أقلام

الرادود الحاج عبدالمحسن البن صالح .. أعلن في السبعينات مرحلة جديدة بالمدائح النبوية

الشيخ صالح الغانم

و ما كان قيساً هُلْكُهُ هُلْكُ واحدٍ
و لكنهُ بنيانُ قومٍ تهدما

فقدنا رجلا من الصعب أن تحويه هذه السطور القليلة، فحينما قال الأقدمون:
لكل امرئ من اسمه نصيباّ..
نعم لهذا الرجل -عليه الرحمة و الرضوان- من اسمه النصيب الأكبر، فهو محسن في سيرته محسن في أخلاقه محسن في تربيته محسن في حضوره و مشاركته.

كان زوّاراّ للرسول -صلى الله و آله و سلم- و ابنته الصديقة الطاهرة الزهراء -عليها السلام- و لأبناء الرسول الأطهرين -عليهم السلام- ما استطاع لذلك سبيلا
و حتى لآخر نفس من حياته كان يتحيّنُ بأمله فرصة الزيارة و الحضور في حضرة الرسول -صلى الله عليه و آله و سلم-
فهل لرحيله في شهر الرسول سر في ذلك أم هي الأقدار شاءت و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين.

لا يمكن أن نحصي مشاهد كانت له فيها الصولة و الجولة، في وجداننا، ف فقيدنا العزيز كان أباً ليس لأبنائه فحسب و إنما لبلده يسعى سائلا عن الصغير قبل الكبير، مساهما بحضوره الاجتماعي في كل مناسات البلد أفراحها و أتراحها.

في بداية السبعينيات الميلادية كنا صغاراّ نلحظ الحاج عبدالمحسن و الحاج عبدالله الخلف يصدحون بأصواتهم مادحين و منشدين قصائد في النبي الأكرم و آله الطاهرين و كان يعلن الحاج عبدالمحسن بهذا مرحلة جديدة من التغيير معرِضاّ عن العرَضة إلى المدائح النبوية التي كان يحمل لواءها حيئذ
من تلك الممادح:
صلى الإلهُ و سلمْ
على النبي المكرمْ

و من ذلك:
فليحيا حب أهل البيت
و بحبهم أنا تربيت

و من تلك القصائد:
صل يا رب على شمس الضحى
أحمد المختار نور الثقلين

و مما اشتهر به المرحوم:
يا مصطفى يا ممدوح
نور القلم نور اللوح

الله الله يالفقدك و الحسرة في القلوب و دموع فراقك ملأت العيون …

كان لهذه المدائح و الجلوات رنينها الخاص و عزفها الجذاب
فكان الكبار و الصغار يتجاوبون معه منشدين مرددين …
نعم كانت هذه المرحلة مرحلة انتقالية من العرضة إلى المدائح النبوية و الجلوات الولائية و بالفعل كانت على يد هذا المؤمن -رحمه الله و أكرم نزله- حيث كان أكبر المداحين و المنشدين سنا و رشدا لآل البيت (ع) مع ثلة من الشباب المؤمن:
أمثال الحاج علي الرستم و الحاج حسن العلي و الحاج أحمد الناصر -أطال الله أعمارهم في طاعته- انتقلت البلد من فن العرضة إلى فن المديح النبوي و الذكر العلوي
و بهذا رسموا خطا للأجيال الصاعدة في فن المديح للنبي و آله الطاهرين.

نبكي مرحلة مشرقة بفقدك يا بن العم من تاريخ الطرف
فقد كنت بكّاءّ على سيدك الحسين المظلوم – عليه السلام – كيف لي أن أتصور مجلساّ خلا من صوتك نعم صوتك الشجي الباكي المبكي و دموعك الدافئة التي ستنير قبرك و ثراك لأنه سيكون روضة من عتبات الإمام الحسين (ع) فأنت أحببت لقاءهم و أحبوا لقاءك فنم قرير العين ساكن الفؤاد في شهر النبي (ص) في شهر من أتعبت بدنك و أنفقت مالك في زيارته و الحضور في روضته فعليك من الله الرحمة و المغفرة و الرضوان.

نعزي أبناء الفقيد و ذويه و أسرته الطيبة في ابن عمنا و أحد رجالات البلد الذين نفتخر بهم و نفاخر بهم في حسن السيرة و طيب المعاشرة و تربية الأبناء على المودة و الصدق و الأمانة
فعزاؤنا في أنك تركت أنجالاً لهم من صوتك نصيبا و معنى
في ذكر النبي و آله المطهرين فرحمك الله و أكرم مثواك مع النبيين و الصديقيين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى