أقلام

خيوط المعازيب وإبراز تراث الأحساء

طالب البقشي

خيوط المعازيب عمل درامي جديد على الساحة المحلية والعربية بما تضمنت مشاهده من مونتاج لم يعرض مسبقًا ولا سيما أن السمات الفنية التي تخللها المسلسل يغلب عليه الحضور الأحسائي واختيار الكثير من الوجوه الجديدة من الممثلين من أهل الأحساء فهم يتحدثون لهجتهم بتلقائية ودون تكلف ولذلك تأثير كبير في إتقان تقمص الأدوار الفنية وإنجاحها.

ما زاد وهج مسلسل المعازيب بالدرجة الأولى أنه عمل تراثي ويسرد أحداث تاريخية اجتماعية واقتصادية وما عايشه ابن الأحساء من جيل الأجداد الكادحين في ظروف صعبة لطبيعة الأعمال بتلك الحقبة التاريخية يتعطش الأحفاد لمعرفة تفاصيلها.

وينجذب الكثير من المشاهدين للأعمال التاريخية المحلية التي يرتبطون، بها فقد كانت أحداث المسلسل واقعية وجادة تلامس ذاكرة المشاهد الحقيقية التي عاصر جزء منها الجيل الحالي، وعايشها جيل الستينات من أجدادنا الأحسائيين،

وشكل المعازيب بداية انطلاقة لمسيرة نجاح العمل الفني والإعلامي المحلي والأحسائي، ولا سيما أن الكثير من الشخصيات من محافظة الأحساء.

وخيوط المعازيب أعاد مؤشر البوصلة لمكانة الأعمال المحلية وزخمها ولا سيما الأحسائية، ونجح في إخراج شخصية ابن الاحساء السمحة وطبيعته، وأبرز معالم تراث الأحساء التي توشك على الأندثار وإحياء تراث حاضرة الأحساء من اندثار الكثير من حرف الأجداد ومنها حرفة خياطة البشوت.

فقد كان هناك الكثير من الحرف التي اندثرت كحرفة النجارين والحدادين ومدى تجلد الحرفي الأحسائي في سبيل توفير لقمة العيش التي كانت تشاهد بكثرة في أطراف سوق القيصرية وما يحيط بها من أسواق بين الأزقة.

وغاب في رتوش المعازيب الملابس والزي الشعبي للسواد الأعظم من النساء الكبيرات والبنات الصغار من لبس الشيلة على الرأس والبخنق والملفع فهي تظاهي لبس البشت الحساوي، فقد كان زي الغالب من النساء والبنات الصغيرات في تلك الحقبة التاريخية وبدايات ازدهار بيع الاقمشة النسائية، ويعرف هذا الأمر بائعو الأقمشة النسائية في تلك الفترة التاريخية التي زاولها أبناء أسرة العامر والخرس والبقشي والمحمد صالح والغريب والكثيري والعبد الباقي والسبيعي فقد كان الطلب على أنواع الشيلات والملافع والتور كبير جدًا بأشكالها المتعددة، السادة والمشجر والمطرز، ومنها ملافع الكريشة والبور سعيد والطبيعي، فقد كان من الزي العربي والشعبي لتلك الحقبة التاريخية.

وحلقات العمل الفني التراثي معمل تاريخي اجتماعي يتطلب استحضار ورسم دقائق الملامح التاريخية لتلك الحقبة التاريخية في حاضرة الأحساء من طبيعة الإنسان السمحة إلى الزي واللباس الشعبي والحرف التي برع فيها وأسماء العوائل والمعازيب التي تفننوا في الحرف ومعالم الأرض من مسميات الفرقان والساباطات والسكك والدراويز وحتى تراث العلم والمطوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى