أرشيف

معقولة ما عندكم.!!

أمير الصالح

في الزمان القريب كان يطرق مسامعنا ونحن أطفال الجمل التالية:

عام ١٩٦٦ “معقولة ما عندكم تلفزيون!”
عام ١٩٧٠ ” معقولة ما عندكم سيارة!”
عام ١٩٧٥ “معقولة ما عندكم تلفزيون ملون!”
عام ١٩٨٠ “معقولة ما عندكم شغالة!”
عام ١٩٨٥ “معقولة ما عندكم دش للتلفزيون!”
عام ١٩٩٠ “معقولة ما عندكم محطة CNN!”
عام ١٩٩٢ “معقولة ما صيفتوا في سويسرا وباريس!”
عام ١٩٩٥ “معقولة ما عندكم هاتف لاسلكي سيناو!”
عام ٢٠٠٠ م “معقولة ما عندكم جوال نوكيا ولاب توب!”
عام ٢٠٠٥ م “معقولة ما عندكم جوال نوكيا وأسهم شركة المصافي!”
عام ٢٠٠٨ “معقولة ما عندكم شقة بلندن!”
عام ٢٠١٠م “معقولة ما عندكم جوال آبل!”

بتنا حديثا في عامنا الحالي وما حوله نسمع:

“معقولة خطيبتك ما تعرف تسوق سيارة!”
“معقولة انك متزوج زواج تقليدي!”
“معقولة ما عندك حساب في تويتر !”

وقد نسمع مستقبلاً ما لم نتخيله يوما ما..

عام ٢٠٢٥ م قد تسمع جملة “معقولة ما عندكم روبوت يقوم بالأعمال المنزلية!”

عام ٢٠٣٥ م “معقولة ما تعرف تعزف بيانو!”

عام ٢٠٤٠ معقولة ما عندكم برج عقاري في أمريكا!”

كل تلكم المساءلات أو التساؤلات الموجهة للآخرين تعجبا في شؤون المعقولات واللامعقولات، تزرع روح الاتهام بعقدة الدونية لدى الموجه لهم التساؤول بقصد أو من دون قصد؛ وقد يوغل الأثر وتنحفر الكلمات في قلب المستقبِل، خصوصا إذا كان بائسا ناقما على وضعه، أو غير مقتنع به.
وهي تساؤلات ذات طبيعة محفزة على الاستهلاك غير الرشيد، و محاكاة نمط حياة الاستهلاك لدى الأثرياء. وفيها نوع من الإيحاء بمطالبة الآخرين بما فيهم أنا وأنت بالانضمام إلى صفوف المستهلكين وليس المنتجين.

كان الأجدر أن نسمع تساؤلات تعجبية إيجابية بصيغ تحفز على الإنتاج:

“معقولة مع وفرة المال بقي مستوى التحضر لدى البعض منخفضا!”

“معقولة مع سعة المطابخ المنزلية ووفرة الأجهزة الكهربائية الذكية المتعلقة بالطبخ ما زال الكثير يطلبون وجباتهم من المطاعم!”

“معقولة مع وفرة أجهزة الرياضة المنزلية نجد أمراض هشاشة العظم وتيبس الأطراف لدى البعض في ازدياد!”

“معقولة مع وفرة إسهامات القنوات التعليمية المتاحة في يوتيوب وتطبيقات أخرى شبه مجانية مازال البعض من الطلاب يطلب دروس خصوصية ترهق ميزانية رب الأسرة!”

“معقولة مع سعة الطرق؛ معدل الحوادث في بعض المدن في ارتفاع!”

“معقولة مع كثرة وسائل التواصل الاجتماعية مازال البعض يقاطع أهله عقودا!”

“معقولة مع كثرة الغذاء هناك من يعيش بين أظهرنا جائعا!”

“معقولة مع الإسراف في أوقات الترفيه من قبل البعض؛ لم يتبق وقت لصلة الأرحام!”

“معقولة مع كثرة الشركات مازلنا نستورد كل شيء!”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى