أقلام

لا لليأس والقنوط

صالح المرهون

ينبغي من الإنسان أن يجعل حياته كلها سرور ونجاح، وألا توجهه العراقيل والصعوبات،

ولكن نقول هذه أمنية وهمية زائفة، فطبيعة الحياة منطوية على وجود المشاكل والتحديات، وذلك من رحمة الله تعالى، جعلها اختبار للإنسان لتعزيز شخصيته، وإظهار ما في داخله من كفاءات وقدرات، وطاقات ومؤهلات منحها الله تعالى إياه، ثكولذا على الإنسان حين يواجه الصعوبات والمشاكل، أن يعرف أن ذلك من طبيعة الحياة، والحياة لا تخلو من تحديات وصعوبات ومشاكل، وعليه أن يواجهها بكل عزيمة وتحدٍّ لينجح في الامتحان.

البعض بسبب الغفلة وعدم الوعي، تسود الدنيا في عيونهم حين يواجهون صعوبة ومشاكل، وعندما يتجه الإنسان إلى عقله، ويتمعن ويفكر تفكيرًا سليمًا، فإنه سيدرك أن هذه التحديات من أجل أن تظهر إنسانيته، وما يختزنه من كفاءات وقدرات ومعاجز، وعليه أن يوجه لذاته نداءً صارخًا، بألا يسمح للهزيمة واليأس أن يدخلا إلى أعماق نفسه، لأن ذلك اليأس والهزيمة هما من غاية الشيطان، بينما يريد الله سبحانه للإنسان أن ينفتح على آفاق الأمل، وأن يتحلى بالتفاؤل والأمل، مهما كانت العقبات والصعوبات، فالإنسان أكبر من المشاكل التي تواجهه، وأعظم من التحديات التي تقف في وجهه.

ولتحقيق ذلك على الإنسان أن يعرف نفسه، وعلى الإنسان أن لا يجهل نفسه، لذا ورد في الحديث عن رسول الله(صلى) أنه قال:( من عرف نفسه فقد عرف ربه)

و يشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة، يقول الله تعالى:(لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط) فمن طبيعة الإنسان أنه يتمنى لنفسه الخير دائمًا، وألا يرى مكروهًا في حياته أبدًا،

ورد عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين(ع) أنه قال:(الراحة لم تخلق في الدنيا، ولا لأهل الدنيا، إنما خلق الراحة في الجنة ولأهل الجنة) فعلى الإنسان ألا يسمح لثقافة اليأس والإحباط أن تسيطر على نفسه وذاته، لأن ثقافة اليأس والقنوط تمنع الإنسان من أن يتوجه إلى نفسه وذاته، لتفجير طاقاته وكفاءاته وقدراته، وذلك حين يرى أنه لا مجال لمعالجة التحديات والصعوبات التي يواجهها، بينما المعالجة موجودة، وكل ما يحتاج إليه هو التفكير والسعي، ولكن اليأس والإحباط يمنع الإنسان من التفكير كما يمنعه من السعي، والقرآن الكريم يؤكد أن اليأس ضرب من ضروب الكفر، يقول الله تعالى:( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) فمن يؤمن بالله الرؤوف، الرحيم، القدير،فإن اليأس لا يسيطر على قلبه أبدًا، ويعيش مدى الحياة في كآبة أيس من رحمة الله وهذا كفر والعياذ بالله،

ولا تيأسوا من رحمة الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى