أقلام

ليونة الشباب

عبدالرسول أحمد البحراني

على غير المعتاد في مثل مجتمعنا المحافظ على تقاليده وصورته الإسلامية والشرقية، بدأت تظهر على السطح ولا سيما من فئة الشباب سلوكيات وصور لم نعتد عليها، بل كانت مستقبحة، ومستهجنة إذا ظهرت من شاب ينتمي لهذا المجتمع المحافظ.
فالصورة التي ترسخت في عقولنا عن شبابنا بحسب تعاليم ديننا، وتقاليدنا، وتربيتنا، هي خشونة الشاب، وما أن يبلغ الحلم حتى يصبح رجلاً يعتمد عليه ويعامل معاملة الرجال، بل ويحمل جزءاً من أعباء المنزل وعائلته. وذلك باعتباره سلوكاً تربوياً يتخذه الوالد لتقوية ابنه وتدريبه على مواجهة الحياة واتخاذ القرار، ليصنع منه رجلاً للمستقبل يعاونه ويآخيه أيضاً ليتحمل معه أعباء الحياة وعائلته.
كان الشاب لا يفارق مجلس أبيه أو جده ويتعلم منهما ومن رجال مجالسهما خصال الرجولة، و يتقمص دور الرجل الناضج ويعامل كذلك بهذه الصورة.
أما اليوم ومن خلال تعاملنا مع الشباب في العالم الواقعي والافتراضي فقد اختلفت الصورة كثيراً، واختلفت مكتسبات الشباب من السلوكيات والصفات عما تعودنا عليه.
فقد صرنا نرى صوراً وأشكالاً لم نعتد عليها في مجتمعاتنا المسلمة والعربية والشرقية، ولم نشاهدها غير في السينما الغربية.
اليوم نجد الوشوم على زنود الشباب المكشوفة، ونرى السلاسل المتدلية على رقابهم، والأساور في معاصمهم، والحلق في آذانهم، ولباسهم الغريب الذي يكشف كثيراً من أجسامهم المصبوغة والموشومة برسومات وعبارات غريبة!!
بل الأدهى من ذلك -حسب تقديري -هو إدراج الأب صور ابنه في الفضاء الافتراضي وهو بزيه الغريب وبوشومه وحلقه وسلاسله على صفحاته الاجتماعية!!
كما صرنا نجد من الشباب من يطالب بالشذوذ ويدافع عنه ويدعو له على أنه حق إنساني وتنوع بشري طبيعي، مخالفاً بذلك التعاليم الدينية والأخلاقية عبر بث هذه الأفكار الشاذة على وسائل التواصل والدفاع عنها باعتبارها حقاً من الحقوق.

لا أعلم هل أنا أعيش زماني أم تخلفت عنه ؟!
هل اقتصر دور الأب والأم على توفير حاجات الابن المادية فقط مع إهمال الجانب التربوي والديني والأخلاقي والاجتماعي؟!
هل مساحة الحرية ومفهومها اختلف لدرجة أنها ضاقت عندي وتوسعت عند غيري؟!
أم أننا صرنا نقلد تقليداً أعمى وقبيح لدرجة انسلاخنا من هويتنا ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى