أقلام

ماذا بعد القراءة في مسيرة المثقف؟

زاهر العبد الله

إن القراءة مفتاح العقل ومشعل الفكر، وأول آية في القرآن الكريم تدعو وتحث على القراءة فقد قال تعالى {‏ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١ ) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ(٢) اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ(٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ(٥)}القلم.

وتعرضت كثير من الآيات الكريمة للتفكر والتعقل، وكلها لا تأتي إلا من خلال القراءة والتأمل. كما أن الروايات الشريفة تحث أيضًا على القراءة تصديقًا لكتاب الله سبحانه منها عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي عمن حدثه قال: سمعت أمير المؤمنين يقول: أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم، وضمنه وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله، وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه.

الكافي – الشيخ الكليني – ج ١ – الصفحة ٣٠.

بعد ما تقدم من الحث على القراءة وطلب العلم حتمًا سيكون للقراءة آثار جمة وكثيرة، نجملها في عدة نقاط:

١-القراءة باب من أبواب الشكر لله سبحانه أنه استثمر نعمة العقل التي امتازت عن بقية خلقه فيما ينفعها وينمي روحها حيث لكل خلق نمو ونمو العقل يكون بالقراءة والمطالعة والبحث والمناقشة.

٢- القراءة تثري صاحبها بلاغةًَ وفصاحة وتعبيرًا

٣- القراءة تثري صاحبها زخمًا علميًا واجتماعيًا وفكريًا.

٤-القراءة مساحة خصبة في التنقل بين أفكار وثقافة الكتاب حتى قيل في الأمثال (وخير جليس في الزمان كتاب)

٥-القراءة تفتح آفاق رحبة لصاحبها للتأمل والتفكر بما يحسه بالجوارح وما يعلمه بالجوانح.

٦- القراءة تكشف لك كثيرًا من أخبار الأمم السابقة وما مروا عليها من مصائب ومشاكل وكيف انتهت أو كيف عالجوها على مختلف الصعد سواء جيولوجية أو بيولوجية أو فكرية أو اجتماعية.

٧-تميز الأمم وتقدر وتحترم بمقدار قراءها من علماء ومفكرين ومثقفين وشعراء وأدباء.

إن القراءة مفتاح للحضارة والتقدم في مختلف ميادين الحياة خصوصًا إذا كانت فيما يخدم البشرية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى