أقلام

إلى مَ تدفعنا سيرة الطفلة رقية ؟

منال بوخمسين

كلما نستمع لما جرى لأطفال الحسين عليه السلام من تعرّضهم بالضرب بالسياط ومنعهم حتى من البكاء بسبب ذلك بل في مقابله تلقيهم الزجر والصراخ والسب والشتم والإهانة !!
نتألم ونبكي على مصابهم ونشمأز من فعل الأعداء لما فعلوه بحقهم من بشاعة ودنائة لأفعالهم وقلوبهم القاسية …

فيراودني حينها تساؤل كيف نتعامل مع أبنائنا وأطفالنا ؟
هل ترتفع أصواتنا معهم بالصراخ والسباب والشتيمة ؟
ماهي ردود أفعالنا مقابل أي سلوك يصدر من أطفالنا لم يعجبنا وقد يكون غير خاطئ في واقع الحال ؟

ففي كثير من الأحيان تصدر منّا كلمات نوجّهها لأبنائنا في حالات غضبنا قد تكون أشد إيلاماً من الضرب وتترك ندوباً وآثاراً مؤلمة على نفسياتهم يصعب مداواتها وشفائها.
من هنا نطرح السؤال المهم ما هي التربية ؟
هل هي أوامر وتوجيهات فقط ؟ أم هي قبل ذلك تجسيد وسلوك عملي من قبل الآباء والأمهات بالالتزام بالقيم التربوية قبل أن يأمروا أطفالهم بالالتزام بها ..

هل نقتدي بالحسين ع في تعامله مع عزيزته السيدة الصغيرة ” رقية ع ” التي كان يحنو عليها و يقبّلها ويحتضنها ويلاعبها ، وقد كانت ترافقه وتقلّده وعندما تسمع آذان الصلاة تفرش المصلّى لأبيها وتصلّي معه بكل خشوع ، وكانت قريبة جداً إلى قلبه وتحبه ويحبها حباً شديداً، وقد قامت في ملحمة كربلاء بنفس الدور الذي قامت به عمتها السيدة زينب ع بالدفاع عن الأطفال وحمايتهم بكل قوة وشجاعة ..

فما سر هذا الحب والتعلق بينهما ؟ وما هو السر في تجليه في وقت أداء الصلاة ؟
هل هو من أجل زرع قيمة والحب والحنان منذ الصغر ؟
سلوك الإمام الحسين ترجمة حقيقة للتربية المحمدية
جسّد الصلاة بأخلاقة وحنانه وعطفه
فعندما نحترم أبنائنا ونشاركهم ونتحاور معهم ، فذلك يثمر علاقة حب وثقة بيننا وبينهم .
فإذا أردنا منهم الحفاظ على الصلاة لنراجع صلاتنا نحن هل تركت أثراً جميلاً على أخلاقنا وتعاملنا معهم ؟
وإذا أردنا أن يكونوا صادقين في أحاديثهم فهل كذلك اولا ؟
أو إذا أردنا أن يكونوا بارّين أو محترمين أو مثابرين أو أو ……
• التربية فعل وليس قول
روي عن رسول الله (ص)” رحم الله والداً أعان ولده على برّه ” (أي لم يحمله على العقوق بسوء عمله).
من الجميل أن نسير و ننتهج سلوك الإمام الحسين ع مع درته الصغيرة رقية العزيزة أن التربية سلوك تربوي رباني نلتزم به مع أطفالنا مختلط بإظهار الحب والرحمة بهم قبل أن يكون مجرد كلمات وألفاظ بالأوامر لهم .

السلام على يتيمة الحسينوعلى جميع اليتامى وعلى كل طفل بالأمان والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى