بشائر المجتمع

القطيف تشيع المؤرخ الجنبي .. وأحسائيون ينعون رحيله

زينب المطاوعة: الدمام 

ودعت بلدة القديح مساء يوم أمس الثلاثاء في تشييع مهيب، الباحث التاريخي الكبير وأهم المؤرخين والباحثين والرموز الذين كتبوا في التاريخ والجغرافيا والأدب العربي. عبدالخالق الجنبي. بعد معاناة مع المرض.

حيث نوه الشيخ محمد الحرز في تصريح لصحيفة بشائر الإلكترونية إلى أسلوب المنهج العلمي للفقيد الجنبي بقوله: “برحيل الأستاذ العزيز والمؤرخ الكبير عبدالخالق الجنبي رحل التاريخ رحل العلم، كان عالماً فذاً بما تحمله الكلمة من معنى، جلداً في البحث عن الحقيقة، كما كان يتبع المنهج العلمي فلا يميل إلى العاطفة ولا هوى نفسه بل إلى ما تصله الحقيقة. ففي إسلوبه وكتابته حفظ تاريخاً عظيماً عانى وحُرب ومع ذلك كان متمسكاً بكلمة الحق التي كان يؤمن بها، لم يغير رأيه وقاتل وتحمل رغم المعاناة.

حقيقة هو نموذج للمؤرخ الجاد والكبير الذي مثله كما ورد بالروايات (إذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمه لا يسدها شيء إلى يوم القيامة) وأبو طاهر هو من هذه الفئة الذي ثلم الإسلام بفقده. هو حفظ وأرخ وكتب وقاتل من أجل ما كان يؤمن به كلنا أصحاب مصاب بفقده.
وأشار المهندس حسين العلي إلى نتّاج الراحل الأدبي والتاريخي حيث قال: “كان قامة علمية كبيرة في تاريخ المنطقة الشرقية والخليج وبفقده فقدنا صرحاً تاريخا كبيرا، قدم الكثير من الكتب التاريخية منها:
١-تاريخ التشيع لأهل البيت في
٢-إقليم البحرين القديم
٣-جواثى تاريخ الصمود
٤-هَجَر وقصباتها الثلاث
٥-قبر الآجام
٦-شرح ديوان ابن المقرب
وعدة بحوث تاريخية و جغرافية ذات علاقة بشرق الجزيرة العربية، رحمه الله وحشره مع محمد واله الطاهرين)”.

ونوه السيد جواد العبدالمحسن في تأبينه عن شخصية الراحل ومنهجية البحث لديه، حيث قال:
“رحمك الله أيها الأستاذ العزيز عبدالخالق الجنبي، نعم خسرنا شخصية محقق بمعنى كلمة محقق، إرتبطت بهذا الشخص في زياراته للأحساء في أكثر من مرة والتقيت به واجتمعت معه فوجدت فيه الدقة والبحث عن الحقيقة مع ما كان يعني من ظرف صحي في اعاقه في رجليه الا إنها لم تكن لتمنعه من مواصلة ما كان يرموا إليه من التحقيق والتثبت في المخطوطات وفي غيرها
نعم كان يبحث عن المخطوطات في اكثر من مكان ويصورها ويرسلها الى معاهد خارج المملكة حتى يتأكد من هذا الخط وكان قلمه سياب فيما كتب سواء عن هجر وعن قصباتها أو عن ابن قيس أو غيرها من الكتب.
كما إمتاز بتدينه وولائه ومحبته لأهل البيت ع ولا شك إنه قد اختاره الله بعد هذا العناء الطويل في المرض الذي ألم به واجلسه فترة طويلة إن اختاره بأن يكون في مثل هذا الشهر وفي مثل هذه الأيام الفضيلة في شهر رجب المرجب فنسأل الله عز وجل ان يحشره مع محمد واهل بيته وان يقذف في قلوب اهله وفي قلوبنا الصبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

كما أبّنه الدكتور عدنان الشخص بقوله:
“رحمة الله عليه، فقده خسارة لمجتمعنا فقد تميز بأبحاثه التاريخية المميزة التي اثرت المكتبة، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته”

فيما أشاد الشاعر جاسم المشرف بأخلاق الراحل في تأبينه:
“إنا لله وإنا إليه راجعون .. رحمك الله يا أبا طاهر، فقد كنت نقي القلب، طيب السرير، دمث الأخلاق، مخلص العمل، كريم بعطائك، أعطيت للثقافة والأدب من الجهد ما يعز إنجازه على الكثير من أقطاب العلم والثقافة، بإخلاص، وموضوعية، وحِرفية، وجهد عز نظيره.
تقبل الله جدك واجتهاد، وحشرك مع من تتولاهم محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين)”

كما أشار جابر بوصالح إلى مكانة الراحل التاريخية حيث قال:
“المرحوم الأستاذ المؤرخ التاريخي عبدالخالق الجنبي يعد كاتباً من الطراز الرفيع وأديباً مرموقاً وخاصة في حقلي التاريخ والآثار وقد كان لتاريخ الأحساء وآثارها مساحة جيدة في كتاباته وخاصة كتاب قصبات هجر الثلاث
رحمك الله يا ابا طاهر رحمة الأبرار و أسكنك فسيح الجنان”.

يذكر بأن الراحل ولد في بلدة القديح في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، وهو الأبن الرابع لأبويه، نشأ في حضن والديه في القديح إلى أن بلغ الخامسة من العمر حيث كان موعده مع فقد رجله اليسرى إثر إصابتها بمرض السرطان الأكال الغرغرينة.

وألحقه والده بالكتاب، عندما صار له من العمر ستُّ سنوات، وهو أحد وسائل التعليم الشعبية القديمة في بلده، فحفظ بعض السور القصار من القرآن. وفي العام 1393 للهجرة (1973م)، وعلى اثر ذلك كانت تنقلاته الدراسية بمدرسة الحي الذي يسكن فيه حينها حتى انهى المرحلة الثانوية ونال شهادة هذه المرحلة في العام 1409 للهجرة.
وفي العام ذاته إلتحق بجامعة الملك عبد العزيز بجدة إلا أنه لم يكمل فيها، فمال حينها إلى تثقيف ذاته بذاته، وإنهمك في قراءة الكتب والبحوث، ولاسيما تلك المتعلقة بالتاريخ والآثار مما كان له دور كبير في توجهه إلى كتابة البحوث التاريخية التي طبع له الكثير منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى