أقلام

السيد محمد علي بن السيد هاشم العلي

سلمان الحجي

السيد محمد علي بن السيد هاشم بن السيد حسين بن السيد محمد العلي السلمان


س/نعلم من جنابكم الكريم مناقشة مواضيع عقدية متنوعة، ما أبرز النكات التي تهدف الإشارة إليها في تلك الملفات؟
ج/جرى الحوار بيني وبين جماعة في أن الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو عبرة أو عبرة وقد ألفت كتابي (البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام)، وأثبتُ فيه أن الإمام الحسين (عليه السلام) هو عبرة وعبرة بما أقمته من الأدلة في ذلك الكتاب وجرى الحوار كذلك في مسألة القيمومة، وأنها عندما تكون للرجل على المرأة، أو هي دائرة بينهما، فمرة تكون للرجل، ومرة تكون للمرأة. فألفتُ كتابي (القيمومة لمن)، وأثبتُ فيه أنها للرجل على المرأة، وأنها لا يمكن أن تكون للمرأة على الرجل.
وجرى الحوار كذلك في الاستخارة، وقد ادعى البعض أنها توجب تعطيل العقل، وقد ألفتُ كتابي (الاستخارة) وأثبتُ أنها لا توجب تعطيل العقل، وإنما ما يراد إثباته بالخيرة هو أمر لا مسرح للعقل فيه، ولا يمكن للعقل إدراكه.
وقال البعض: الاستغاثة فيها شيء من الشرك فألفتُ كتابي (الحق أحق أن يتبع) وأثبتُ فيه أن الاستغاثة ليس فيها شيء من الشرك، وقد اعترض البعض على كتابي فألفتُ كتابي صريح القول، وأثبتُ مرة ثانية وببيان آخر وأدلة جديدة أن الاستغاثة ليس فيها شرك.
وأما التطبير فقد أنكره البعض وادعى أنه حرام بالأصل، فنظمتُ قصيدتي في ذكرى أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، وتعرضتُ فيها للتطبير وأثبتُ أن معظم العلماء يفتون بجوازه مع الأمن من الضرر.

س/هناك مناداة من بعض الاقتصاديين تشير إلى أهمية ترشيد النذور المخصصة للطعام، خصوصاً أننا في زمن الأولويات، وعليه ينبغي توجيه النذور في جوانب ذات فائدة للمجتمع أكثر من الطعام، ما تعليقكم على ذلك؟
ج/النذر إذا جرى على جهة معينة لا يجوز شرعاً صرفه في غيرها، وما نقيمه نحن في ساحة الأربعين هو من الوقف المعين صرفه في الإطعام ومن النذور المعينة للإطعام، فلا مجال لنا لصرفها على غير هذه الجهة.

س/ما تعليقك على من ينادي من الاقتصاديين بمؤسسة الحقوق الشرعية بحيث تسمح لنا أهمية استثمار وتوظيف أموال الأوقاف والخمس لكي تضاعف لنا مواردنا المالية؟
ج/الخمس نصفان نصف للسادة وهذا من المتفق عليه بأنه يجب صرفه لهم، ولا يجوز التصرف فيه باستثماره وغير ذلك، والنصف الآخر للإمام (عليه السلام) والأمر فيه يرجع إلى المجتهد، فهو الذي يعطي رأيه فيه.

س/ما تعليقك سيدنا على من ينادي بالساحة بأهمية المرجعية المحلية، وأنه ينبغي طرح مشروع مراجع محليين للتقليد بدلاً من ربط المؤمنين بفقهاء خارج البلاد؟
ج/مما يتفق عليه معظم العلماء هو وجوب تقليد الأعلم، ولما كانت الأعلمية في علماء الأحساء غير محرزة لم يكن هناك مجال للرجوع إلى أحدهم مع وجود الأعلم حتى لو كان من خارج البلاد.

س/مع تقدم المجتمع، وتعدد المرجعيات الدينية، ورحيل أعمدة الحوزات العلمية، يرى البعض أن تحديد الأعلم في زماننا أصبح من الصعوبات بمكان فما تعليقك؟
ج/دعوى البعض أن تعيين الأعلم أو تحديده أصبح من الصعوبات بمكان هي دعوى بلا برهان، إذ ليس يراد في تعيين الأعلم إلا سؤال أهل الخبرة، وهو أمر ممكن لوجود العلماء القادرين على تشخيص الأعلم، فما ترى في تقليدنا الآن لعلماء العصر وللعلماء السابقين هل جرى ذلك بصورة عشوائية؟

س/لو قارننا بين حقبتين زمنيتين، وهما مرجعية السيد الخوئي والسيد السيستاني، هل يمكن القول أن مرجعية السيد السيستاني فيها عمق سياسي لم يتوفر ذلك في مرجعية السيد الخوئي؟
ج/لكل عالم من علمائنا تكليفه حسب ظرفه، وعلى حسب ما يشخصه هو لا ما نراه نحن، فقد يستدعي الظرف الدخول في الأمور السياسية وإعطاء الرأي فيها، وقد يستدعي السكوت وعدم التدخل وكل ذلك يجري بتشخيص العالم نفسه ومعرفته بما يقتضيه تكليفه الفعلي فلا يجوز ممن ليس من أهل الاختصاص الاعتراض

س/موضوع زواج المتعة ما هي فلسفة الشارع المقدس من حليته؟ وتعليقك على إساءة تطبيقه؟
ج/زواج المتعة أحله الله تعالى ليزيل به ضرورة الرجل غير القادر على الزواج، وضرورة المرأة غير المرغوب فيها للزواج الدائم، وجملة القول أن تشريع المتعة أمر امتناني من الله تعالى على عباده وحفظاً لهم من الوقوع في الفساد.

س/الحراك بين بعض علماء الدين وبعض أفراد الشريحة المثقفة، حتى تصل في بعض صورها للتشنجات فيما بينهم فما تعليقك على هذا السلوك؟
ج/على كل مؤمن عاقل أن يتبحر في موضع اختصاصه، فلا يدخل فيما ليس من اختصاصه أو يعترض فيه، من أجل ذلك لا يجوز لرجل ليس من أهل العلم أن يعترض على رجال العلم في شيء لا يعرفه، ولو قال أن ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعليه أن يراعي شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجملة القول أن الله تعالى يقول (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) سورة النحل، آية 125.

س/ما تعليقك على من ينادي بأهمية فلترة الملحمة الحسينية؟
ج/إبقاء الشعائر الحسينية بحالها أحسن من التصرف فيها فقد يؤدي التصرف فيها إلى إضعافها أو إضاعتها، فقد عاشت الشعائر الحسينية في صيغتها التقليدية مئات السنين وأدت ثمارها الحسينية.

س/ألا ترى أن السلوك الحسيني أفضل من الاستماع الحسيني للمآتم الحسينية؟
ج /لا شك أن من يستمع المآتم الحسينية له ثوابه المقدر، ولكن من يستمع ويعمل ويروّج الشعائر يكون أعظم ثواباً

س / كيف تم تنمية الشعائر الحسينية لديكم؟
ج /منذ الطفولة كنتُ متعلقاً بالشعائر الحسينية بالنظر لأثر التربية، حيث كان والدي ينتقل بي من مأتم لآخر، فالوالدان لهما تأثير كبير في غرس المفاهيم والمبادئ الحسينية لأبنائهما وإيضاح المجزرة التي وقعت بحق الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الطاهرين ( عليه السلام) خصوصاً في هذا الزمان.

س/لو تمّت قارننا بين بديلين، أن يحمل الفرد قيم ومبادئ الإمام الحسين (عليه السلام)، أو أن يتفاعل عاطفياً مع مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) أيهما مقدم على الآخر؟
ج / كلاهما مهم، ولاشك أن الفكر مهم جداً، ولكن إذا كان دون عاطفة قد يبعدك بشكل تدريجي عن قيم الإمام الحسين(عليه السلام)، بالمقابل قد يكون التفاعل العاطفي مع مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) ينمي الجانب الفكري لدى الفرد.

س/ما تعليقك على تطعيم العزاء بالقضايا السياسية والاجتماعية؟
ج/ القضايا السياسية التي تمس الدين جيد تطعيمها، وأما القضايا السياسية الصرفة لا أؤيد إدخالها في العزاء، وأما القضايا الاجتماعية فذلك وظيفة الخطيب الحسيني.

س/كثر توجه الناس للخيرة، هل ذلك يمثل ظاهرة صحية؟
ج/ أجبنا في كتابنا (الاستخارة) عن ذلك مفصلا،ً وأن الأمور التي يستشير فيها الفرد المؤمن ثلاثة أمور:
1- العقل: إذا قامت المقدّمات لدى العقل مثلاً، فالجو اليوم صحو فلا يحتاج ذلك للخيرة.
2-أشياء من اختصاص الناس: هذا رجل خلوق أو لا؟ هذه المرأة جميلة أو قبيحة؟ الجمال والخُلق، هذان لا يحتاجان للخيرة.
3- أما إذا كنت أريد أعرف الواقع عند الله: فأنا لا أسال في الأشياء التي تحتاج للتفكير العقلي أو الرجوع فيها إلى الناس، لذا أستشير الله فيها فيما عنده، وهذا لا إشكال فيه.
س/دائماً عندما تتعامل بلين وخلق أمام بعض شرائح المجتمع يتهمك البعض بأنك تجامل على حساب الدين، فما هو المعيار في تصنيف هذه المجاملة محمودة أو مذمومة؟
ج/ المجاملة في الأمور المباحة قد تكون من الأخلاق، وقد تكون المجاملة من الأمور المحرمة فهي بهذه محرمة وليست جائزة ولا يتوهم كونها من الأخلاق.

س/نسمع عن قول هذا العالم رباني، ما هي أبرز صفات العالم الرباني؟
ج/ العمق العلمي، والورع، والتقوى.

س/ يعرف عنك يا سيد توقفك عن زيارة المقابر، مع تأكيد الشارع المقدس على زيارتها، فما أهم أسباب عدم دخولك المقابر؟
ج/ الكل سيسافر إليها، وزيارة المقابر مستحبة، وأنا لا أتحمل أن أرى أهلي وأقاربي وأصدقائي يدفنون أمامي، وإلا فأنا أقوم بزيارة مقابر خارج البلاد.

س/هناك مناداة للترشيد الاستهلاكي في شهر رمضان بدلاً من التبذير والإسراف، ما تعليقك؟
ج / يستحب التوسعة على العيال ولكن رمي الطعام في براميل النفايات حرام، والطعام إذا كان سيؤكل لا بأس به، ولابد أن نكون مجتمعاً وسطاً في السلوك، فلا إسراف ولا تبذير ولا بخل وإنما اعتدال واقتصاد في الصرف.

س/ماذا تميز النظام الجديد في الحوزة العلمية بالأحساء؟
ج/الدقة والجدية من التلاميذ، واستغلال الوقت في التقدم العلمي.

س/ نصيحة تقدمها للمجتمع، فما أبرز ما تريد أن توثقه في ذلك؟
ج/تقوى الله والالتزام بالشعائر الحسينية من حضور المآتم الحسينية والتشجيع عليها.

تم بتاريخ 10/7/1429هـ، 17/4/1434هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى