لقاءات صحفية

لقاء خاص .. قصة المهندس الشايب والنخلة لقاء حضاري تاريخي (الحلقة الرابعة) 

رباب حسين النمر: الأحساء

ماذا تعني لك حقوق الإنسان في العمل التطوعي؟

إن تكريس العمل التطوعي ومقياسه في المجتمعات هو مقدار عطائه، أي بمعنى تفاعله إيجابيًا وبوعي لما يقوم به.

العمل التطوعى يأتى بإرادة ذاتية للقيام بالعمل في الأصل دون أجر مادى.

والإسلام واضح فى حثة على ذلك “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” إذ يثمن المسلم أجره على الله.

فى مجتمعات آبائنا كانوا يكثرون من العمل التطوعى الجمعى لوضوح مسيس الحاجة، وأن الخلل يعنى تأثر الجماعة. فمثلًا يضربون الثبارة (تنظيف الأنهار وتسييل الأمطار فى الصكيك (الأزقة) وتنظيفها، وبناء البوابات والأسوار، وحفر القبور، والمساعدة فى الزواج (الطبخ والتهيئة) وخدمة دور العبادة، على سبيل المثال) ومع ذلك كانت ترتبط هذة الأعمال بقيم اجتماعية منها الشهامة والكرامة والرحم (ولا تخلو من نشر فكر التسخير الذى يؤدى إلى السخرة كالخدمة فى بيوت الإقطاعيين ومزارعهم) إلاّ أن العمل التطوعى موجود فى إرشاد العميان وإطفاء الحريق.

وعندما نشأت الدولة الحديثة وارتبط العمل التطوعى بصبغة عامة بإنشاء المجتمع المدنى لغرضين: الأول تنظمي، والثانى لزيادة المجال والتخصيص، فأنشات الجمعيات الخيرية والنوادى ولجان التنيمة والجمعيات العلمية والهيئات المدنية واللجان الصحية، واللجان الاجتماعية المختلفة كلجان الزواج الجماعى ولجان الاحتفالات ولجان التكريم، والمنتديات صار لها وجود ملحوظ ومشكور فى الوقت نفسه.

وأصبحت المجتمعات معنية بذلك، بل الحديث فى الفارق يدور حول مقدار فعاليتها. من خلال العمل التطوعى يلامس الإنسان حاجة الواقع، ومن خلال إسهامه الفاعل يرى نتاجه أمامه، وبذلك تتحقق متطلبات عمارة الأرض أمامة وهو يرى أنه بمقدار جهده يكون مقدار تأثيره.

إن العمل التطوعى يختلف عن العمل الاختصاصى بمعنى الكفاءة الاختصاصية للقيام بالعمل ضمن المؤسسات المنتظمة، وكثير من الأعمال التطوعية غير مرتبط بالعمر أو الجنس أو التحصيل العملى والمكانة الاجتماعية، بل هو مرتبط بطبيعة العمل، بمساعدة الأعمى لقطع الطريق وحمل الأغذية إلى بيوت الفقراء، وتقديم الخدمات فى الزواج، وتيسير مهمة التشييع ودفن الميت، ونظافة المجتمع وما إلى ذلك.

ومتى ما ارتبطت بعنوان الشخصية أدت إلى تفريق اجتماعى مؤداه فى النهاية إلى تكريس الطبقية فى العمل التطوعى المتكافىء الذى يعمل على تحقيق المواطنة الصالحة مع عدم إغفال مجتمعنا من العمل الاختصاصى، مثل الإرسال إلى الطبيب والمهندس والمأذون الشرعى والمعلم والنخلاوي.

ولكن كيف لنا أن نرتقى بالعمل التطوعى؟ من خلال التنشئة الاجتماعية للأجيال لربطهم بهذا العمل وتعويدهم عليه حتى يكونوا أعضاء فيه، مهما كان طبيعة أسرته ومقامة المادى وذلك من خلال المشاركة المدرسية فى الرحلات والجمعيات، ومشاركة المجتمع فى الأيام والأسابيع للتوعية المختلفة. وفى بعض الدول يكون عقاب الأحداث أن يحضر شهادة بساعات العمل التطوعى، ولا شك أن العمل التطوعى يحتاج إلى إرادة اجتماعية وصحوة تفرق وتبين فهم الإشراف والمشاركة حتى لا تسرق الجهود فيضعف المنتج.

إن الوضوح والشفافية وتنمية العطاء وقدرة الحث على ذلك بالمساعدة فى الإقناع عن طريق تأصيل آلية التوعية مهم جدًا.

إن درجة الإيجابية لا تكمن فقط فى الوجود وإنما بعلو السقف المستهدف ودرجة تأثيره. إن درء السلبيات أي: حالة عدم الأكثرات -وما أكثرها- تزيد من تفهم الحاجة التي أنشئت لجهود التوعية فى هذا المجال ذات ضرورة قصوى لتوعية غاية الجهد إلى مواطن أكثر فاعلية في المؤسسات العامة والدور الثقافى والمتاحف ومراكز الخدمة الصحية والخيرية ودور الإرشاد الأسري فضلًا عن دعم ما هو قائم.

في الدولة الحديثة يتجه العمل التطوعي إلى تنظيمه عبر مؤسسات المجتمع المدني وذلك لتنظيم العمل، والاستفادة من الطاقات، وإتاحة الفرصة للمشاركة، والإعلان عن الحاجة للمشاركة.

من هنا نرى النوادي الرياضية مثل نادي هجر بالهفوف ونادي العدالة بالعمران، والجمعيات الخيرية، والتنموية مثل جمعية العيون الخيرية وجمعية البطالية الخيرية، ولجان التنمية، وكذلك الجمعيات الاختصاصية كجمعية المعاقين وجمعية المتقاعدين مثل لجنة التنمية بالمنصورة ولجنة تنمية الخالدية بالهفوف، والجمعيات العلمية مثل جمعية علوم العمران ونادي الصيادلة.

وهذا بالطبع جيد وينسجم مع إنماء العمل التطوعي وبرنامج التحول الوطني ورؤية٢٠٣٠ التي تركز على انتشار العمل التطوعي لما له من فوائد ذاتية على الأشخاص والجماعات، وفوائد مرتبطة بجنس العمل. ويعبر كنتيجة عن أنسنة المدن وجودة الحياة ونشر المتعة والفرح.والعمل الطوعي متعدي الجنس أو مايعرف بالجندر أي للذكور والإناث، وكذلك الطيف العمري والطيف الفكري أو الاجتماعي.

لذا رأينا ظهور جماعات ترتبط برغبة تفعيل وجودها من خلال الحاجة، مثل جماعات البيئة وجماعات نشر الوعي الصحي، وجماعات الحفاظ على الحياة الفطرية وجماعات الاهتمام بالتراث، وجماعات الاهتمام بالقراءة والطفولة، وجماعات العناية بالأسرة، ومنها انطلقت كثير من المشاريع كالزواج الجماعي والتبرع بالدم ونظافة البيئة، ونشر الكتب وإقامة المعارض التشكيلية والملتقيات والمنتديات الثقافية وأبعد من ذلك في رعاية المقابر وفي تحسين البيئة البصرية وفي زراعة الأشجار وجماعة الإنقاذ، وغيرها.

ولكن يبقى هناك كثير من الأعمال التطوعية التي تنجز فرديًا أو جمعيًا عبر التعاون بحسب الحاجة والظرف. مع هذا الانتشار وارتفاع الأداء الكمي والنوعي للعمل التطوعي خاصة في جيل الشباب والشابات وحماسهم للمشاركة الفعلية، مما يشكل وعيًا متقدمًا حيث رأينا مثلًا في تجربة تحسين منتزه الأحساء الوطني أكثر من مائة وخمسين جماعة تطوعية، وفاق عدد المشاركين فيها الألف وخمسمائة متطوع ومتطوعة.

وفي ظل وجود منشآت اقتصادية كبرى استطاع رجال الأعمال في فترة ما الاستفادة من هذا التوجه من خلال استقطاب تلك الجماعات وإقامة ندوات وفعاليات على حساب إتاحة الفرصة للعمل التطوعي، وهذا النوع من الإدراك لدى رجال الأعمال وخاصة عندما يتماهى تحت عناوين الخدمة والإظهار أمر لا يدركه المتطوع أو المتطوعة وأنه يندرج تحت الاستغلال حتى مع كون العمل المنفذ جميلًا في ذاته.

وتقام كثير من الندوات والأمسيات بمختلف أنواعها دون أن يكافأ المتحدث. وتتم الترتيبات والتنظيم في فعاليات المتطوعين مجانًا، ويسوق المهرجانات باعتبار تخصيص مكان للمشاركة _على سبيل المثال للحرفيين _ مع شروط لا تفي بمقابل الأداء كشرط السماح بالبيع فقط.

وبدلًا من تنمية مؤسسات المجتمع المدني وارتباطه بجهة الاختصاص أصبح استقطاب فعاليات في الأسواق على سبيل المثال دون كلفة على المستثمر.

إن أنظمة العمل في المملكة تشترط عمل عقود بين صاحب العمل والمتطوع ليدفع له مقابلًا. وهنا لا يجب الخلط بين جهة استثمارية أو مؤسسة مجتمع مدني قائمة في ذاتها على الفعل التطوعي.

إن عدم إدراك الشاب والشابة ذاك لا يعفي رجال الأعمال والمستثمرين من مسؤوليتهم بأن يكونوا أكثر إيجابية تجاه العمل التطوعي ونشر ثقافته، وتمكين الاستحقاقات، ولعل مراكز العمل التطوعي واللجان تساعد في إنماء الوعي لكل الأطراف لتحقيق عدالة اجتماعية، ولكن أيضًا في الجانب الآخر يجب على المتطوعين أن يعوا إن كان هذا العمل ضمن مؤسسات ومناشط استثمارية فليتوقفوا ما لم يكن هناك مقابل، وأن يضعوا جهدهم التطوعي في مكانه ضمن مؤسسات ومناشط اجتماعية في الأصل قائمة في مهامها على مساندة العمل التطوعي.

في مجتمعات الأحساء يقال لهم أحسائيون طيبون، أنما أحد مصاديقه أن العمل التطوعي في وجدانهم يتم توارثه جيلًا بعد جيل بعيدًا عن أي نوع من التمايزات الاجتماعية وغيرها. بل في الإجمال يعد العمل التطوعي وانتشاره في مجتمعات الأحساء، ومن نافلة القول وهو أنموذج يمكن تعميمه في مجتمعات أخرى.

ولو خصص كل منا جزءًا من وقتة لعمل تطوعى فما عدد ساعات العمل التي تلبى حاجتنا لقاء أن نكون شركاء فى وطننا الغالى فى ظل أهداف القيادة الرشيدة وإتاحة الفرصة فى جو متسامح يفرضة ديننا وإنسانيتنا مع خفض الجناح لإخواننا مهما كان موقفنا.

إن إنماء العمل التطوعى ليس مهمة صعبة ولكنه هدف نضعة أمام أعيننا. إن واجبنا الاجتماعي تجاه المتطوع شكره وتقديره وتحفيزه وحفظ حقه الأدبي وكرامته، ونحن فخورزن بوطننا الكريم هذا الوفاء والعطاء التطوعي.

ما أبرز ملامح التجارب والخبرات التي مررت بها ضمن مسيرتك العملية الحياتية؟

عندما يتخطى الإنسان الستين هل عليه أن يقف؟

كان لدي هذا التساؤل قبل خمس سنوات، ولكنني وجدت أنه لا مجال للوقوف، فتراكم الخبرات لا بد من نقلها للأجيال القادمة، وكذلك إعادة توطين القيم وترسيخ الهوية مهم جدًا أن يكون الإنسان على بصيرة في وطنه ومجتمعه حتى يقدم صورة عما يؤمن به ويكون على مقدار الثقة وانعكاسًا لما قدمه له وطنه في أن يساهم في إعمار الأرض، ولعل من المنجزات الجميلة أنني أجد رواد التراث العمراني في المملكة، وقد عملت هيئة السياحة فيلمًا وثق ذلك، وهو جهد بدأ قبل أربعة عقود سواء في بحثي الجامعي، أو منافحاتي من خلال الكتابة والتوثيق والمطالبات. وأعتز أن كنت وراء المحافظة على المدرسة الأميرية، وأن كنت رئيس فريق دراسة خيارات إعادة إعمار سوق القيصرية بالهفوف، وكان لي في التوثيق الشفوي لتراث الأحساء باب واسع منه إصدار قاموس الأمثال والكلمات السائرة في الأحساء. وأعتز لكوني أول من طرح إمكانات الأحساء الترفيهية على المستوى الإقليمي في دراستي الماجستير عام ١٩٩٠م، وكان إنشائي لمركز النخلة للصناعات الحرفية والتدريب عام ١٢٢٤هجرية أثره البالغ، ليس في الأحساء بل على مستوى المملكة، ولكنه في الأحساء ظهر في إعلان اليونسكو إدراج الأحساء ضمن المدن الإبداعية في الحرف والفلكلور.

إن التأكيد على طراز العمارة الأحسائية الإسلامي وضع هذا المنتج الفني في مصاف المدارس العمرانية الإسلامية الأخرى ولله الحمد.

وهناك أشياء أخرى لا مجال لذكرها، ولكن الإنجاز الأهم هو الإنجاز الإنساني الذي لم تعصف به الأهواء هنا أو هناك بتلمس حقيقة معنى السلم الأهلي والعيش المشترك، ولذا لم يكن من مهماتي البتة حمل مفاهيم إيدلوجية في يومياتي مؤمنًا بخصوصيات الآخر. وهذا أعطاني مساحة من تحقيق الذات واستشعار الكرامة في المعاملات مع جميع الأطياف والفئات العمرية والمستويات الثقافية، مع إيماني بقوله تعالى: ” وأما بنعمة ربك فحدّث” ولكن الوصول لكل الطبقات هو أمر لازم وأعيشه فعليًا، ويظل كل المجتمع أهلي وأحبابي وأصدقائي ورفاق درب عمل ونشاط اجتماعي، وهم عدّتي في فرحي وحزني.

أعتز بكل تلك العرى والعلاقات المحترمة، وممتن لهم ذلك، شاكرًا الله على هذه العطية وما أعظمها

“فالإنسان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”.

ما رأيك في التغير الحاصل بآراء الناس من وقت لأخر؟ وهل من الممكن أن يكون هذا التغير مرهونًا بالزمن؟

دائمًا هناك ثوابت ومتغيرات، الثوابت هي التي تعتمد على العقائد الرئيسة والقيم العامة والأخلاق والسلوك، وممارسة خلافها يعني تغيير في هذه الثوابت خاصة إذا كان ذلك ظاهريًا، أي الاستفادة من المعطيات الحالية وهو ما يعرف بالبراغماتية، وبالتالي يستخدم في أن الغاية تبرر الوسيلة، حتى لو ارتكب خطأ أو نافى شيئًا مما يعتقده، أو حتى أحيانًا ما يسوّقه باعتباره شيئًا جميلًا.

أما المتغير أو المتحوّل فهو سيرورة الحياة، أي أن البعد الإنساني واختلاف التوجهات الإجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية والعلمية هي مدعاة للأخذ بها واللحاق بالركب الإنساني ومؤثراته. ولعلنا نشهد هذا التغير الحالي العالمي السريع نتيجة لتطور التقانة، وهو يحتمل أن تضع الحكومات في مسؤولياتها أن تكون حريصة على شعوبها لهذا التغير. والفرد ما هو إلا عنصر يتأثر بذلك. هذا التغير محمود إذا لم يمس نفي المرتكزات الأخلاقية والقيم والسلوك الإجتماعي ومفاهيم العيش المشترك والسلم الأهلي والأمن الفكري وما إلى ذلك.

يفهم بالطبع عند طرح التساؤل الآنف الذكر هو ذلك التغير الذي يؤدي إلى الإساءة أو الإقصاء، أو يكون مفاجئًا مما يؤدي إلى كسر العلاقات الحميمة وقطع الرحم مثلًا، والمشاكسة الاجتماعية. وأقولها كما هو معلوم النفاق ذلك المرض الخطير، أو كما قال الشاعر:

ويعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ كما يروغ الثعلب.

إن معرفة الشخوص والجماعات في محيط الشخص وخارجه هي مهارة يستطيع أن يتجاوز كثير من ملامح التعامل مع التغيير السلبي، وأن إرادة الانضباط الخلقي بإرادة قد يكلف الكثير، خاصة إذا استحسن المجتمع التغير واستمرأ الخطأ.

هل هناك خصوم للمهندس عبدالله؟

يقينًا كل إنسان مبتلى، ولكن قدرة الإنسان على استيعاب الحدث مهم جدًا.

أؤمن كثيرًا بتجسير السلبية وذلك لبقاء الهمّة المرتبطة بدافعية العمل لإعمار الأرض، وهي مسؤولية أسرية واجتماعية ووطنية، ولذا يتحتم على الفرد تحمل المصاعب إن صح التعبير، نعم بكون الإنسان ناجزًا في تاريخه يتعرض للإقصاء وسرقة جهده، وربما يكون هناك تباينًا بين أن تكون متسامحًا والآخر مؤدلجًا، المهم هنا أن لا تتراكم مما قد يحدث يومًا من الخصومة، وأن تحدد الطريق إذا كانت متعلقة بمغالبة اجتماعية أو ققز على المنجز وما إلى ذلك.

إن تقدير الظرف مهم، فقد يحملك مظهرية الصبر، وربما تحتاج إلى قيمة الحلم وأن تكون ممارستك مهمة في بيان الموقف. إذا كان عنوان فعل الآخر يمس الكرامة، وتحديد الموقف من الشخص محل اعتبار منهجي.

إن المعالجة شيء آخر يتطلب كثيرًا من مستويات الحراك التي تجعل فرضية الاحترام لك يناقشها ويؤكد فعلك الإيجابي والزمن.

ووجدت من خلال تجاربي عدم البخل بالنصيحة وتقديم الخدمة ما أمكن ذلك مصدرًا قويًا لعدم خلق أعداء. إضافة إلى ذلك إذا كان السلوك هو نشر المحبة والفرح فهذا يساعد الإنسان أن يكون اجتماعيًا فالدين المعاملة وهو مرشد في أسّه للتسامح.

هل تتوقع أننا نعيش في عصر الصراع سواء في الفكر أو الماديات؟

لا بد أن نشير إلى تلك المستويات المختلفة في عالمنا المعاصر في مجال الإثارات المتعلقة بالفكر الإنساني، والتي تم توظيفها لإثارة النعرات والصدام وأدت بالضرورة إلى نتائج مأساوية كان ضحيتها الأبرياء، فالفكر الازداوجي أحد مظاهره سواء بين الديانات أو المذاهب وحتى داخل الكونتون الواحد، أو تلك التمايزات التي تعتمد على العرق واللون والطبقية المادية وغيرها.

نعم يمكن حتى للإنسان العادي أن يلاحظ ذلك وقد أثرت وسائط التواصل المرئية والمسموعة والمكتوبة على هذا المناخ السلبي بالطبع.

و إذا أضفنا لذلك عقائد وفكر الرأسمالية التي وصلت في بعض الأحيان أن تكون متوحشة أو متغولة فهذا يعني أن هناك إعلام لدعم التوهجات والمناهج، وبالتالي انعكاسها على طرق الحياة والمعيشة التي ليست متكافئة في كل المجتمعات. ولكن ظاهرة الفردانية هي المسيطرة بدلًا من كون انتشار التكافل الاجتماعي العفوي الذي يعبر عن العقد الاجتماعى.

النتيحة بالطبع أن كثيرًا مما يدور في عصرنا على مستوى الإنسانية مرجعيته نفوذ الدول الكبرى في ترويج ودعم الفكر الرأسمالي بقوامه المادي. ولا يغفل تحت أي ظرف تلك الصراعات المؤدلجة التي يعاني منها الإنسان.

العمل على نشر الأمن الفكري والتعايش والسلم الأهلي مطلب يقوم عليه استقرار المجتمعات تحت قبول فكر الاختلاف والتعاون من أجل حياة أفضل.

 

 

لمتابعة بقية الحلقات:

لقاء خاص .. قصة المهندس الشايب والنخلة لقاء حضاري تاريخي ( الحلقة الأولى)

https://bshaer.net/2023/11/18/rabab-4/

لقاء خاص.. قصة المهندس الشايب والنخلة. لقاء حضاري تاريخي (الحلقة الثانية)

https://bshaer.net/2023/11/22/alshayeeb/

لقاء خاص.. قصة المهندس الشايب والنخلة. لقاء تاريخي حضاري (الحلقة الثالثة)

https://bshaer.net/2023/11/26/shaeeb3/

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى