أقلام

المذهب الاقتصادي في العهد العلوي

جعفر العباد

“ملخص يومي لمحاضرات السيد منير الخباز”

تحدث سماحة العلامة السيد منير الخباز ليلة السادس من شهر محرم
في حسينية السنان بالقطيف حول المذهب الاقتصادي في العهد العلوي

وقد بدأ حديثه بقول الله

هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا

وكان الحديث في ثلاثة محاور

تعريف المذهب الإقتصادي الإسلامي

قراءة الرؤية الكونية والإجتماعية للمذهب الاقتصادي

معالم المذهب الإقتصادي في العهد العلوي

المحور الأول

هناك فرق بين علم الإقتصاد والمذهب الإقتصادي

فعلم الإقتصاد هو العلم الذي نشأ منذ بداية العصر الرأسمالي وهو الذي يتكىء على علم السياسة وعلم التاريخ وهو يتناول تفسير الحياة الإقتصادية وظواهرها وربطها بالعوامل المتحكمة بها

أما المذهب الإقتصادي هو المنهج الذي يتخذه كل مجتمع لتنظيم حياته الاقتصادية وحل مشكلاته العملية .

فكل مذهب إقتصادي وراءه رصيد فكري أنتجه وأمده
فعندما نريد أن نقارن بين المذهب الإقتصادي الرأسمالي والمذهب الإقتصادي الإسلامي فالمذهب الرأسمالي يتيح لأفراده الفائدة الربوية بينما المذهب الإقتصادي الإسلامي يمنع الفائدة من غير العمل

فالرصيد الفكري للمذهب الإقتصادي الرأسمالي هو أن المركزية والمحورية في الحياة الإجتماعية للإنسان فباب الحرية مفتوح له وبإمكانه تنمية ثروته من خلال المعاملات الربوية .
أما المذهب الإقتصادي يرى بأن المحورية لخالق الإنسان وأن الإنسان خليفة يسير على قوانين المستخلف فلا يمكن تحصيل الثروة إلا بعمل مباشر او مختزن.

المحور الثاني

الرؤية الكونية والإجتماعية التي ينبثق منها المذهب الإقتصادي الإسلامي

إنسانية الإنسان مستخلصة من الطبيعة وكمال إنسانيته بإعمار الطبيعة

هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا

(قيمة كل امرء مايحسنه)

الحاجة الى نظام يحفظ استقرار الحياة الاجتماعية من اجل الانتاج والابداع والعطاء

وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ

وركائز هذا النظام
كرامة الإنسان

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ

تلاقح التجارب

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ

التعاون

وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ

التراحم

وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ

العدالة

قوانين ثابتة لا تتغير بتغير الظروف والزمن
(من أحيا أرضا مواتا فهي له)

قوانين متحركة مواكبة للظروف المتغيرة

المحور الثالث

المنطلقات

العدالة – الإنصاف – الوسطية

(  أَنْصِفِ اللَّهَ وأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ ومِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ ومَنْ لَكَ فِيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ ، فَإِنَّكَ إِلاَّ تَفْعَلْ تَظْلِمْ ، ومَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ ،ولْيَكُنْ أَحَبَّ الأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ ، وأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ ، وأَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ ) .

العدل هو وضع الأشياء في مواضعها ويتفرع على ذلك إعطاء كل ذي حق حقه كتحديد القيمة التبادلية للسلعة

الإنصاف هو سلوك عملي وهو تجسيد للعدالة والتوازن .
(إن لنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولضيفك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه)

الوسطية وهي عبارة عن القوانين المتحركة المواكبة للظروف المتغيرة

المفردات

التجارة

(ثم استوص بالتجار وذوي الصناعات، وأوص بهم خيرا، المقيم منهم والمضطرب بماله، والمترفق ببدنه، فإنهم مواد المنافع، وأسباب المرافق، وجلابها من المباعد والمطارح)

فالإنتاج تطوير المادة لأن تكون جاهزة للمستهلك والتداول هو نقل السلعة من المنتج الى المستهلك . ففي المذهب الإقتصادي العلوي التجارة إنتاج فالتجارة مادة للإنتاج تتكون من رأس مال وخبرة وعمل .

المنع من الاحتكار

(واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا وشحا قبيحا ، واحتكارا للمنافع، وتحكما في البياعات، وذلك باب مضرة للعامة وعيب على الولاة. فامنع من الاحتكار فإن رسول الله صلى الله عليه وآله منع منه، وليكن البيع بيعا سمحا، بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع)

فالاحتكار اما أن يكون بالثروة أو بالسلعة أو بالنقد

دور السلطة في تجسيد المذهب الاقتصادي الإسلامي

إدارة الموارد الطبيعية بتوازن

(هذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللهِ عَلِيٌ أَميِرُ الْمُؤْمِنِينَ، مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الاْشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ، حِينَ وَلاَّهُ مِصْرَ: جِبَايَةَ خَرَاجِهَا، وَجِهَادَ عَدُوِّهَا، وَاسْتِصْلاَحَ أَهْلِهَا، وَعِمَارَةَ بِلاَدِهَا)

إنتاج، توفير الايدي العاملة، حماية الثروات ، التوزيع

فلابد من ادارة هذه العناصر بتوازن بحيث مثلا لا يطغى الإنتاج على حساب التوزيع

فرض الضرائب

فقد فرض الإمام علي ع الزكاة في الخيل والبراثين

رعاية القطاع العام

(وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة. ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد)

النمو الاقتصادي عبارة عن ظاهرة الإنتاج، أما التنمية الإقتصادية فهي عبارة عن إجراءات يتخذها صناع القرار عبر خطط تطويرية تسهم في إرتفاع مستوى المعيشة وتحدث تغيرات كمية أو نوعية ، والإعمار هو العلاقة الوطيدة بين حجم الإنتاج وحجم خزينة الدولة الذي يقوم عليه الإنفاق العام وهذا ماركز عليه الامام علي ع

الحفاظ على القيمة التبادلية

(وليكن البيع بيعا سمحا، بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع)

الضمان الإجتماعي

( ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى ، مِنَ الَّذِينَ لا حِيلَةَ لَهُمْ : مِنَ الْمَسَاكِينِ والْمُحْتَاجِينَ وأَهْلِ الْبُؤْسَ والزَّمْنَ  ؛ فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً ومُعْتَرّاً واحْفَظِ لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ واجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ ، وقِسْماً مِنْ غَلاتِ صَوَافِي الإسْلامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى