أقلام

كورونا العملاق!

إيمان الموسى

ترى هل ترجع الحياة مثلما كانت بعد كورونا؟؟

معنى كورونا يمثل شكل التاج تحت المجهر، أو كحلقة الشمس الدائرية.

هو جرم صغير الحجم لايرى، ولكنه عملاق غزى العالم بأسره،
وليس له صوت، ولكن صوته سمعته كل زوايا العالم، وليس له دين أو مذهب، فليس مع المسلم أو اليهودي، أو المسيحي، ولامع البوذي أو الهندوسي،أو الملحد.

ولا يعرف حدوداً، فليس له عشيرة.
انتقل من بكين إلى نيويورك، ومن استراليا إلى أوروبا مروراً ووصولاً إلى الشرق الأوسط.

ولايفرّق بين عرق أبيض أو أسمر او أصفر أو هندي.

حير العلماء، واحتار فيه الناس، بين من هم الشامتين، و الخائفين، والمحللين للاقتصاد المالي العالمي، فخيّب ظن المنجمين وتوقعاتهم.

آه منك ياكورونا ماذا فعلت!!

عداد الأرقام يتحرك ويحسب الأموات، ويتغير كل دقيقة.

انهارت الأسواق المالية، وتغير الحال بسرعة إلى الحضيض،
خزائن الدول باتت مُدانه، والأرض كأنها توقفت عن الدوران.
كل معلم، ومعبد، ومسجد، ومكان فيها مغلق لا تدب فيه حياة!

واستيقظ العالم على وضع العزلة الجبرية في المنازل ، عزلة تامة دون أقارب، ولا أصحاب، ولا أحباب، علها تقلل وتتقنن من الإصابات والخسائر الإنسانية!

ويتبادر إلى الذهن هذا السؤال: ترى هل سيطول زمن العزلة؟؟

هل سترجع الحياة مثلما كانت قبل كورونا؟

حقيقة الأمر أن كورونا جعل العالم بأسره يستفيق من طمع النشوة المادية، ومبدأ خلق
وتجميع وتراكم الثروة، وتسارع النمو الاقتصادي والمعيشي.
فقد بات مضر جداً بصحة النظام الاقتصادي العالمي، لذا وقف الطمع للبشر، وتصحيح النمط الذي كان يدار دون قيم، ودون أخلاق.

ربما تكون العزلة الجبرية التي يمر بها سكان كوكب الأرض فرصة للتفكير، وتغيير كثير من أنماط حياتهم.
وأرى أن هناك شيئاً تغير بالفعل، فلم تعد الناس تسرع للخروج وإتمام أمورهم الحياتية مثل السابق، ولم تعد هناك سيارات وازدحام خانق في الطرقات، ولم نخرج للتسوق فهو ليس مهماً، واجتمعت العائلات بالطريقة الإجبارية.

تغيرت بالفعل أنماط كثيرة للحياة وتحول الانترنت المنقذ لإنجاز أرباب العمل عن بعد ، وتسنى العمل للعائلات والأفراد من المنزل، والترفية للأسرة من المنزل.

( شبكة هيكل ميديا المعرفية)
تقول
مامن شك أن كورونا هز العالم مثله مثل أي أزمة حرب.
قد غير قناعات وعقليات لتبني فكرة كانت تحتاج لأخذ البدء فيها وموافقتها لمدة عشر سنوات للخروج من الأزمة، فتبنت حكومات العالم وشركات القطاع الخاص، وأخذت قرارات سريعة للدخول في برامج التكنلوجيا لإتمام المهام وإنجازها عن بعد ، والتعليم عن بعد،

وللرد على سؤال هل سيطول زمن العزلة؟!

لا أحد يعرف، ولكن هناك ملاذٌ دائمٌ لنا في الطبيعة، وهي المنقذ لنا، وإنما الله خلق لنا هذا الكوكب الأزرق بجباله الشاهقة، وأنهاره الجارية، وبحاره، وصحاريه، ومزارعه، فلن تضجر الحدائق منا إن تمشّينا بها، ولن تعترض علينا النباتات إذا التفتنا إليها ورعيناها، ولن تبخل علينا الطيور بغنائها، وربما تسمح العزلة بالعودة لقراءة الكتب، والهوايات التي قد هجرناها، والعودة للعبادة الحقيقية.
وهاهي سحب كورونا المنذرة بالخطر تخيم فوقنا
ونتمنى أن تنقشع عنا سريعا دون أضرار كثيرة.
وهناك دائماً ضوء ونور نتوجه إليه في الشدائد، ونتعلق به، ونحط رحالنا عنده، ونتعلق بأذياله، ونطرق بابه، وثقتنا به تستحق البحث عنه والتعلق فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى