أقلام

الحاج حسين بن سلمان الوصيبعي

سلمان الحجي

الحاج حسين بن سلمان بن أحمد الوصيبعي من مواليد فريق الكوت بالهفوف عام 1361هـ.
توفي والده و له من العمر أربع سنوات، وقام أخوه محمد بتربيته.
درس القرآن الكريم عند الملا علي الشهاب ،ثم التحق بمدرسة الهفوف الابتدائية الأولى. وبعد أن أكمل الصف الخامس الابتدائي عمل في مهنة الخياطة، ثم في بيع المواد الغذائية.
ثم انخرط في سلك المصورين ،وفتح محلاً لذلك، وأخيراً زاول بيع أدوات التصوير والمواد الإلكترونية، ثم تقاعد عن العمل عام 1422هـ تقريباً، ولنتابع ملخص لقائنا معه.

بحسب معلوماتك عن أسرة (الوصيبعي)،حدثنا عن أصولها.

أصل أسرة الوصيبعي من العلا بالمدينة المنورة، وكانوا يسمونهم بيت لولو الوصيبعي.

حدثنا عن أبرز محطات دراستك في المدرسة الابتدائية الأولى.
كان خريج المدرسة الأولى الابتدائية قبل ستين سنة يستطيع أن يكون معلماً بالمدرسة،.وقد تم توظيف بعض الخريجين لسد نقص عدد المعلمين في ذلك الزمان، ولا سيما أن معظم المعلمين بالمدرسة كانوا سعوديي الجنسية. وقد عرف المعلم في ذلك الزمان بجودة شرحه وإخلاصه، ولذلك لا يستغرب منه شدته على الطلاب الكسالى أو المشاغبين، ويظهر ذلك في ضرب الطالب بوسائل غير طبيعية لو تأخر أو تغيب أو لم يلتزم بأنظمة المدرسة، أو لم يحل الواجب، وهذا سبب عدم استمراري في المدرسة.
أما عن أوقات الدراسة ،فقد كانت على فترتين من الساعة السابعة صباحاً إلى الحادية عشرة والنصف قبل الظهر ثم نأخذ راحة لمدة ساعة، نتوجه خلالها إلى منازلنا لأداء صلاة الظهرين، وتناول وجبة الغداء، ثم نرجع مرة أخرى إلى المدرسة الفترة الأخرى لإكمال الدراسة من الثانية عشرة والنصف بعد الظهر إلى صلاة العصر. وندرس يوم الخميس الفترة الصباحية فقط، وكانت إدارة المدرسة تمنحنا الكتب والدفاتر.

من سيرتك يظهر أنك عملت في الخياطة حدثنا عن ملامحها ،مع ذكر أبرز من تميز في تلك المهنة؟
عملتُ في الخياطة عند جعفر بن الشيخ، وكان عقدي مع المعزّب بمائة ريال للبشت لمدة سنتين، مع إعطائي مبلغاً رمزياً نهاية الأسبوع، وكسوة للعيد، وتقديم وجبة الإفطار اليومي شاملة التمر والقهوة. وقد تعلمتُ كافة أعمال الخياطة في شهر. وكان عملنا يستمر من الصباح إلى المغرب، ووقت الغداء نتوجه لمنازلنا، وسرعان ما نرجع لمواصلة أعمالنا.
وأتذكر ممن كان يعمل معنا في مجلس الخياطة كلاً من: أحمد القطان، وجابر القطان، وعلي بن الشيخ، وحبيب الغزال. وبعد سنة تركتُ العمل مع المعزّب وعملتُ على حسابي لمدة أربع سنوات.
أما عن أبرز من فتح مجالس للخياطة في تلك الفرقان: في فريق الكوت: حسين بن علي الحرز(20 عاملاً)، وأحمد الحرز(20 عاملاً)، وعبد الله المرزوق(15 عاملاً).
وفي فريق الرفعة: إلياس بن علي البن الشيخ (20 عاملاً)، ومحمد بن علي البن الشيخ(20 عاملاً)، وجعفر بن الياس البن الشيخ(20 عاملاً)، وعلي بن أحمد البن الشيخ(20 عاملاً)، وعبد الله البن الشيخ (20 عاملاً)، وعبد الحميد الشواف(15 عاملاً).
وفريق الشريفة: حساني القضيب(15 عاملاً)، وفريق السدرة: عبد الله القطان (50 عاملاً)، وفريق الرفاعة (سوق الذهب): علي الخرس (50 عاملاً).
ولم يكن يتوقف نشاط عامل الخياطة على أداء عمل الخياطة فقط في مجلس الخياطة، بل كان البعض يأخذ المشلح معه إلى منزله بهدف استغلال الوقت في إنجاز الأعمال الموكولة إليه بأسرع وقت ممكن.

حدثنا عن أبرز الأعمال التي عملت فيها بعد ترك العمل في مهنة الخياطة

– عملتُ في بيع المواد الغذائية لمدة سنة، ونظراً لعدم قدرتي على تحقيق الأرباح أقفلتُ مشروعي وعملتُ مع أخي محمد في بيع المواد الغذائية مرة أخرى بمبلغ (2000 )ريال في السنة. وبعد عام من عملي رجعتُ وفتحت محلاً لبيع المواد الغذائية، وقررت الوالدة تزويجي وكان ذلك عام 1380هـ ، ونظراً لصعوبة الحياة وكثرة الطلبات الأسرية ،أصبح الدخل المالي غير كاف للوفاء بتلك المتطلبات ،فقررتُ فتح محل للتصوير، خاصة أنني أعشق التصوير كهواية، ولجهلي بعملية التحميض ووزن الكاميرا توجهتُ إلى أحد المختصين في ذلك المضمار، وهو منصور بن أحمد الغزال، واشترط عليّ مقابل تعليمي مبلغاً مالياً قدره (200 )ريال في اليوم، فوافقتُ وتعلمتُ ذلك في يوم واحد، وكان البعض لا يشعر بجودة تصويري في بداية عملي، ولذلك كنتُ أتنازل عن أخذ الرسوم المالية أو بعضها مقابل نمو جودة تصويري، واستمر عملي في ذلك عشرين سنة.
وكنتُ أُطلب للتصوير في مناسبات الأفراح ،كما أن بعض الدوائر الحكومية طلبت مني تصوير بعض فعالياتها.
وفي عام 1400 هـ تركتُ أعمال التصوير لشدة الشروط الموضوعة من قبل الدولة، وفتحتُ محلاً لبيع أدوات التصوير، ثم في بيع المواد الإلكترونية. وتركتُ العمل نهائياً بعد ذلك لتقدمي في العمر.

حدثنا عمن كان يعمل في مهنة التصوير في ذلك الزمان.

– خضر البن الشيخ، وعبد الله الغدير، وعلي الوايل، وجمعة الخليفة، وعبد الله البحراني.

حدثنا عن أبرز ملامح العلاقة بين الشيعة والسنة في القدم.

– ممتازة ما كنا نسمع كلمة سني أو شيعي ،وكان أغلب أصدقائي من السنة، وكنتُ أتوجه لمنازلهم، وكان بعض الأصدقاء يحتفظون بتربة حسينية في منازلهم وبمجرد حضور وقت الصلاة يبادرونني بها لمعرفتهم بشعائرنا، وكانوا في أتم الاحترام والتقدير في ذلك، حيث كانوا يعدون الدخول في مناقشة المعتقدات الدينية خطوطاً حمراء لا تقّرب العلاقة بل تمزقها وتشلها، والعكس كذلك هم عندما يأتون لمنزلي، أجهز لهم المكان المناسب لأداء الصلاة، وعلاقتنا تسودها المحبة والألفة والأخوة. وهناك أحياناً تنشأ شركات تجارية بين أفراد السنة والشيعة ومنها: تأسيس شركة لتوريد الليمون، ثم بيع الأقمشة بين علي الرمضان وعبد العزيز الحمدي.
ولم تصف إلا بعد وفاة علي الرمضان عام 1419هـ تقريباً.

في فريق الكوت شخصيات متعددة فيهم طالب العلم والوجيه والخطيب الحسيني و… حدثنا عن أبرز ما تحتفظ به ذاكرتك من رموزهم.

– أبرز الوجهاء بفريق الكوت: عبد الوهاب الوصيبعي، وأحمد الوصيبعي، وعلي الحرز.
– العمد: سلمان النصير، وعبد الله الخليل، ومحمد الملا، وأحمد الوصيبعي.
– الخطباء الحسينيون: الملا علي الوصيبعي.
– طلبة العلوم الدينية: الشيخ عبد الله بن عبد الوهاب الوصيبعي.
– حملدار الحج: حسن الوصيبعي، ثم علي القرقوش.
– أكثر المهن البارزة في فريق الكوت: الخياطة، والنجارة، والبناء.
وكانت أسرة الحرز مشهورة بمهنة الخياطة، وأسرة العمران بمهنة النجارة، وأسرتا العبد السلام والشبعان بمهنة البناء. وكانت المجتمعات في القدم تتميز بالتكاتف وزيارة المرضى والتواصل في المناسبات والمواساة وأرقى مراتب التكافل الاجتماعي بين الأفراد. أما عن أبرز الوجهاء في الأحساء هناك كثيرون ومنهم: محسن العيسى، ومحمد الشيخ، وياسين الغدير، وسلمان العليو، وعيسى البشر، ويوسف البوعلي، وطاهر الغزال، وغيرهم
.
وقفة تأمل في ذاكرتك:

– انتشار مرض الكوليرا بالأحساء، ومظاهر ذلك المرض: الإسهال، وارتفاع درجة الحرارة، وقامت كل من وزارة الصحة والبلدية بدور نشر الوعي وإصدار بعض التعليمات للمواطنين والمقيمين ومنها: منع شرب الماء إلا بعد غليه، وكان يسمح لزائري الأحساء دخولها، ويمنع مغادرتها. واستمر ذلك لمدة شهر، ثم أقدمت الجهات الطبية المختصة بالدولة على إعطاء بعض الجرعات العلاجية للمضطر الذي يريد الخروج منها، حتى استطاعت الدولة القضاء على ذلك المرض بشكل تدريجي.
كلمة مختصرة في حق كل من:
1- الشيخ عبد الله الوصيبعي:

توجهتُ إلى العراق والتقيت بالمرجع الديني الميرزا علي الإسكوئي، فسألني عن اسمي، فلما أعلمتُه قال لي: ما صلة القرابة بينك وبين الشيخ عبد الله الوصيبعي؟ فقلتُ له: جدي لأمي فبدأ الميرزا علي يثني على الشيخ عبد الله، وقال في حقه: هو أخي ومساعدي رحمه الله.
2- حميد العامري:

عرف بوجاهته وتواصله مع المسؤولين بالدولة، وكان من رجال الحل والعقد، وله ثقله في المجتمع الأحسائي.
3- محسن العيسى:

يفزع مع الصغير والكبير، ولا يخاف، جريء، كريم، مجلسه مفتوح، الرجل الأول في المنطقة عند الشيعة والسنة.
…..
1430هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى