بشائر المجتمع

الشيخ السيف: هل الابتلاء من الله أم من الإنسان؟

بشائر: الدمام

“هل هذه الابتلاءات من البشر أم من الله؟” أجاب سماحة الشيخ (فوزي السيف)، بأنه وفقا للنظام العام في الكون كل شي من الله، ولكن في الأمور الخاضعة لإرادة الأنسان تكون “فبما كسبت أيديكم”، ملفتا إلى أن علم الله لا يتعارض مع أفعال الإنسان الإرادية.

وذلك في محاضرته لليلة الثانية، من شهر محرم الحرام، بعنوان: (رؤية جامعة في الابتلاء والوباء)، بمجلس الحاج (حسن عبدالله بوحليقة) بسيهات.

وتعرض في حديثه عن مسؤوليتنا كبشر عن وقوع البلاء وانتشار الأوبئة، مستدعيا السؤال المتداول بين الناس: “هذا الوباء مو احنا سويناه، وإنما غيرنا من المنحرفين، فكيف يكون بما كسبت أيديكم؟”، مجيبا بأن الأعمال بعضها نتائجه فردية، والبعض الآخر له نتيجة عامة.

وفصّل سماحته إن العمل الفردي إذا كان مسؤولا فإنه يعود بالنجاح أو الفشل على صاحبه، لكن الأفعال غير المسؤولة تعود بالضرر على الجميع، كما لو قام شخص بإشعال عود ثقاب وإحراق ثيابه!.

وذكّر سماحته بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مستشهدا بمثال خارق السفينة في الحديث النبوي المعروف، مذكرا بأن الله تعالى “يعفو عن كثير”.

وتحدث الشيخ عن جائحة (كورونا) التي ابتلى الله بها البشر قرابة التسعة أشهر، مستعرضا الآثار البالغة التي طالت كل أوجه نشاطات الحياة في العالم.

وقال: “بحسب النظرية الشائعة أن سوق (ووهان) الصيني هو المنشأ للفيروس، حيث لا يوجد شيء يتحرك في الطبيعة إلا قتل وأكل!”، منبها إلى أن الشارع المقدس والعقل لا يسمح بتناول كل شيء.

وأشار سماحته إلى لطف الله تعالى بعباده، فقال: “لو عاقب الله الإنسان بما يستحقه نتيجة ذنوبه، لكان حال البشر أصعب بكثير، ولكن الله “يعفو عن كثير”، هذا الفيروس ينتقل عبر العطاس، فماذا لو كان ينتقل عبر الهواء، هل ستفيد الاحترازات والكمامات والمسافات؟!”.

كما وأضاف أن الابتلاء له أهداف وغايات، وهي تنبيه الإنسان ليقف أمام حدود الله، قائلا: “أيها الإنسان قف عند حدود الله، فأنت أهون عليه من مجرد فيروس، كفاك تجاهرا وتعاظما ومجاهرة بالعصيان، وتحديا لربك”، ناصحا بالصبر على البلاء والحياء من الله حق الحياء.

ونبه إلى أن لله تعالى جنودا، وهذا الفيروس واحد منها فقط، ناهيًا عن التعاظم أمام مالك الملك.

وبين معنى البلاء والمصيبه المختلف عن تصور الناس، موضحا أن البلاء قد يكون خير أو شر، مصححا فكرته المتصوره أنه(حدث سلبي)، لافتا أن الله يبتلي الناس بالأولاد في تربيتهم، وبالجاه لخدمة الناس، فالدنيا دار ابتلاء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى