بشائر المجتمع

الشيخ سلمان: خطورة (الجوكر) التعاطي معه كضحية اجتماعية

مالك هادي – سيهات

تحت عنوان مثير للجدل جاءت كلمة الجمعة لسماحة الشيخ أحمد سلمان حول (ثقافة الجوكر)، في مسجد أهل البيت (عليهم السلام) بالدمام.

فذكر الشيخ سلمان أن شخصية (الجوكر) ظهرت في التسعينات في عالم السينما، كنموذج إجرامي يمثل الضد لشخصية (باتمان) التي تمثل العدالة والنظام. ولكن بنمط إجرام مخالف للمألوف، فلم يكن باحثا عن السلطة أو المال، وإنما كان مهووسا بإشاعة الفوضى في العالم لأجل متعته الخاصة.

وقد لعبت هذه الشخصية بطولة مطلقة في فيلم عرض قبل عدة أشهر، وحقق أرباحا خيالية، ونسبة مشاهدة عالية جدا على مستوى العالم، ولاسيما بين الشباب.

ولخص الشيخ أحمد أسباب انجذاب الشباب إلى هذا الفيلم، في عدة نقاط، فقال: “يقدم الفيلم شخصية طفل عادي من مجتمع عادي، عاش طفولة غير مستقرة، بسبب فقد الأب في سن مبكرة، مما خلف فراغا كبيرا في حياته، هذه الطفولة الصعبة خلقت عنده مجموعة من الاضطرابات النفسية جعلت منه شخصية حاقدة ناقمة على المجتمع”.

وأضاف: “هذه العقد انعكست على سلوكه وأقواله وهيئته، وهي الباعث والمحرك الحقيقي لكل ما يصدر عنه. فكسر الحدود، من أجل إحداث الفوضى (الخلاقة) ومسح الخطوط الحمراء، وأعطى لنفسه الحق ليفعل ويقول ما يشاء متى يشاء، فتحول إلى شيطان رجيم”.

وحول خطورة هذه الشخصية قال الشيخ سلمان: “إن المتابعين للفيلم تعاطوا مع شخصية (الجوكر) كضحية لوضع اجتماعي متردٍ، وبالتالي فإن كل ما يفعله هذا المجرم أصبح مبررا، وإدانة المجتمع الذي صنع هذه الشخصية.

وشدد بأن البراعة السينمائية تجعل المشاهد يتعاطف مع البطل تلقائيا، فلا يرى فداحة ما ارتكبه من جرائم، بل ويتماهى مع الجوكر في الحقد الذي يحمله على المجتمع”.

ونبه سماحته إلى أن الأسباب والظروف التي خلقت شخصية (الجوكر) موجودة في مجتمعاتنا، فقال: “الظروف الأسرية والاقتصادية والاجتماعية التي عاشها (الجوكر) موجودة في مجتمعنا، ويعيشها عدد كبير من أبنائنا، وهذه المعطيات تجعل التفاعل مع شخصية الجوكر يتجاوز التعاطف الافتراضي، ليصل إلى مستوى المحاكاة لهذا النموذج المشوه، وتقليده في سلوكياته وأفكاره، وهذا مشاهد في واقع بعض المجتمعات والدول العربية”.

وأضاف أنه قد أعلن قبل أيام عن وجود خلية باسم الجوكر، في بعض الدول، وهذا يعني أن التأثر بهذه الشخصية قد خرج من حدود الفيلم، وتحول إلى أيقونة ورمز، يدعو الشباب إلى التمرد والثورة، لخلق الفوضى، جاعلين من الفوضى هدفا.

ومن جانب آخر تعرض الشيخ سلمان إلى مجموعة من الحلول لهذه الظاهرة، منها:

– تشييد بناء الأسرة وتحصينها، لأن كل خلل فيها ينعكس على شخصية الأبناء فالثابت علميا أن عدم الاستقرار الأسري يؤدي إلى الانحرافات العقائدية، وعلى رأسها الإلحاد.

– على المؤسسات الدينية والاجتماعية أن تساهم في معالجة أمور الشباب.

– منح الشباب جرعة من الثقة، فإذا كنا غير قادرين على حل مشاكل الشباب فلا نقتل الأمل في نفوسهم، بل نوقد شمعة الأمل فيهم. حتى لا يجرهم اليأس إلى السلوكيات المنحرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى