أقلام

البمبوّة اختراع يستحق براءة الاختراع

رباب حسين النمر

لو كان مخترع البمبوّة يعيش في زمننا الراهن لسجل براءة اختراع، وأدرج اختراعه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ولكنه عاش في زمن متقدم وكان يطمح إلى خدمة المجتمع عبر اختراعه إلى جانب خدمات أخرى.

البمبوّة اختراع كان يخدم الأهالي بمناطق في الأحساء ويساعدهم على تحديد أوقات الإفطار والإمساك بشهر رمضان المبارك ولا سيما في ظل غياب الأجهزة الدقيقة لقياس الوقت مثل الساعات عن اقتناء أفراد المجتمع آنذاك ، ولم تكن في ذلك العهد إمساكيات تدون بدقة أوقات صلاتي الفجر والمغرب.

ولك أن تتساءل عزيزي المتلقي عن ماهية البمبوّة، وعن مخترعها رحمه الله وهو ..الجد محمد الحسين النمر الذي ذاع صيته في المبرز والقرى الشرقية وطرف الهفوف عندما كان على قيد الحياة، بسبب عمله على توقيت أجزاء الليل ووقت إعداد السحور والإمساك وصلاة الفجر في ليالي شهر رمضان المبارك وأيامه باختراع مبتكر قام بصناعته وهو ما سمي بالبمبوّة.

كانت البمبوّة التي صنعها الجد محمد الحسين عبارة عن سارية عالية ربطها في سطح داره بمساعدة الفلاحين.
وفي هذه السارية بَكَرَة وحبال مثبت بها سرج ( فنارة وأتاريك) يرفعها في كل وقت إلى منسوب معين فيراها الناس ويعرفون الوقت حسب ارتفاعها. وفي قاعدة السارية تاوة حديدية يضربها بمطرقة ضربة ثم على ارتفاع آخر ضربتين وهكذا، فيؤقت الأهالي استعدادهم لطبخ السحور والإمساك والصلاة عل سماعهم للصوت. وقد اشتهر بالمبمبوّة (حجي محمد حسين راعي البمبوة) أو (حجي محمد حسين بيدا ) رحمه الله.
الجدير بالذكر أن وفاة الجد محمد كانت في ربيع أول سنة 1369هـ.

كان هذا الاختراع مرتبطاً بشهر رمضان المبارك، ويدل على شدة اهتمام أجدادنا رحمهم الله بإقامة شعيرة الصيام وحرصهم على الدقة في تحري الأوقات وإن غابت عن دنياهم كثير من الوسائل الدقيقة التي انتشرت في عالمنا اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى