أقلام

الحاج أحمد بن عبد الوهاب بو عامر

سلمان الحجي

الحاج أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد بو عامر من مواليد بلدة التميمية (التهيمية) في ١٣-١-١٣٦٦هـ، تعلم قراءة القرآن الكريم على يد الأستاذ عبد الله الخزعل (من بلدة القارة)، والسيد محمد بن السيد حسين العلي (من بلدة الدالوة)، والشيخ حسين بن حسن الشايب (من مدينة العمران)، ثم درس مبادئ الكتابة والقراءة والحساب على يد الملا طاهر آل أبي خمسين (من مدينة الهفوف) لمدة ستة أشهر، والتحق بعدها بالمدرسة الابتدائية الأولى، حتى أنهى مرحلة الشهادة الابتدائية، وعمل بعدها في مهنة الخياطة بكل أشكالها وأنواعها، ثم توقف عن العمل نظراً لإصابة إحدى عينيه بمرض عضال، ثم عمل في إمارة الدمام في إدارة المستودعات لمدة سنة، وكان ذلك أثناء تولي إمارتها الأمير سعود آل جلوي وكان يعمل بحسب الأجر اليومي، ثم التحق بمحلات تصليح السيارات بالخبر، وعمل فيها باجتهاد ورغبة لكسب لقمة العيش، وأكمل في ذلك الوقت دراسته المتوسطة الليلية، وتزوج عام١٣٨٠هـ، وواصل عمله في الكراجات، بعدها رجع إلى مسقط رأسه الأحساء وفتح محلاً لصيانة السيارات، ثم انتخب للعمودية في ١٥-٣-١٣٨٨هـ واستمر حتى٣٠-١١-١٤٢٦هـ، وكان يؤدي دور متابعة طلبات بلدته مع مسؤولي الدوائر الحكومية، إضافة إلى تخليص صكوك، ولمعرفة المزيد مما لديه من معلومات لنتابع ملخص لقائنا معه.

حدثنا عن أبرز ملامح المدرسة الابتدائية الأولى التي درست فيها دراستك الأكاديمية. 
– تميزت المدرسة بالحث على السلوك الطيب، وتجنب كل ما يبعد عن الدين، وتنمية وتشجيع الطالب على الدراسة والتحصيل العلمي، وغرس مبادئ التعايش والألفة البريئة، والتواصل بين شرائح المجتمع، وعمق العلاقات مع أطياف المجتمع.

هل كان الوصول لكرسي العمودية بالانتخاب أو التعيين؟

كانت الطريقة المتبعة في زماننا القديم، تشكيل لجنة من الدولة تضم المدير العام للشرطة بالمركز الرئيس، ومدير فرع مركز الشرطة القريب من موقع العمدة الجديد، ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومسؤولاً من البلدية، ومسؤولاً من الإمارة. وكانت وظيفة اللجنة تنحصر في إعطاء رجال البلدة إشعارات بمن يرغب أن يرشح نفسه لمنصب العمودية، بالنسبة لي لم أرشح نفسي للعمودية، ولكن أعيان البلدة شجعوني ورشحوني للمنصب، وتم عقد مقابلة معي من قبل اللجنة الحكومية بعد استشارة عمدة البلدة السابق، وهو الحاج أحمد بن عبد الله اليحيى، وتمت الموافقة. وكنتُ أعطى في بداية أعمالي راتباً قدره(250) ريالاً نظراً لشهادتي مع العلم أن بعض العمد كان يستلم (120) ريالاً، وكانت الزيادة السنوية (140) ريالاً، وقد بلغ راتبي آخر سنة عملتُ فيها في مجال العمودية(4600) ريال، وراتبي التقاعدي (4197) ريالاً.
أما عن أبرز مهام العمدة: حل المشاكل الطارئة في البلدة، يكون عضواً في كافة اللجان التي تقترح لتحديد أملاك الناس، عين ناظرة للدولة على المواطنين، وينفذ تعاليمها بحسب الاختصاص، يراجع الجهات ذات الاختصاص في الدولة عند الحاجة، التصديق على المستوى المعيشي لبعض شرائح المجتمع كأجراء يمّكنهم من الاستفادة من المخصص المالي للضمان الاجتماعي.
أما عن برنامج استقبال المواطنين: فقد كنتُ أفتح المجلس لاستقبالهم بشكل يومي، وآخر ست سنوات، تم تعييني عمدة على بلدة الجبيل إضافة إلى بلدتي، وكنتُ في الأسبوع أتوجه ثلاث ليال لجمعية الجبيل لاستقبال مواطني بلدة الجبيل، وكانت المرونة من سياستي في التعامل مع الناس، فلا أتردد عن خدمة المواطنين من البلاد المجاورة لبلدتي كالتويثير والدالوة والقارة.

من منصب العمودية، حدثنا عن أبرز الإنجازات التنموية التي تحققت للبلدة من واقع مسؤوليتك.
– كنا نتابع مع الجهات المسؤولة في الدولة، كل حسب اختصاصه لتوفير خدمات الهاتف والكهرباء، ومدارس الأولاد والبنات، وحفر عيون المياه، وحتى بعد التقاعد ما زلتُ أتابع خدمات البلدة، وكذلك خدمات أهالي التويثير والدالوة من سفلتة ونظافة ومدارس وسواها.

حدثنا عن أبرز من تولى العمودية في بلدة التميمية (التهيمية). 
– الحاج محمد بن طاهر الجمعة، ثم إبراهيم بن صالح اليحيى، ثم أحمد بن عبد الله اليحيى، وبعدي عين يوسف بن حسين بو عامر.

حدثنا عن أهم محطات ممارستك لوظيفة العمودية بالبلدة.

كنا نعقد اجتماعات مع بعض العمد بالأحساء لمناقشة التعاميم الحكومية، والمشاورة في بعض المواضيع الاجتماعية الهامة. ولعل من أبرز العمد الذين كان لي تواصل بهم: محسن العيسى، والسيد جواد العبد المحسن، والسيد عبد الله العبد المحسن، وأحمد المظفر، ومحمد الماجد، وغيرهم. وكان برنامجنا الأسبوعي متابعة طلبات المجتمع مع المسؤولين الحكوميين في يومي الإثنين والخميس، بعد ذلك قيد اتصالنا فقط بإدارة الشرطة، أما الدوائر الحكومية الأخرى فكنا نراجعهم فقط وقت الطوارئ، بعد ذلك ضم إلى مسؤوليتنا مراجعة إدارة الضمان الاجتماعي بخصوص متابعة ملفات الفقراء والمساكين، وفي عام 1426هـ تم إلغاء تصديق العمد على الضمان الاجتماعي، وأصبحت المسؤولية محصورة للعمدة بإدارة الشرطة.

ما النصيحة التي تقدمها لمن يرغب أن يرشح نفسه لمنصب العمودية؟
– أن يكون رجلاً ورعاً وتقياً، أن يزهد عما في أيدي الناس، وأن يكون وضعه المادي جيداً، وحسن السيرة والسلوك.

نعرف عن بلدة التميمية (التهيمية) أنها فرّخت العديد من الفقهاء والمرجعيات الدينية حدثنا عن أبرز ما تعرفه في هذا المضمار.
– كانت بلدة التميمية (التهيمية) تضم أربعين مسجداً، وقد أقيمت صلاة الجمعة فيها، وكان يتردد على زيارتها الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، ومن ضمن علمائها الشيخ محمد بن أبي جمهور، والشيخ عيسى الجزيري، والشيخ عبد العزيز الجزيري، والشيخ أحمد الفهد، وقد أسست حوزة علمية في البلدة، كما كانت صلاة الجماعة تقام بعدد مساجدها الأربعين، وبقي منها في زماننا الحالي) 11 (مسجداً فقط نظراً لصغر حجم المساجد وتداخلها، ونظراً لنطاق المخططات العمرانية. كما عرفت بلدة التميمية (التهيمية) سابقاً بمساحتها الجغرافية الواسعة إذ لا تقارن بما هي الآن، وكانت تتبعها العرامية، والصبايخ، ومما يدل على كثرة أعداد أفرادها مقدار الزكاة التي يدفعها المزارعون بالبلدة إلى مصلحة الزكاة، فقد كان يضرب به الوصف.

حدثنا عن أبرز الشخصيات البارزة بالبلدة سابقاً.

من الخطباء الحسينيين بالبلدة: الشيخ حسين الشايب، ومن الوجهاء: عبد الرزاق العباد، وعبد اللطيف العباد، وإبراهيم اليحيى، وأحمد اليحيى، وصالح اليحيى، وأحمد بن عبد الله بو عامر، ووالدي ،وأخي محمد، وحسين بن عبد المحسن الجمعة، وأحمد العباد ،كما برز في مهنة الصيد: أحمد بن عبد الوهاب بو عامر، وعبد الوهاب بو عامر.

حدثنا عن أبرز ملامح العلاقة مختلف الطوائف في العقود الماضية. 
– تعلمتُ من الوالد التواصل مع أصحاب المجالس المفتوحة من جميع الطوائف، ومنهم الأسر التالية: المهنا، والعيسى، والنعيم، والبودي، والملا، وتتأكد زيارتنا لهم على وجه الخصوص في الأعياد ومناسبات الأفراح والأحزان.

من وجهة نظرك، ما أبرز الفوارق بين أعضاء المجالس البلدية الحالية عن سابقها؟ 
– في الزمن السابق كان الترشيح لعضوية المجالس البلدية يتم عن طريق دعوة أعيان البلدة في ساحة البلدية، ويتم بعدها الترشيح للعضوية من العدد المدعو للجلسة، أما الانتخابات البلدية الأخيرة فتحت المجال أمام الجميع للترشيح لعضوية المجلس البلدي بشروط محددة بحسب ما ورد في اللائحة التنفيذية لأعمال المجالس البلدية. ونلفت النظر إلى أنه في زماننا الحالي الاعتمادات المالية للدولة لا تقارن عما في السابق، مما يعتبر عاملاً مساعداً على تحسين الخدمة الحكومية على وجه عام، والخدمة البلدية على وجه خاص.

حدثنا عن أهم الصفات التي ينبغي توفرها في عضو المجلس البلدي.
– أن يكون أداة فاعلة في خدمة المجتمع، ومخافة الله، ومراعاة العمل بطريقة صحيحة، وأن يتابع نواقص خدمات البلدة التنموية، ويسهم في متابعتها لتوفير ما يمكن منها، وأن يتوازن في علاقاته بالمسؤولين بالدولة وكذلك بالمواطنين.

نصيحة تقدمها لأهالي الأحساء. 
– نمو ثقافة المطالبة بحاجاتهم، خصوصاً أن ولاة الأمر فتحوا الباب لكل مواطن يراجع الجهات الحكومية، ويقدم طلباته التنموية، وكل من وصل إلى أبناء المؤسس الملك عبد العزيز تقضى حاجته ،ولي تجارب في هذا الشأن، وقد ساهمتُ في حل الكثير من المشاكل، بمراجعتي لأصحاب الشأن.

حدثنا عن موضوع المقبرة المكتشفة بالبلدة.
– تم اكتشاف المقبرة بالبلدة أثناء تعمير أحد المساجد قبل ثلاث سنوات، حيث وجد ثلاثة قبور بجوار المسجد من الشمال مع أن الأرض جبلية، كما اكتشف مسجد تاريخه قبل 600 سنة وأعيد تعميره، وكان مكتوب عليه مسجد الشيخ أحمد، طبعاً يوجد بالبلدة من العلماء الشيخ أحمد بن فهد الحلاوي، وقد دفن بكربلاء المقدسة بالقرب من باب القبلة عند قبر الإمام الحسين(ع)، كان قد هاجر إلى الحلة وأصبح من مراجع الدين. كما نقل ابن العم ناصر العامري عن أبيه العم سالم أنه توفي طفل بالبلدة ولم يتمكن رجال البلدة من حفر قبر للطفل حيث كانت الأرض جبلية، فوجدوا قبراً كأنه للتو دفن فيه صاحبه فاخبروا أهل الحل والعقد بالبلدة، وتحرك الجميع إلى موقع القبر ولكنهم لما يروا شيئاً فيه، ثم دفن الطفل في موقع تل.
حدثنا عما تعرفه عن:
1- الشيخ محمد بن سلمان الهاجري: عالم على رؤوس الأشهاد.
2- الشيخ صالح بن الملا محمد السلطان: رجل فاضل ناصح، قام بدور بارز لخدمة الدين في ظل جهل متعمق لدى الناس، والكثير من طلبة العلوم الدينية الأحسائيين تخرجوا على يديه، فهو لا يجامل نهائياً، بعيداً عن الدنيا، ولا يرغب في إجراء عقود الزواج وإيقاع الطلاق.
3- الشيخ حسن الجزيري: أديب، وفاضل، وخطيب حسيني.
4- العمدة محسن العيسى: نار على علم، تميز بالكرم ،وحل مشاكل الناس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى