أقلام

أنانية الجشع والطمع

محاولة نسف جهود بعض الشخصيات في غالب لها صلة بمحاولة السطوة أو الاستيلاء على نفوذها من خلال توجيه أصابع الاتهام إليها من أجل إسقاطها وتشويه مكانتها الاجتماعية، ومحاولة كسر إرادتها عن طريق إطلاق كلمات وعبارات مثبطة ومحبطة، بغرض إيذائها من الناحية النفسية والمعنوية، بالإضافة إلى ذلك محاولة تحميل بعض الشخصيات مسؤولية تدهور الأوضاع، وحدوث المشاكل في فترة الأزمات.

إن فشل محاولات كسر الإرادة يستلزم وضع استراتيجية ومخططات جديدة، وذلك من أجل إرغام الخصم على رفع راية الاستسلام، وتضييق كل الطرق التي تمكنه من الوصول إلى المواقع الاجتماعية المتقدمة، وأيضا منعه من تحقيق بعض المكاسب كالتي تشمل تحقيق المكانة الاجتماعية العالية، والنفوذ الاجتماعي القوي، والحصول على تأييد شعبي من قبل الشرائح الاجتماعية الأخرى.

لا شك ولا ريب أن هناك بعض الدوافغ أو الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى إشعال نار العنف والتهجم على بعض الشخصيات، وهي الأنانية المفرطة، وسوء الظروف المادية والحالة الاجتماعية والنفسية لدى الشخص المتهجم على الآخرين، وغياب النضج والوعي لدى بعض الناس يدفعهم إلى أستخدام الممارسات العنيفة التي لها دور في محاولة منع الأطراف الأخرى من التعبير عن آرائهم وأفكارهم ووجهات نظرهم بقسوة ولو كانت متواضعة.

وهناك سبب أخر يؤدي إلى إشعال الهجمات العنيفة وهو الجهل بالأثار السيئة للطمع الذي يجعل لدى المرء الهوس والرغبة الجامحة والبحث المستمر عن الثروة والمكانة الاجتماعية دون السماح للشخصيات الأخرى بإبراز الجهود الساعية إلى صناعة الوعي وتقريب وجهات النظر بين أفراد المجتمع، كما أن الطمع المذموم يجعل الإنسان يلجأ للظلم والتهجم على الآخر، وخصوصا لو كان الطامع من أصحاب النفوذ الاجتماعي والمناصب المالية، قال الإمام علي (عليه السلام): ” الطَّمَعُ أَوَّلُ الشَّرِّ “، وعن الإمام علي (عليه السلام) : ” عند غرور الأطماع والآمال تنخدع عقول الجهال، وتختبر ألباب الرجال “.

وهناك بعض الناس الذين لا يتداركون المواقف، ولا يعملون على فهم أخطائهم، فهم يسهمون في تسليط الضوء على عيوب الآخرين، وينشغلون بمراقبة لحظة سقوطهم حتى تسنح لهم الفرصة لنسف جهودهم وإحباطهم من الناحية النفسية والمعنوية، فهذه طريقة التعامل والتفكير المتخلفة بمثابة خلل نفسي ومرض اجتماعي فتاك، وفي الحقيقة تعتبر مضيعة للوقت، لإنها تجعل الناس غير قادرة على التعامل مع الأزمات المؤرقة لتفكيرها والمعكرة للاجواء الهادئة في حياتها.

بناء على ما تم ذكره، إن الشخصيات الواعية لها القدرة على وضع الأمور في المسار الصحيح، فالعملية مرهونة بالقدرة على امتصاص الهجمات العنيفة الصادرة من بعض الفئات الاجتماعية، وعدم الاستسلام للضغوطات النفسية والاجتماعية، ودراسة التحولات الاجتماعية، واللجوء إلى أستخدام المراجعة الجادة للقضايا الاجتماعية الكبيرة، وذلك عن طريق اللجوء إلى التحليل والبحث عن جوانب هذه المشكلة والقضية والعمل على إيجاد الحلول الجذرية بالاعتماد على الدراسة الدقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى