أقلام

رتب أفكارك ولا تفكر في الماضي

جواد المعراج

بطبيعة الحياة كل صنف بشري يعيش في أوقات وأيام محددة صعبة وظروف قاسية ومشاكل تؤثر سلبًا على التوازن العقلي والنفسي وحالة الهدوء، ولا سيما عندما يرجع الإنسان للتفكير بكثرة بالحظات القديمة التي حصلت معه دون أن يعمل على المراجعة والتعلم من تلك الأخطاء والمواقف، بانتهاج الثقة بالنفس والإرادة الصلبة، من أجل أن يتغلب عليها، ثم يستمتع ويعيش في الحياة بشكل طبيعي وبهذا لا يتبع مشاعر التوتر والغضب.

أما بالنسبة للصنف الآخر وهو الذي يعاني من مشكلة التركيز على السلبيات والأخطاء دون أن يتعلم منها، وبهذا الأمر يعيش في دوامة من القلق، من هذا المنطلق يزرع في النفس الخوف عندما لا يجتهد على مواجهة هذه المخاوف الصادرة من الأفكار التحطيمية أو تكون لديه رهبة في جانب مقابلة الآخرين في الحياة الاجتماعية بسبب الشعور بالاحباط والموقف الذي تعرض له في السابق، ومثل هذا الأمر له تأثير سلبي كبير على الإنسان الذي يبقى على هذه المعيشة الضيقة.

إن الله عز وجل أعطى كل فرد قدرات وإمكانات وعقل يسعى لأن يجعل البشر يتحكمون بالأعصاب عند لحظة التعرض لأية مشكلة، ونعمة العقل تعد من النعم الكبيرة والمهمة التي تؤدي لبناء شخصية الإنسان في كيفية التصرف مع التفكير السلبي، وذلك من خلال أن يرتبط الشخص في الخطوات القادمة بحالة الانتباه والحذر من عدم تكرار الأخطاء نفسها التي حصلت معه في الماضي.

والبشر بطبيعة الحال يكتسبون الخبرة بين فترة وأخرى وهم معرضون للخطأ، ولكن المشكلة الكبرى هي الاستمرار على المنوال نفسه دون اللجوء للتفكير في التغيير الإيجابي والإقدام على الحركة والتطور بنشاط وحيوية، وما يعطل الحركة لدى الإنسان هو ضعف القدرة على الاستيعاب والفهم، فالبعض عندما تنبهه لا يستوعب الكلام الموجه له بسبب التشتت الذهني والاستجابة للاستفزازت والضغوطات النفسية والاجتماعية التي تكون نتيجة التفكير في الماضي.

ولكن في جانب آخر هناك أشخاص لديهم استيعاب وفهم ممتاز تجاه ما يتم الاستماع إليه أو التفكير فيه، فمثلًا عندما يتعرض الإنسان لموقف محدد أدى به للشعور بالغضب الشديد، يستطيع في هذه اللحظة أن يكون هادئًا ثم يراجع ويتعلم من الخطأ الذي وقع فيه دون أن يستمر على المنوال نفسه الذي يؤدي به للتهور في أمور كثيرة تؤثر على المستقبل والحالة النفسية.

– وهذه مجموعة من النقاط الساعية لتطوير طريقة تفكير لدى الإنسان وهي:

1- القدرة على أن يكون الإنسان هادئًا عندما يتعرض للاستفزاز.

2- في حال معرفة الخطأ الذي تم الوقوع فيه يجب عليك أن لا تتجاهله في هذه النقطة حتى لا تكبر هذه النقطة السوداء، ثم بعد ذلك يصبح من الصعب جدًا التخلص منها إذا أصبحت ضخمة ومتراكمة.

3- الاعتذار من الأشخاص الذي أخطأت في حقهم فهذا يجعلك تشعر بالراحة وتنسى الماضي.

4- الانشغال بالتفكير في مراجعة النفس وتطوير الشخصية فذلك يساعد الإنسان على نسيان الماضي.

5- التعلم على كيفية التحمل والإحساس بالمسؤولية تساعد الإنسان على مواجهة الماضي الذي يحمل مواقف صعبة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى