أقلام

كورونا .. وعمليات اغتيال الأرواح المؤمنة

كمال الدوخي

مرت الأيام الأخيرة وجميع محبيها في حالة ترقب بعد أن أصبحت رهينة الأجهزة التنفسية والعلاجات، وبينما كنت في لقاء أسري، إذ برسالة تصلني لتبلغني بوفاة لينا بوجبارة، نصف ساعة حتى بدأ الخبر بالانتشار من أهلها، لنلتمس حجم الحزن والأسى في أوساط نساء مجتمعنا.

قبل أيام، لعل كتبت وبقسوة أن العقود الأربعة الماضية، لم نهتم فيها بإعداد الإناث إعداداً روحياً، وكان اهتمام رجال الدين منصب أكثر على الذكور، لذا نجد هذا التهاون في حدود الله من فتيات المجتمع ونساءه وسرعة الانجراف نحو الأفكار اللادينية بمزاعم الحرية.

المسلسلات والأفلام ومواقع التواصل وما يبثه الإعلام كون لنا نموذجاً مسخاً للفتاة المسلمة، بتسطيح أفكارهن وإشغالهن عن دورهن في هذه الحياة. فتيات ونساء من بيوت مؤمنة تجد احداهن تتهاون في وضع صور على مواقع التواصل لجزء من جسدها، أو صور لبناتها البالغات، وأخرى تنشر مقاطع غناء في أيام أعياد الله، أو تضع صور لفنانات ومشاهير خادشة للحياء للتعريف بحسابها على مواقع التواصل. ولن أتحدث عما يجري في المناسبات والأفراح مما يؤذي قلب رسول الله.

لكن في لحظة  تأمل مرت نماذج من مجتمعنا، لمن أخذ على عاتقه تربية أجيال من فتيات مجتمعنا وإعدادهن إعداداً روحياً، وتأسيسهن لتحمل المسؤولية الدينية، منها نموذج بعيد عنا هذه الفترة ونسأل الله لها السلامة أينما حلت وارتحلت، ونموذج آخر خرج من رحم الأول: لينا بوجبارة، لنجد هذا التوفيق لخدمة الرسالة المحمدية أن يكون آخر عهدها بطالباتها  اللاتي أعدتهن لليوم الموعود في حفل ميلاد الإمام الرضا عليه السلام في ذي القعدة الماضي، لتصاب حينها بهذا الوباء اللعين الذي اختطف هذه الشابة المؤمنة الصالحة، هذا النموذج الإيماني المشرف، الذي قل مثيله.

إننا وأمام هذا الألم بفقد المؤمن المصلح والمربي، نشعر باليتم مع رحيل هؤلاء المصلحون المربون الذين يتساقطون في هذا الزمن الموبوء ليس بهذا الفايروس الذي يصيب الأجساد وحسب بل موبوء بما أصاب العقول والأنفس.

وكما أني أعزي ذويها بفقدها، أعزي كذلك أساتذتها ورفيقات دربها وطالباتها لا سيما أعضاء صحيفة بشائر الإلكترونية وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شئ إلى يوم القيامة

    عظم الله أجوركم آل بوجبارة الكرام بهذا المصاب الجلل

  2. ان لله وان اليه راجعون عظم الله اجركم لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 💔💔💔💔💔

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى