أقلام

تحديات تطوير نماذج القرار الأخلاقي في عالم الذكاء الصناعي

أمير الصالح

كأغلب العوام من الناس حول العالم، أقف منبهرا بحجم التطور المتصاعد في نمو التوظيف وتصاعد السيطرة وتعدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي وولوج الروبوتات robotic لأعمال تطبيقية متعددة. وإيمانا مني بضرورة التثقيف الذاتي للوقوف على مستجدات العصر في مجالات عدة، أبرزها العالم الرقمي، فقد صرفت عدة أسابيع بين القراءة والمطالعة والمشاهدة لأفلام الوثائقيات في هذا الصدد من عدة مصادر ك “bbc” , “cnn”, “DW” وأخرى.

هناك من الناس من صفق لدقة الذكاء الصناعي وقفزاته وهناك من أحس بالخطر على وظيفته أو على مستقبل أبناءه، وهناك من يستفسر بهدف استقراء الفرص الاستثمارية في هذا المجال، وهكذا تتعدد قوالب الاتجاهات والقراءات حسب كل فرد واهتماماته.

حديثا، انتشر فيديو يسوق لنوع من الاستصلاح الزراعي عن طريق طائرة بدون طيار (drone) تنثر بذورا زراعية في غضون فترة قصيرة جدا على مساحة عدة هكتارات. فتنفس البعض الصعداء أملا في مواجهة أزمة ثاني أكسيد الكربون والتصحر وزراعة الغابات. في المقابل بعض المزارعين من مناطق أفريقيا كالكاميرون يبكون ويئنون من كساد منتجاتهم المحلية: البصل والثوم، نتيجة لغزو المنتج الصيني والهولندي وإغراقه للسوق المحلي بفضل تطور تزاوج تقنية الذكاء الصناعي في التطبيقات الزراعية والري والملاحة الجوية في تلكما البلدين. والتوجه الحالي من بعض الدول الرائدة تقنيا في عالم التطبيقات الصناعية الذكية هو إغراق كامل السوق الإفريقي بالمنتجات الزراعية الذي يستوجب انهيار صغار المزارعين في بلدان عدة بافريقيا.

لعل أكبر معضلات الهندسة الرقمية الذكية أو الذكاء الصناعي هي:
– الأمور الأخلاقية في فرع القرارات الأخلاقية morale decision.
– مقايضة الحياة الرغيدة comfortability بانتهاك الخصوصية privacy للأشخاص.

المهندس ‏Iyad Rahwan وهو مختص بتطوير تطبيق السيارات ذات القيادة الذاتية ب معهد MIT ، صرح بأن نموذجا افتراضيا لسيارة ذاتية القيادة، يركبها طفل متوجه به نحو الروضة وقد اعترضت السيارة امرأة عجوز قاطعة الطريق دونما مراعاة منها لقواعد مرور المشاة، الأمر الذي أشعل الجدال في موضوع أخلاقيات برمجة القرار. ويورد المهندس المصمم لقرارت الذكاء الصناعي للسيارات ذاتية القيادة، سيناريوهين لتلك الحالة، مع معالجات قانونية حسب بلاد التطبيق وفي كلا الحالتين إما أن يكون الضحية الطفل أو المرأة العجوز. ويشتد النقاش حول البرمجة المناسبة في اتخاذ القرار بالذكاء الصناعي. لطفا اطلع على الرابط (هنا) للاستزادة.

من الملاحظ بأن الامتياز في التفوق العلمي بمجال الذكاء الصناعي، سيترك شعوبا وأمما على هامش الحياة وللأبد، وإن كانت موارد تلكم الشعوب الطبيعية تشفع لها في وقتنا الراهن بالعيش أو شراء التقنيات، ولكن من غير المعلوم إلى متى سيستمر ذلك الحال إن لم تحسن الاستفادة من الموارد الحالية وتوطين التقنيات المتقدمة والعمل الفعال في المشاركة.

الواضح وضوح الشمس أن حقبة الذكاء الصناعي قادمة وبقوة، وسيغير تعدد تطبيقات الذكاء الصناعي نظرتنا للحياة والكون والإنسان، ولن يساعدنا فقط في رفع سقف ذكائنا الطبيعي وإشباع طموحاتنا. قد تختلط مشاعر البعض من الناس في بعض الدول بين التفائل والإحباط مما يحمله المجهول في تمدد تطبيقات عالم الذكاء الصناعي، إلا أنني شخصيا متفائل، وأدعو نفسي ومن يود أن يتفائل:
– لإعطاء معان جديدة للوجود الإنساني بزيادة جرعة الاخلاقيات في الممارسات والمنافسات والصراعات الصناعية.
– حث الجيل الصاعد من الشباب للولوج في فهم وتعلم وتوظيف هذا العالم التقني الجديد، والنهل من التعليم المتوفر في بواباته المختلفة في الانترنت.
– هناك إنسان محب للتقنية وهناك إنسان منتج لها وهناك إنسان متخوف منها والأغلب من الناس محبين لها، لتسهيلها إدارة شؤون حياتهم، والأغلبية ليسوا منتجين للتقنية. فل نشجع انفسنا و من حولنا ليكونوا من المشاركين في الإنتاج الإبداعي وليس فقط الاستهلاك أو المتفرجين على ما يتقاذفه العالم.

في مجلس ما، أورد أحد الأصدقاء من باب المثاقفة بعض تطبيقات الذكاء الصناعي، فبادره أحد الحاضرين بالقول: الله يعين شعوب العالم الثالث إن لم يستدركوا أمورهم وينظموها، و يقووا طرق تعليمهم و مخرجات تعليمهم فانهم سيخسرون للابد.

بعد هكذا مرور عاجل على بعض جنبات و إثارات الذكاء الصناعي، أتلمس وإياكم قراءة كتابات أبناءنا وإخواننا من ذوي الباع الطويل في هذا المضمار وعقدهم لندوات تسلط الضوء على هذا الحقل العلمي و التعريف بها. حجم الاستثمارات في حقل الذكاء الصناعي، يجعله شبيها بساحة حرب سيطرت بين تلك الأمم على المستقبل، وأسأل الله ألا يستنزف شبابنا وقته في صراعات الماضي السحيق ويهمل إعداد نفسه بالتعليم للمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى