منبر بشائر

الثقافة وصناعة الشباب الطليعي

الشيخ عبد الجليل البن سعد | ١٢ محرم ١٤٤٥ هجري

تقرير المحاضرة: عبد المنعم الحليمي

توطئة للبحث:

قال تعالى {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[البقرة_78].

يتمحور البحث حول تكييف النفس مع الطليعية وصناعة الطلائعية في النفوس، ثم كيفية توجيه الشباب الناشئ نحو الطليعية بما يسهم في تمثلهم بالريادة في المستقبل..

والدعوة الأقوى التي نقدمها بين يدي البحث هي أنه لا حقل من الحقول يمكن أن يتكون فيه الطليعة كالحقل الثقافي.. والحقل الثقافي هو الحقل الأكثر أهمية لصناعة الطلائع..

فهرسة البحث:

١_ الفصل الأول: الثقافة المسيرة.

٢_ الفصل الثاني: وضعيتنا الثقافية.

٣_ الفصل الثالثة: وظائف المثقف.

٤_ الفصل الرابع: لماذا أحترم أو لا أحترم المثقف.

٥_ الفصل الخامس: سبل الحماية الثقافية لأبنائنا.

تفصيل البحث:

١_ الفصل الأول: الثقافة المسيرة.

● أنماط الثقافة المسيرة، أو التسيير الثقافي، وذلك لإنعكاسهم على واقعنا والجميع في مواجهة الأنماط والأشكال للثقافة المسيرة:

أ_ النمط الأول: ( تسيير الجماعة_ أو ثقافة الجماعة) هذا النمط من التسيير الثقافي يفرض شكلا ونوعا من الثقافة يصعب على الفرد في الغالب الإنفكاك منها..

لذا يقول مايكل كول في كتابه(علم النفس الثقافي_ ماضيه ومستقبله.ترجمة عادل مصطفى، كمال شاهين.اصدارات دار رؤية.. ص 247):

‏[ أن الانسان يولد مسير ثقافيا..].

‏تشريح لفكرة ولادة الإنسان مسير ثقافيا:

‏ بمعنى أن جملة من الأشكال الثقافية يتكسبها ويتحقق بها الفرد لأنها ثقافة الجماعة، فالأفكار الإعتناقية: في جزء منها هي ثقافة الجماعة.

_فمثلا: عند تسأل الفرد في الأديان الأخرى عن كيفية تحققه وإعتناقه للمجوسية مثلا سيكون جوابه: أني أخذتها من المحيط والبيئة..(اذن هذه ثقافة الجماعة)..

_ بينما الشيعي بصورة عامة بعيد عن ذلك اذا ما تجاوزنا احاد الافراد،.لأنه يعيش وينشأ في المجالس التي تعرض فيها الأدلة ويقدم فيها التاريخ، بل لا تجد طائفة تهتم بما يقوله عنها الآخر كالشيعة، والذي ينطبق على الشيعي هو أنفاس السيد الحميري في قصيدته:

فلمّا رأيتُ الناس في الدين قد غَووا تجعفرتُ باسم الله فيمن تجعفروا

وناديتُ باسم الله والله أكبر وأيقنتُ أنَّ الله يعفو ويغفر

ودِنتُ بدين الله ما كنتُ ديّنا به ونهاني سيَّد الناس جعفر.

■ فالشيعي صحيح أنه وصله التشيع من أبويه في بادئ الأمر، ولكنه عندما نمت مدركاته رأى المنطق القوي الذي بمستوى التحدي، وأنه لاتوجد خشية عند التشيع لا من السؤال بل ولا من الشبهات لأن التشيع إعتاد على تلقي سهام الشبهات والتصدي لها…

بارقة: الأفكار الاعتناقية غالبا بالنسبة للمنظومة البشرية هي ثقافة الجماعة..

ب_ النمط الثاني:(التسيير الاستهدافي)، ويفترق التسيير الاستهدافي عن التسيير الجمعي والجماعي، أن الثاني الجماعي يكون فيه الفرد تحت ارادة الجماعة، وأما الأول الاستهدافي فالجماعة تحت ارادة الفرد..

● نموذج التسيير الاستهدافي: عندما تقدم وزيرة خارجية دولة عظمى على جمع مثقفين عرب مهاجرين لتلك الدولة وتستضيفهم بأحسن استضافة ثم تصدر لهم الأوامر:

١_ أن تكتبوا بأساليبكم العربية والثقافية وتمعنون في توهين البيئة والثقافة العربية.

٢_ترويج الفكر والثقافة الغربية المنحدرة في الأوساط..

ج_ النمط الثالث: طليعية السارق.[ الانهزامية النفسية للمثقف]

● الأديب السوداني الطيب صالح(ت/2009).[هو أديب وكاتب وروائي عربي، اشتهر بكونه عبقري الرواية العربية، ومن رواد الأدب الحديث في القرن العشرين، بل إن رواية موسم الهجرة الى الشمال للطيب صالح شكلت لدى العديد من الباحثين والنقاد الأوروبيين مدخلاً لدراسة آثار الاستعمار على الصعيد الاجتماعي والثقافي التي ما زالت تربط بين البلدان الأوروبية وشعوب مُستعمراتها رغم الاستقلال السياسي لتلك البلدان المُستعمرة ] يشير الى :

أن الرواية الأدبية الأوربية التي أثرت تأثير قوي في المسارات الأدبية ، استخدمت عنصر مهم وهو المزج بين الأسطورة والواقع، وعندما تنظر الى حال جملة من المثقفين عندنا وهم يحاولون محاكاة هذا المنهج المزجي ويعتبرونه تقدما، وقد يحطمون بعضهم.

_ بينما مزج الأسطورة بالواقع وجعل الواقع مرآة للأسطورة والعكس، هذا تراثنا نحن سرق منا وهو ليس تراث الإسلاميين وانما قبل الإسلاميين بل الشعراء الجاهليين هذا إمتيازهم.

بارقة: الدكتور طه حسين عندما أراد دراسة الشعر الجاهلي حاول تكذيبه، فجاءته الردود الكثيرة تفند مدعياته ومزاعمه..

● ذو الرمة (ت/ ١١٧هج، اسمه الحقيقي غيلان بن عقبة العدوي، ويعتبر من شعراء العصر الأموي؛ وقد لقب ذو الرمة بهذا الاسم، نسبة إلى قطعة الحبل التي تعني الرمة)، شاعر ميزته أنه يحكي الواقع بلسان الأسطورة ويجعل الأسطورة معبرة تعبيرا دقيقا، ويؤكد الطيب صالح أن أنموذج وشخصية الشاعر ذو الرمة حاضرة عند الأوروبيين وقد تم تشريحها ودراستها بصورة عميقة..

بارقة: دور الوعي وأهميته في مسايرة الجماعة وليس التسيير من قبلهم.!! بحيث أنه متى ماكان هناك شيء يمثل قيمة إما معرفية أو أخلاقية أو ثقافية فهنا يصار مع الجماعة.. أما غيرها مما لا يملك قيمة فلا معنى للبقاء مع الجماعة.

٢_ الفصل الثاني: وضعيتنا الثقافية.

● الاكتشاف ليس أداة لمعرفة البعيد أو الوصول للغير فقط بل هو في كثير من الأحيان لمعرفة الإنسان بنفسه. ولذا الوضعيات الثقافية ليست وضعية واحدة بل متعددة:

أ_ التشكل الكاذب:

[جاءت فكرة “التّشكّل الحضاري الكاذب” عند الفيلسوف أسوالد شبينجلر (1880ـ1936م) في أشهر مؤلّفاته “تدهور الحضارة الغربيّة”، وفي سياق تفسيره لسقوط وقيام الحضارات.] ويعني التشكل الكاذب: أن الأضعف يقلد ويحاكي الأقوى، والقوة هنا بمعنى الحضور والتشكل..

● والتشكل الكاذب مرتبط ببداية نمو الانسان حيث أنه في بداياته يكتسب القوى ويتشكل وكلما تصاعد في نموه تصاعد تشكله، ولكن ثمة صورتين نتوقف عندهم :

١_ التشكل الكاذب المتجمد.. وهو ذلك الشخص الذي ينمو جسده وليس لديه نمو روحي وعقلي أو نموه فيهما بطيء، فكيف سيكتشف وضعيته الثقافية..

٢_ التشكل المتردي ثقافيا..

ب_ التشكل الواقعي:

● الاستعداد للانتقال الى التشكل الواقعي يحتاج الى القابلية، وهنا ينقدح تساؤل عمن هو الأكثر استعدادا للتنقل والتشكل الواقعي.؟!

شهادات

١_ جاك بيرك[ عالم اجتماع فرنسي.(ت/1995م)] يرى: أن قابلية التنقل مع المراحل عند العرب والمسلم أقوى بمراتب مما لدى الأوربيين، حيث أن الأوربي حتى يتطور خاض مخاضات ومعارك واستمر مائة وخمسون سنة الى مائتين، بينما العربي والمسلم لما سلب كل شيء واصبح أمة جاهلة عندما اعلن الاستقلال عن الاستعمار في كثير من البلدان في أربعينيات القرن الماضي لم يحتاج العربي والمسلم لبناء الجامعات وتخرج النخب الأكاديمية والمثقفة والنهوض المجتمعي أكثر من جيلين الى ثلاثة أجيال.

بارقة: في الوقت الذي ينظر بعض المسلمين والعرب لأنفسهم بنظرة تحطيم وازدراء ، ينظر الأوروبيين له بأنه يحمل استعدادات وقابليات خطيرة، ولذا الأوروبيين ينظرون لماليزيا كبلد مسلم من أعجب البلدان الإسلامية في قدرتها على الانتقال المكوكي السريع بين المراحل..

٢_ محمد برادة [كاتب وناقد مغربي ولد في الرباط عام 1938. حائز شهادة دكتوراة في النقد وسوسيولوجيا الأدب من فرنسا.] يشير الى: أنه مع اعلان الإستقلال وجدنا الشاب العربي أصبح رائد في ثلاثة ميادين:

ميدان النضال.

‏ميدان تأسيس مجتمعات.

‏ميدان الصحوة.

● لذلك بلادة الاستعداد لدى الأوروبيين ليست بنت العصر بل هي قديمة، وقوة الاستعداد لدى المسلم والعربي ليست حديثة بل هي قديمة..

_ وفي القديم لديهم قبل المسيح عندما هجمت عليهم الثقافة السوفسطائية احتاجوا الى مائة وخمسين سنة حتى تجاوزوها، بينما لدى المسلمين حصلت اشكاليات أكبر وقد تم تجاوزها سريعا…

● ولذا عندما يقرأ الأوروبي شخصية نبي الإسلام الأعظم.ص. يقرأها من خلال المقاربة والمقارنة مع أنبياء التوراة والانجيل، حيث أن أنبياء العهدين لدى اليهود والنصارى لم يتحقق منهم التغيير الا بعد وقت وجهد طويل جدا.

_ بينما نبي الاسلام يأتي الى أمة لايوجد شكل من أشكال الادمان الا وهو موجود عندها:

_ إدمان القتل.

_ إدمان الخمر.

_ إدمان الفاحشة.

● وفي مدة قياسية قوامها عشرة سنوات_ الفترة المدنية من الدعوة النبوية_ تحققت للنبي الأعظم ولتشريعاته استجابة كبيرة لما يدعوا اليه، بحيث أن واحدة من صور الإستجابة والاستعداد الكبير لدى المسلمين الذي لم يشهد له مثيل في الأمم الأخرى، انه بمجرد أن تلا النبي.ص. آية تحريم الخمر سارعت الناس لإهراق الخمر في الطرقات.!!

– ولكن بعد رحيل النبي الأعظم.ص. حصل للناس تسيير و إستهداف ثقافي. لا سيما في الايام الأموية والعباسية وهذا لا ينفي ولا يلغي قوة الإستعداد والقابلية لديهم.

٣_ الفصل الثالثة: وظائف المثقف.

● في كتاب علم إجتماع المثقفين.للدكتور معن خليل العمر ص223 [ أحد القامات الأكاديمية لرواد علم الاجتماع العربي نتيجة التزامه العلمي وفكره المتقد.. ومن أنشط علماء الاجتماع العراقيين عطاء وإثراء نظراً لامتلاكه أفقا واسعاً وحساً سوسيولوجيا عميقا في رصد وتحليل الظواهر الاجتماعية في المجتمع الإنساني.. حيث كانت له بصمات واضحة وإسهامات بارزة في انتعاش علم الاجتماع المعاصر في بلد الرافدين.].

طرحت عدة وظائف وصور وحالات للمثقف، أو فقل عدة تقسميات للمثقف :

_ المثقف المبدع.

_المثقف المقوم والناقد.

_ المثقف المذيع.(كالصحفي.).

■ المثقف المبدع:

_ حضوره ايجابي وان كان ثمة مشكلة فالمشكلة مع المبدعين هو في أصحاب الدعاوى والأخطر منه هو من خلفه جماعة وتصنع منه مثقف مبدع وطليعي.

وقفة نقدية:

_ الشهيد الصدر تارة يكون الحديث عنه كمفكر من خلال كتبه فلسفتنا واقتصادنا والاسس المنطقية، وتارة يكون الحديث عن الشهيد الصدر في مثل كتبه الإسلام يقود الحياة_ الذي كثير من شبابنا لم يقرأه_ والمرسل والرسول والرسالة فهو هنا يمثل مثقف عملاق مبدع مقوم وناقد.

وكذلك العلامة الطباطبائي تارة يقرأ من خلال تفسير الميزان وأصول الفلسفة والمذهب الواقعي فهو هنا مفكر ضخم، وتارة يقرأ من خلال كتابه القيم(مقالات تأسيسية في الفكر الإسلامي). فهنا تقرأ المثقف المبدع..

لكن أن يأتي كاتب متحرم ويكتب كتاب بعنوان معين كالمصلحون او مفكرون، ثم يضع لك شخصيات تجميعية _ مع احترامنا وشكرنا لما قدم فالتجميع ايضا يعبر عن مجهود وقد قرأنا تلك الجهود_ بجوار شخصيات مبدعة أمثال الشهيد الصدر والعلامة الطباطبائي والمطهري، فهذا تشويه وتشويش وهو لايصح..

٤_ الفصل الرابع: لماذا أحترم أو لا أحترم المثقف.

احترام المثقف يكون بعد معرفته، ومعرفته هي من تفرض احترامه. فمن هو المثقف وماذا ينبغي أن نعرف عنه؟؟!

معرفة جهود وتضحيات المثقف..

فالمثقف الحقيقي مضحي ولم يقدم الثقافة للناس الا بعد أن ذاق مرارة الثقافة.. واليك نماذج:

● نموذج(١): تعرض الشيخ أحمد الوائلي.رض. للاهانات حتى باليد، والتخريب لممتلكاته الثقافية كمكتبه..

● نموذج(٢): بعض المثقفين مات حتف مشروعه وليس حتف أنفه.

●نموذج(٣): الميرزا القمي.{الميرزا أبوالقاسم بن محمد حسن الشفتي القمي (1150 – 1231 هـ) المشهور بـ”الميرزا القمي” أو “المحقق القمي” من مراجع الشيعة في القرن الثالث عشر.}، ألف كتابا مشهورا في الحوزة وبقي مادة درسية لعقود زمنية بل قرون وهو كتاب( القوانين المحكمة في الأصول المتقنة.). عندما اطلع عليه أحد العلماء قال : ان من ألف هذا الكتاب إما يموت أو يمرض مرض الموت… لأن هذا جهد العمر للمؤلف.لذلك فعل هجمة الأمراض على الميرزا القمي الى أن توفي.

●نموذج(٤): الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت (ت/1981)مؤلف موسوعة قصة الحضارة التي استغرق فيها قرابة ال 40 سنة، ما ان انهى مشروعه حتى فارق الحياة بعدها بمدة يسيرة.

● نموذج(٥): محمد فريد وجدي كتب موسوعته دائرة المعارف انهى مشروعه وارتحل بعدها..

● نموذج (٦): الدكتور عبد الوهاب المسيري انهى مسوعته عن اليهود وهاجمته الأمراض الى ان ارتحل..

_ المثقف الذي مات حتف مشروعه أو يقدم التضحيات يعطيك عمره فلذا بمعرفتك بهذه التضحيات تعطيه احترام.

معرفة الرتبة والمستوى:

حتى تتفاعل مع المثقف لابد من اعطائه الرتبة التي يستحقها، بحيث لا تغالي فيه ولا تبخسه حقه.. فالمطلوب في المثقف لمعان المحتوى وليس لمعان الإسم..

◾المثقف الناقد:

كالشهيد الصدر في كل كتبه التي ألفها وطرحها نقدا وتقويما..

◾المثقف المحلل:

وهذا ما اضيفه ولم يتعرض له الدكتور معن في كتابه علم اجتماع المثقفين.

● نموذج(١):

كالشيخ الشيخ محمد مهدي شمس الدين[ (1936م-2001م) عالمٌ ديني، من أعلام الفكر الإسلامي المعاصر، وكان رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي. من مؤلفاته: نظام الحكم والإدارة في الإسلام – مطارحات في الفكر المادّي والفكر الديني]. الذي هو من خيرة المحلليين لديه قدرة تحليلية مميزة..

● نموذج(٢):

كالشيخ محمد جواد مغنية[ (1322 ــ 1400) عالم ديني بارز وصاحب انتاج وفير ومتنوع وغزير، وصاحب مناقشات ومحاورات علمية قوية.]. قدم تحليلات كثيرة وتحليلاته في الصميم والعمق ولديه امتياز ثقافي وفكري، ولكن لايمكن القول بأنه صاحب نظرية ناهضة من نوع النظريات التي تتحدث اوتتحدى ، لأن الشيخ مغنية هو من اختار منهجية وطريق التحليل وتخصص فيه..

المثقف ونفسياته:( النفسية الثقافية)..

فهذا مما يجب ان نتوسمه فيمن نستقبل من المثقفين ونكون منه على حذر

_ قد يكون هناك مثقف عملاق في ثقافته ولكن ليس لديه استقرار نفسي، كالسيد قطب الذي كان من مدرسة العقاد ويحاكي العقاد،.ثم تحول سيد قطب الى جماعة الاخوان، ثم جاءته اخته حميدة بكتاب لأبي الاعلى المودودي وانقلب سيد قطب الى شخصية مكفرة لجميع المسلمين..

_ لكن عندما ترجع للشيخ الوائلي مثلا لاتلمس آثار الضغوطات والصدمات في خطابه، وعندما تراجع مؤلفات الشهيد السيد محمد باقر الصدر لا تلمس فيها اي شيء من تلك المآساي. المعاناة.. رغم انها مما يندى له الجبين مع كلا العلمين!!

_ فقيمة المثقف الحقيقي لا تنعكس حياته الشخصية ومعاناته لاتنعكس عليه، بينما تجد مثقف يصدر حالاته النفسية بحيث أنه غير قادر على التجاوز..؟!!

_ وربما مثقف له عقود من الزمن لا يملك أدنى مقومات التقييم والنقد، وهو أنه لاتحكم قبل أن نتبحث ولا تقيم قبل أن تقرأ التفاصيل…

■ يأتي شخص لأحد العلماء بالنجف الأشرف وينتقدها بأنه ليس لديكم تواصل مع الناس..!؟

فيجيه العالم بإعطائه رابط لموقعه الرسمي وأنه كيف يستقبل اسئلة واستفهامات الناس بحيث ان تلك الاسئلة والاجوبة من كثرتها جمعت في واحد وعشرين مجلد.!!

_ اليس من غير اللائق بالمثقف أن ينقد وهو لم يطلع ولم يتفصح قبل الطعن في منهج الاخرين..

٥_ الفصل الخامس: سبل الحماية الثقافية لأبنائنا.

● هناك عدة استراتيجيات للحماية:

أ_ القرب الروحي: من الابن بإمداده بما يشبع ظمأه الروحي والثقافي ومشاركته همومه الفكرية.

ب_ النظام..عبر تأسيس أمثال المكتبات.

ج_ شعائريا..عبر استثمار العاطفة.

د_ ولائيا”: عبر الارتباط بالائمة.ع. الذي هم السر الأعظم بالأخص الإمام أمير المؤمنين.ع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى