إيمان الموسى
عندما كنت أتصفح مقاطع الفيديو شدتني هذه المقولة:
« المعارك الوهمية مع الناس التافهه تخرب عقلك، وتعطل مشاريعك، وهناك مثل بدوي يقول: (الرمح غالي، والفريسة ذبابة)
بالفعل قد تدور معارك مع التافهين، وحتى في دواخلنا تدور حوارات سلبية، ونبقى متحفزين وجاهزين لأي رد في أي وضع نكون فيه: جالسين، ونائمين ومستيقظين، ومتحفزين لردود انتقامية، ولن نفوت لأحد وسنرد الكلمة بالكلمة، وكأن لسان الحال يقول: (لن يهرب مني أحد).
وقد نتساءل: لماذا هذه الأفكار التحفيزية؟!
تدور أحيانًا معركة في داخلنا تجعلنا نرى أنفسنا بعين الخوف، والضحية، وتولد أفكارًا وأفكارًا، فنرى أنفسنا ضحية وظيفة، أو ضحية أصدقاء، أو ضحية قرابة، أو ضحية أقدار ربنا، فنشتكي من ربنا على أقدار ربنا، وهذا ليس حزنًا وإنما سخط على ربنا وأقداره، نظرًا لتأخر عطاء أو عدم استجابة دعوة، أو سوء حال، أو ابتلاء. أفكار تهزم بني آدم، وقد يراى الناس أننا بخير من الخارج، ولكننا لسنا بخير من الداخل، ولا فرحين بنعمة ولا مسرورين من كلمة بسبب الحوار السلبي للشيطان، لأن الشيطان لن يتركنا نفكر جيدًا ويعزز فينا فكرة الانتقام من الآخرين، فبدلًا من أن نفكر: لماذا فلانه لم تدعونا لوليمة؟ ولماذا لم تخبرني بسفرها؟ ولماذا قالت لي هذا الكلام؟ وغيرها من أفكار العتب (الشرهة) الساذجه على كل صغيره وكبيرة، ولكن تحلو الحياة، والله يحبنا، والناس تحبنا وتريدنا، فلا نخسر أقرب الناس إلينا، ونحدهم بالبعد عنا، فنندم عليهم ونقول يا. ليتهم يعودون إلينا.
كيف أهزم هذا الحوار الداخلي السلبي وأنتصر عليه؟
لا بد من التغافل لتفويت هذه الأفكار، والانتصار على الحوار السلبي وأوجاع الوساوس الشيطانية بالتغافل لأن (( معنى قوة التغافل هو أن ندوس على الحوار الداخلي السلبي للشيطان)).
علينا الانتباه لكل من يحبنا من حولنا، ويرون أننا بخير، ولكنك لا. تشعر أنك بخير بسبب هذا الحوار الداخلي.
ومن الطبيعي أن تكون لدينا أفكار مزعجة، وتنطرد بهذه الطريقة.
فما هي أفضل طريقة لطرد هذه الأفكار؟
تنطرد بالاستعانة، وبذكر الله والتسبيح له. فخذ المسبحة بيدك، وسبح له مائة مرة، واحمد الله مائة، وقل لا إله إلا الله مائة مرة، وكرر: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، حسبي الله ونعم الوكيل، مع الصلاة على النبي وآله، وغيرها من الأذكار المحببة.
فلتسبيحات تأثير قوي، ستهدأ نفسك، وترتفع همتك، وينشرح صدرك، وتنجلي الهموم، ويزول عنك وهن النفس وتتصفى، وتهزم الأفكار السلبية بهذه الٱذكار.
وفي الحديث الشريف:
(إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله تعالى خنس، وإن نسي الله التقم قلبه).
