الحياة الشخصية الكريمة التي تجعل الشخص يستمتع ويرتاح في المستقبل، بالأخص عندما تكون لديه ميزانية وتجميعات مالية جيدة تؤدي به للتفكير في بناء عش الزواج وتيسير الأمور التي تكون على مستوى العلاقات في العمل والمنزل، كي لا تحصل مشاجرات بين الإخوة والأخوات أو الزملاء.

ولأن الفرد يمكن أن يتغلب على المشاعر الانهزامية بالانشغال للتخطيط للمستقبل الذي يبين التركيز على تهيئة حالة الراحة والاستقرار النفسي بعيدًا عن الدخول في الخلافات مع الأهل بالمنزل، وعندما يرى الوالدان الشباب يقتنصون الفرص وينشغلون بتنمية الذات وتقوية الشخصية والهوايات المفيدة كالعمل التطوعي والقراءة والكتابة بالمنزل فإنهما سيشعران بالهدوء والسعادة والطمأنينة، وخصوصًا لو كان الابن لا يسعى لإثارة الإزعاج والفوضى في البيت، وبالتالي ينظر الإخوة والمربون لذلك الشاب نظرة إيجابية تؤدي لجعل العلاقة بينهم مستقرة.

وفي جانب آخر هناك بعض الشباب يضيعون الوقت الثمين ويهدرون المشاعر في الخصومات والقلق من مواجهة أي مشكلة يتعرضون لها في الحياة بشكل عام، وكل ذلك بسبب ضعف الإرادة والثقة بالنفس التي تجعل شخصيات فئة من الشباب مهزوزة وضعيفة في الحياة العملية والاجتماعية، فالشعور بالهزيمة والخوف الزائد عنصر رئيس لجعل الإنسان عاطلًا عن العمل لفترة طويلة دون أن يتوجه للحركة والتعلم والاستفادة من التجارب الإيجابية للآخرين والنماذج الناجحة.

-ومن الأسباب التي تجعل فئة من الشباب عاجزين عن التطور والحركة في الحياة الاجتماعية والعملية والمنزلية هي:

1- المقارنة مع الآخرين بصورة مبالغ فيها.

2- الخوف من مواجهة الأخطاء التي تم الوقوع فيها في فترة السابق أو الحاضر.

3- الرهبة الزائدة من الانتقاد وردود أفعال الآخرين عند لحظة التعرض لمشكلة محددة.

4- الانهماك غير الطبيعي في الانفعال والغضب على صغائر الأمور.

5- إن هناك شباب لديهم صعوبة في التعبير عن أنفسهم وآرائهم تجاه الوالدين والإخوة.

6- بطء الاستيعاب وضعف مهارات حل المشاكل بشكل عام.

إن الفرد في هذه المرحلة المشرقة يملك قدرات ممتازة ونشاط وحيوية، من هنا يحتاج لأن يعمل على تفريغ هذه الطاقات الإيجابية في صقل الشخصية في مختلف الجوانب وذلك باستثمار الفراغ الذي لديه في بناء مشاريع أخرى كبناء العلاقات مع زملاء الخبرة والشخصيات الاجتماعية والثقافية وأصحاب الفعاليات والأنشطة المتنوعة، وغيرها من شخصيات أخرى ليسعى الشاب لتعزيز الحوار والنقاش معها ويكون في المستقبل صاحب مشاريع مثمرة.

ولا ننسى ذكر الله في لحظة الرخاء والشدة، إضافة إلى ذلك الانتباه من وسوسة الشيطان التي ينتج عنها العصبية في بيئة المنزل والعمل، وهي كالتي تشمل التركيز على إثارة المشاكل والشرور التي تؤدي لجعل الإنسان يقع في بؤرة الرذائل ثم يشعر بالإحباط والفشل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى