أقلام

الفشخرة جيبانا ورا

أمير الصالح

لفتت نظر كل أفراد أسرتي وجود مجموعة بوسترات تحوي جُمل شعبية هادفة مُعلقة على حائط داخل احدى المطاعم الجديدة بجزيرة تاروت الحبيبة، وكنا نقرأ كل بوستر ونثير نقاش عائلي جميل وهادف ورصين بين أفراد الأسرة . “بنت الراجل ميكسرهاش عيل”،
“فاكرين حياتنا مرتاحة عشان موبايلاتنا بتفاحة”،
و” مش كل الناس أولاد ناس” هي بعض البوسترات التي وجدناها على حائط المطعم. جعلنا محور نقاش اللمة العائلية في تلكم الليلة هي الامثلة والدلالات لتلكم البوسترات. وبالفعل كسرنا جليد الصمت وعلقنا إستخدام الجوالات ورسخنا روح الحوار الهادف فإنتشر الدفء العائلي وأستمتعنا بعشاء طيب وحديث مثري.

بالمجمل، في عالم المطاعم يتفنن الأغلب من ملاكها في إستعراض جمال الأطباق والديكور للمطعم والخصومات الموسمية للاطباق وإعداد مذاقات طيبة وجذابة وإختيار نوع الموسيقى الصوتية التي يشغلونها. ومن النادر أن تجد مطعم يتفنن في إنتقاء مجموعة جُمل/حِكم قصيرة ذات معان عظيمة تساهم في إذكاء روح الجلسة الطيبة وترسيخ مفاهيم تربوية صادقة ويجعلها جداريات جاذبة لنظر رواد المطعم.

“الفشخرة جيبانا ورا” جملة معلقة في أحد البوسترات وأثارت حوار عميق وهادف بيننا وأستهلكت وقت مثري في النقاش. وجود أبناءنا المراهقين أتاح فرصة لمناقشة مثرية وكان من جملة ما تم نقاشه:
– أهمية التدبير الاقتصادي
– أهمية التخطيط المالي
– أهمية التركيز لصقل مهارات مهنية وإدارية لكسب الإنسان قوته وحفظ كرامته
– نبذ المظاهر الخداعة
– أن عالم الفشخرة والمباهاة أنعش سوق القروض البنكية وفتت أسر وشتت شمل
– ان كل شي مادي استهلاكي مصيره الإضمحلال
– الاستحواذ على الأصول أهم من الفشخرة العابرة

و ختام حديثنا لذلك البوستر إقتنع الجميع بأن: كل أب وكل أم سعى أو يسعى للفشخرة الزائفة من خلال قروض بنكية من أجل سلع استهلاكية دون أسس مالية رصينة أدى أو سيؤدي لتراكم فواتير ودفع فوائد قروض تجفف كل موارده/ها وقد تهدم كل مدخراتهم.

شخصيا، أشكر كل صاحب مطعم وصاحب بوفية وصاحب مقهى وصاحب ديوانية ومالك إستراحة ومدير صالة إنتظار في عيادة أو ورشة صيانة على وضعهم بوسترات مُعرزة بقصار الحِكم والتي تحمل معانى عميقة ومفاهيم تربوية جميلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى