أقلام

لا تخافوا لن يفوتكم شيء!

جواد المعراج

إن هذه الرسالة المفيدة موجهة لفئة الشباب والشابات، فقد تحدث مشاكل يتعرض لها هذا الجيل في فترة العمر المشرقة التي يحتاج أن يكون فيها الإنسان واعيًا وحذرًا من التهور والاستعجال في مختلف الأمور بصورة عامة.

إن طبيعة الفرد أن تكون له رغبات وطموحات وأهداف يريد أن يحققها بين يوم وآخر، ولكن قد يواجه صعوبات وعقبات في الحياة العامة، في مجال الحصول على أشياء محددة كالسيارة الجديدة أو الهاتف المحمول الجديد أو حاسوب (الألعاب) أو ساعة أو حذاء فخم أو حقيبة وغيرها من مقتنيات أخرى يتمنى الإنسان أن تكون لديه.

وطبيعة الحال صاحب الوظيفة الجديدة أو القديمة يستقبل شهريًا مصروفًا ماليًا، وكل فرد تختلف لديه الميزانية ومستوى الراتب الذي يعطي الشخص القدرة اللازمة لتهيئة الحياة الكريمة التي يتمنى أن يعيشها وبهذا عليه أن يعتمد على نفسه، ويتحمل المشقة، ويحافظ على المصروف النقدي، ويجتهد في بيئة العمل، ليحقق الهدف الذي يجعله سعيدًا وراضيًا وقنوعًا.

من هنا نبين المقصود بلن يفوتك شيء، ومعناه أنه على الإنسان أن يكون حذرًا ومنتبهًا من التعرض للاستفزازت من قبل الآخرين، والمضايقات التي تسبب له إحباطًا وضيقًا في النفس، وعلى سبيل المثال يأتي إليك أشخاص يستفزوك وأنت جالس في مجلس ما أو منطقة العمل وأي مكان آخر، وإذا بادر الإنسان بالاستجابة لهذه العينة المحبطة لن يستطيع أن يحقق ما يريد بسبب فقدان القدرة على ضبط حالة الانفعال التي تجعل البشر يشعرون بالغضب الشديد مما يؤدي لحصول مشاجرات عنيفة وغبية في المجالس أو بيئة العمل، وبالتالي في هذه النقطة بعد هذا الموقف يفقد الإنسان عزة النفس والكرامة التي يتمتع بها عندما لا يتحكم بأعصابه.

ولنذكر على سبيل المثال موقفًا، وهو عندما تكون متواجدًا مع مجموعة من الأفراد في مكان معين، وبهذا يبدأون في ممارسة الاستفزاز تجاهك كأن يقولون لك: لن تستطيع أن تحقق هذا الهدف ولن تصل إلى ذلك الهدف وغيرها من جمل وكلمات لها غرض في إثارة الإحباط والتوتر والقلق لديك، لتفقد القدرة على إنجاز العمل والهدف الذي تريد تحقيقه.

وتذكري أيتها الشابة أو تذكر أيها الشاب أن عزة النفس والكرامة الإنسانية أمر مهم بالنسبة لشخصية الإنسان في المجتمع ومنطقة العمل وغيرها من أماكن أخرى، ولذلك لا تستعجل واضبط أعصابك وتذكر أن كل شخص لن يفوته شيء، ولديه قدرة على أن يحصل على الذي يتمناه بعزته وكرامته دون التعرض للمذلة والإهانة.

إضافة إلى ذلك، لا يستطيع الإنسان أن يحصل على ما يريد وهو لا يصبر على تحمل المشقة، ولذلك على الشباب أن يعتادوا على الاعتماد على النفس دون طلب المساعدة من الوالدين أو الإخوة، كي يشعروا بالمسؤولية ويجتهدوا على أنفسهم، ليكونوا ناجحين في المستقبل.

وتذكر جيدًا إنه عندما لم تشترِ هذا الغرض هذا الشهر أو هذه اللحظة فإنك سوف تشتريه في السنة القادمة أو الأشهر أوالسنوات المقبلة، بعد أن تعمل على بناء نفسك وشخصيتك وميزانيتك، وتكون عندك رغبة في السعي لتحقيق ذلك الهدف.

ولا ننسى أن الإنسان لن يفوته شيء فلا يحتاج أن يكون شخصية متهورة عند لحظة سياقة المركبة في الشوارع والمدن، فلا داعي أن تكون عصبيًا بسبب أمور ليس لها داعٍ، ثم تتعرض بعد ذلك لحوادث شنيعة وغبية بعد التعب والجهد الذي بذلته عند قطع المشوار في خطوط السير وتحسين وضعك وحياتك.

نتمنى من كل شخص يقرأ هذه الرسالة الجميلة أن يراجع نفسه جيدًا ويتأمل فيها وسيرى أمل كبير في الحياة بعد أن يتعلم كيف يعتمد على نفسه ويتحمل المسؤوليات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى