أقلام

الحاج سيد حسين سيد محمد الحداد

سلمان الحجي

الأستاذ سيد حسين بن سيد محمد بن سيد حسن بن سيد حسين بن سيد صالح الحداد. تمتد سلالته إلى الإمام موسى الكاظم “ع” من مواليد مدينة العمران الشمالية عام 1366هـ.
– أسرة سادة الحداد:
– الموقع الرئيس لسكن أسرة سادة الحداد (التي يقال إنها فرع من سادة المسَلّمْ) هو مدينة العمران، وقد هاجر بعضهم إلى كل من: الهفوف، البصرة، الكويت، والبحرين.

– حياته الأسرية:
-متزوج من امرأتين، الأولى توّفاها الله قبل سنوات، ولها من الأولاد:
-هاشم: الابن الأكبر، ولد وعاش معاقاً بدنيّاً إلى أن توفاه الله وهو في العشرينات من عمره.
عمار: خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وقد أكمل دراسة الماجستير بجامعة ساذر نيوهامشر بأمريكا “تخصص إدارة مالية”.
أحمد: خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقد أكملَ دراسة الماجستير بجامعة ساذر نيوهامشر بأمريكا “تخصص محاسبة مالية”.
عبد الله: خرّيج جامعة ألاباما “تخصص محاسبة” وقد أكمل دراسة الماجستير “تخصص إدارة مالية” بجامعة توليدو بأمريكا.
محمود: خريج جامعة ألاباما بأمريكا “تخصص هندسة كيميائية”.
وله أيضاً سبع بنات، خمس منهن جامعيات بتخصصات مختلفة …

– دراسة القرآن الكريم:
درس القرآن الكريم عند المرحوم الملا حسين العبد الله عام 1376 ــ 1377هـ، الذي اشتهر بتقواه وورعه، وكان ممن يحضر معه في الدرس علي الحجي، ومحمد علي الناصر، ومحمد الحضري، ومحمد كاظم الحجاب، وكانت ساعات الدراسة اليومية ست ساعات واستمرت دراسته سنة ونصف السنة تقريباً.

– القراءة والكتابة:
تعلم القراءة والكتابة على يد السيد كاظم العلي من بلدة الرميلة الذي عرف بالتقوى والورع، وذلك لمدة سبعة أشهر تقريباً.

– الدراسة الأكاديمية:
رغب في التسجيل للدراسة الأكاديمية للمرحلة الابتدائية في مدرسة القارة الابتدائية مع افتتاحها عام 1378هـ، ولكن مع رفض والده لفكرة الدراسة لم يلتحق بتلك المدرسة إلا عام 1379هـ، بعد محاولة والدته إقناع والده بذلك.

– ملامح الدراسة:
في بداية دخوله مدرسة القارة الابتدائية التقى الأستاذ عبد العزيز المقرن الذي أخذه بدوره إلى مدير المدرسة الأستاذ/ سعد الدريبي، الذي طلب منه القراءة أمامه في كتاب الصف الثاني ابتدائي، وبعد جودة قراءته أراد أن يجعل بداية دراسته الصف الثالث ابتدائي، إلا أنه رفض ذلك لكي يكسب كافة مهارات مادة الحساب، فحول إلى الصف الثاني ابتدائي كبداية لمشواره التعليمي. وكان عمره آنذاك “12 سنة” ولرغبته في الدراسة تحدى كافة المعوقات منها: أنه كان يذهب في سنته الأولى ماشياً على رجليه من مدينة العمران إلى بلدة القارة قاطعاً مسافة أكثر من 4 كيلو، ويستغرق مشيه حدود الساعة تقريباً، بعد ذلك تحركت عاطفة الأبوة كما يقول؛ حيث قام والده بشراء دابة “حمارة “، فصار يذهب ويعود عليها، حتى ضاعت منه هذه الوسيلة، حيث لم تعد إلى البيت كعادتها كل يوم، وكان في ذلك الوقت بالصف الرابع الابتدائي، بعدها اشترى له والده دراجة عادية مستعملة، ويتذكر أن قيمتها “40 ريالاً ” من شخص يدعى “محمد الحجي رحمه الله”. ويتذكر ممن كان معه في الصف السادس الأخ/ حسين بن أحمد المطوع رحمه الله من بلدة التويثير، (وكان نعم الطالب).
ــ ومن المواقف الطريفة والأليمة يقول: في أحد الأيام الدراسية أعطتني الوالدة بعض الطعام من التمر والخبز لدى خروجي إلى المدرسة، فوضعتها في جيوبي وأثناء سيري بالدراجة تعثرت وسقطت بالدراجة في وحل من الطين، فعدتُ إلى البيت وبدلتُ ملابسي ثم ذهبتُ متأخراً عن المدرسة، فضربني مدير المدرسة، كرهتُ على أثرها المدرسة، ولولا تدخل بعض المعلمين لمعالجة ذلك الأثر النفسي لتركتُ المدرسة إطلاقاً. التحقتُ بعد تخرجي من مدرسة القارة الابتدائية بمعهد المعلمين عام 1384 ـ 1385هـ وتخرجتُ عام 1388هـ، وعينت بعدها معلماً في مدرسة بلدة القارة الابتدائية في تاريخ 27 / 7 / 1388 هـ، وأول راتب استلمته هو 468,5 ريالاً بعد خصم 9% للتقاعد. وبعد تدريسي سنتين رشحتُ لإكمال دراستي في مركز الدراسات التكميلية بالرياض، ودرست بالمركز المذكور دون تخصص لمدة سنتين، وكانت الدراسة مكثفة حتى في الإجازة.
بعدها عينتُ معلماً للصف الثالث الابتدائي بمدرسة في بلدة الجبيل بالأحساء لمدة ست سنوات، ثم انتقلتُ إلى مدرسة الرميلة الابتدائية معلماً للصف الأول ابتدائي لمدة 23 سنة؛ منها سنة واحدة للصف الرابع، (وللعلم هو أول معلم في مدينة العمران (الشمالية)، كما أن أول معلم في السبائخ التابعة للعمران الأستاذ/ حسن علي بن الشيخ حسن الجزيري رحمه الله).

– من الأمور المهمة بمسيرته التعليمية:
ــ وفاء النخب الذين تعلموا على يديه ووصلوا لمراكز عليا، يكنون له كل الاحترام والتقدير، ولا يزالون يلقبونه بأستاذهم نظير ما قدمه لهم من زاد المعرفة والنور، ويخص بالذكر هنا د. علي محمد العيثان (أبا حسن).
ــ اختيار التدريس للصف الأول ابتدائي (كان إجبارياً، ثم تولدت لديه خبرة) .
ــ أحد المعلمين من زملائه رغب بتدريس الصف الأول، ولم تتح له فرصة لتحقيق طموحه إلا عبر موافقة سيد حسين ليحل محله، ولكن اشترط عليه مدير المدرسة الأستاذ/ عبد الله العودة أن يبقى في تدريس الصف الأول دائماً، وعندما استلم الأستاذ الزميل ذلك الفصل، ودخل على طلبته توَّلَّد لديه شعور غريب لما رآه من حركات عفوية من طلبة هذا الصف، ووجد نفسه غير قادر على التعامل معهم مما حدا به أن يتراجع عن قراره في يومه الثاني للتدريس في هذا الصف، بحجة أنه لم ينم في ليلته الماضية، لصعوبة سيطرته على تلاميذ هذا الصف، ثم رجع مرة ثانية (سيد حسين في مكانه الأصلي للتدريس بهذا الصف).

– مقومات الدراسة الناجحة:
الصبر، والإخلاص في العمل، والقدرة على توصيل المعلومة، مع استخدام الأدوات التقنية، وتوافر المحفزات للأطفال.
– 90% من الجهد في ذلك الزمان يكون على المعلم، عكس ما هو في زماننا فمعظم الجهد يكون على الأسرة.

– استفتاء المرجعية لاستخدامه العصا في تربية الطلبة:
– زرتُ النجف الأشرف مع الأستاذ سلمان الخلف، والتقينا بالمرجع الديني السيد أبي القاسم الخوئي وطرحنا عليه مبررات استخدام العصا في التربية، وإن لها دوراً بناءً في تطوير أداء الطالب، ولكن السيد الخوئي أحالنا إلى أحد تلاميذه للإجابة على شرعية الضرب، فقال لنا ذلك العالم: الضرب بعنوان الأدب، وليس بعنوان التعليم شريطة ألا يحدث ضرراً بجسد التلميذ.

– الضرب في إدارة التعليم:
– إن إدارة التعليم لم تمنع الضرب إلا في السنوات الأخيرة، ومما في ذاكرتي في عام 1380 هـ بعد افتتاح مدرسة العمران الأولى الابتدائية، أن بعض الطلبة لم يلبسوا الملابس الرياضية في حصة الرياضة، فطردهم معلم الرياضة، وقال لهم المدير: لا ترجعوا إلى المدرسة إلا مع أولياء أموركم، وأراد أولياء الأمور أن يتقدموا بشكوى على المدرسة لدى إدارة التعليم وفعلاً قاموا بذلك، وكان المسؤول في ذلك الوقت عن شؤون الطلبة الأستاذ /سليمان المطلق فقال لهم: حل المشكلة مع مدير المدرسة، وليس عندنا، فرجع أولياء الأمور إلى المدرسة لتسوية الخلاف والاعتذار.

ــ موقف حزين:
– أحد أبنائه الطلبة أصيب بمرض السرطان ثم توفاه الله بعد ذلك.

ـ ملاحظة:
ـ بعض القرى لديهم اهتمام أكثر بمتابعة أبنائهم دراسياً، وفي مقدمتهم بلدة القارة.

ــ نصيحته للمعلم:
– ينبغي عليه الصبر والإخلاص في العمل، كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه “.

– سبب التقاعد:
ـ بسبب تصرفات بعض المشرفين من الشباب الذين لا يقدّرون تاريخ وخبرة وإنجازات المعلم والعطاء العلمي الذي قدمه.

ـــ دور الأسرة:
– ينصب تركيزها على الأم أكثر لبقائها فترة أطول مع أولادها، ولأنها تستطيع أن توجد أرضية مناسبة للمذاكرة، ويُكمل ذلك متابعة الأب، ويحمد الله أن وهبه الله أماً لأولاده من هذا النوع، حيث لا تترك البيت إلا مع نهاية الأسبوع، وإن حصل غير ذلك بسبب الضرورة القصوى فلها الشكر والتقدير.

– سيد محمد الحداد (والدي):
ـــ معروف باسم (السيد محمود) في الأحساء ومن يعرفه من خارجها، وبحسب بطاقة الأحوال المدنية اسمه (السيد محمد) وهو موضع احترام للجميع، عاش على أتعاب تلاوة القرآن الكريم، وأداء الصلاة الفائتة عن الأموات، وهو محل ثقة من يعرفه لما عرف عنه من الورع والتقوى، وعدم التدخل في شؤون الغير. كان حريصاً على صلة الرحم، فكان يحث أبناءه على عدم القطيعة حتى مع من قاطعهم، كما كان حريصاً على إصلاح ذات البين، كان يستيقظ يومياً لأداء صلاة الفجر، ويوقظ جميع أفراد الأسرة للصلاة، ومن ورده اليومي بعد صلاة الفجر: قراءة دعاء الصباح، وتلاوة سورة يس، وسورة الرحمن، وسورة الواقعة، وبعض السور القصيرة. وكان متعلقًا بالإمام الحسين عليه السلام، ويقيم مجلس عزاء كل ليلة ثلاثاء وطوال ليالي شهر رمضان المبارك، والقارئ الحسيني له/ الملا عبد الله الخلف من قرية واسط بالعمران، وكان كثير السفر إلى العراق وسوريا وإيران برفقة الحاج عبد الحاجي محمد، أو برفقة الحاج أحمد السلمان (حملدار) لزيارة أهل البيت عليهم السلام، وفي العادة يبقى لعدة أشهر في زياراته، مجلسه مفتوح بصورة يومية صباحاً ومساء، يتردد على مجلسه الفضلاء والوجهاء والفقراء لا سيما في شهر رمضان المبارك، من أصدقائه الذين لا يفارقهم القاضي: فضيلة السيد محمد بن السيد حسين العلي قدس سره (أبو عدنان ـ المبرز)، وفضيلة الشيخ معتوق بن الشيخ عمران العلي رحمة الله عليه، ثم الحاج عبد الله بن الشيخ، والحاج محمد بن الشيخ، والحاج أحمد ناصر الحبابي، والحاج أحمد العوفي، والحاج عايش العنيزان، والحاج عبد النبي الشريط، والحاج محمد السلطان (المعروف بأبي سعد)، والحاج أحمد العلي النجيدي، والحاج الملا محمد العبد الله رحمهم الله، وكذلك الملا علي العبد الله أطال الله عمره، والسيد طاهر الياسين، والحاج ناصر البحراني (المبرز)، والحاج محمد العليو (الهفوف) رحمهم الله، وكذلك الحاج أحمد السلمان، وعبدالله الحاج محمد، والحاج علي الحرز رحمهم الله وغيرهم مما لا يسع المجال لذكرهم. عاش في بيت مبني من الجص واللبن وجذوع النخل بناه والده المرحوم السيد حسن بن سيد حسين الحداد على مساحة تزيد عن 700 متر. توفي رحمه الله في 29 رجب 1405 هـ .

– حدّثنا عن سيد حسن الحداد (جدكم):
– من وجهاء العمران البارزين وبيته العامر (تفاصيل البيت في ذيل المقابلة) كان مفتوحاً طوال العام ومأوى للكثير من الفقراء والمساكين، ومحطة لاستقبال واستقرار الفضلاء والوجهاء من خارج العمران ومن أبرزهم: القاضي الحجة السيد حسين العلي، وابنه القاضي العلامة السيد محمد العلي (أبو السيد عدنان ـ المبرز). عاش معاصراً لفضيلة الشيخ عمران العلي، وكان خطيباً حسينياً، كانت له أملاك زراعية منها: العويسية حوالي 120 مغرساً، والنباتية حوالي 100 مغرس، والقطانية حوالي 60 مغرساً، ويدير الكثير من الأوقاف، ويعمل لديه عدد من الفلاحين بالأجر الشهري، ويستخدمون مجموعة من الحمير التي كان يملكها. بيعت جميع ممتلكاته بعد وفاته لتسوية ديونه ما عدا البيت، وكان ذلك بإشراف فضيلة الشيخ عمران العلي.

– السيدة أنيسة بنت السيد كاظم الحداد(والدتي):
– السيدة أنيسة بنت السيد كاظم الحداد من مواليد الهفوف، كانت ذات شخصية كريمة وقيادية، ربتنا التربية السليمة، ولها مكانة اجتماعية في العمران، وكانت تردد لنا عبارة (الذي يأكل من صحون الناس لا بد أن يملأها) توفيت رحمها الله في السابع من ذي الحجة عام 1414هـ.

– السيد كاظم بن السيد حسين الحداد (جدي لأمي):
– كان وجيهاً في مجتمعه، واشتهر بالتقوى والتواصل، كما كان الجد يجيد لغة أرقام الحروف، فكنتُ ألاحظ عندما أكون بمجلسه ويأتي إليه الضيوف كان يطلب من الخال سيد جواد أو من الخال سيد صادق الأصناف التي يريد تقديمها لضيوفه بالأرقام، فسرعان ما يذهب الخال إلى داخل البيت ويكرر ذلك بين الحين والآخر فمرة يحضر الخال الماء مثلاً، ومرة يجلب معه التمر، وأخرى الفاكهة وهكذا بلغة أرقام الحروف. وفي أيام صغري حدثت لي مشكلة في أمر نومي حيث كنتُ أحلم كأن أسداً أو ذئباً يريد أكلي فأحاول الهروب، ولكن من شدة الخوف لا أتمكن من ذلك، فأجلس بالصراخ، فتجلس أمي فزعة وتحاول تهدئتي ببعض التعويذات وقراءة بعض آيات القرآن الكريم، وكذلك يحاول والدي ذلك، وتكررت هذه الأحلام بأشكال مختلفة، كوقوع أسناني مرة، وأخرى كأن شخصاً يريد خنقي وأصرخ من الخوف ووالدي يضمني إلى صدره، وهو يذكر الله ويصلي على محمد وآله، ويقرأ بعض السور القصيرة، وبقيت على هذه الحالة عدة ليال فأخبرت والدتي أباها (سيد كاظم) فجاء إلى العمران، وصار ينام معي في الغرفة، ويضع يده على رأسي وهو يتمتم، ولا أعرف ماذا يقول إلا القليل، كالبسملة وتكرار ذكر الله عز وجل، وسبحان الله من أول ليلة لم تمر علي تلك الأحلام، حيث بقي معنا أسبوعاً تقريباً.

– سيد جواد سيد كاظم الحداد(خالي):
– من الشخصيات البارزة، كان يتواصل مع المسؤولين، وله هيبة في فريق الرفعة الشمالية، ويقف مع أصحاب الحاجات، وحل مشاكلهم، ويهتم كثيراً بهندامه وعشقه للعود الصنفي وغيره من العطور. وله علاقة مع مسؤولي الدولة حيث ارتبط كثيراً بأمير الأحساء محمد آل جلوي، حيث لوحظ تواجده بجانب الأمير بصورة شبه يومية، يأخذني معه إلى هناك عندما كان موقع الإمارة في الصالحية.

– الحاج سلمان بن محمد العليو:
– في السنوات الماضية الأخيرة عاشرتُ الحاج سلمان بن محمد العليو- رحمه الله- الذي كان له دور كبير في حياتي، من خلال توجيهاته الثاقبة في مختلف مناحي الحياة، ومنها :تركيزه المتكرر على ضرورة الاهتمام بالأولاد، وتسليحهم بالعلم، مهما تكلف الأمر وتنوعت مصادر الدخل.

– الحسينية المحمدية بالعمران:
– في البداية عزم مجموعة من أهل الخير على إقامة مجلس حسيني في مجلس الوالد -رحمه الله- وذلك من بداية عام 1396هـ، ثم تطورت الفكرة إلى بناء حسينية في منزل الجد السيد حسن في مساحة تزيد عن 700 متر مربع تقريباً، وبعد موافقة الورثة وهم :الوالد، وأخويه سيد عبد الله -حفظه الله- وسيد خليفة -رحمه الله-وورثة عمتنا (جدة الأستاذ/ محمد علي الغريب)، بدأ العمل في الحسينية وافتتحت عام 1406هـ. والجدير بالذكر أن الخطيب الشيخ حبيب بن إبراهيم الهديبي هو الخطيب الرسمي في عشرة محرم من كل عام، وكان ذلك من عام 1396هـ إلى وقتنا الحاضر. ويقوم بإدارتها الأخ سيد عبد الهادي الحداد، وإجابة عن سؤالك لحجم علاقاتي بالأستاذ محمد علي الغريب، إضافة إلى العلاقة النسبية التي تربطنا ببيت الغريب، حيث تزوج جدي سيد حسن بفتاة من آل الغريب، وأنجب منها جدة الأستاذ/ محمد فهو سبط عمتي، وقد توطدت علاقتي به أكثر في فترة دراستنا بمركز الدراسات التكميلية بالرياض، وهو صاحب شخصية قوية، وله قصيدة شعر فاجأني بها بمناسبة زواج الابن عمار في قاعة السرايا للاحتفالات بالهفوف.

– مشروع حجز الرمال:
– أما عن ظروف تأسيس مشروع حجز الرمال فيقول سيد حسين: إنه عندما هددت الرمال العمران وقراها تحركت بعض الشخصيات وعلى رأسهم المرحوم/ عبد المحسن العيسى (العمدة)، وانتهى الأمر بعد زمن طويل من المطالبات التي قام بها هذا الرجل العظيم؛ حيثُ تمت الموافقة على هذا المشروع العملاق في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله. ويذكر أن للحاج المرحوم/ عبد الله بن الشيخ معتوق دور في هذا الأمر. ولا يزال هذا المشروع يُؤتي ثماره بعد أن تم تحويله إلى منتزه لأهالي الأحساء بإدارة الأخ المهندس/ محمد بن عبد الرحمن الحمام الذي يستحق التقدير والاحترام والعرفان على ما يبذله في تطوير هذا المشروع، وما يقدمه لنا من التعاون غير المحدود في جميع الأمور، وتذليل الكثير من العقبات، من خلال آرائه البناءة، وحرصه على كل ما من شأنه خدمة مصلحة البلاد، ولمّ شمل مجتمعها. فله منا خالص التحية والتقدير.

– **حديث مطول عن النادي وكيفية تأسيسه: **

– كنتُ ضمن فريق لكرة القدم يضم مجموعة من شباب بلدة العمران منذ نعومة أظفاري، حيث تطورت هذه الحركة بعد سنوات إلى التفكير بإنشاء نادٍ رياضي، فتحقق ذلك بتعاون الجميع باسم: (نادي السلام الرياضي)، وتتضافر الجهود من الجميع، ويرقى مستوى التفكير والقيام بتغيير اسم النادي وذلك من نادي السلام الرياضي إلى (نادي العمران بالعمران) رغبة في ظهور اسم العمران، وهذا بعد أن تم اختياري رئيساً في الاجتماع الذي عقد في البيت المستأجر من أسرة الحمدان، الذي لا يزال حتى وقتنا الحاضر . بعد ذلك أقيم حفل أمام المقر المشار إليه في الشارع بعد تغطية الصرف من قبل الجهة المختصة (الشارع المزدوج حاليًّا، الذي يقع عليه فرع البنك العربي الوطني)، ويهدف هذا الحفل إلى جمع المال للسير بهذا النادي إلى الأمام، حيث تم جمع أكثر من 10000 ريال في ذلك الوقت، وكان الأخ عبد الله بن عايش العنيزان (أبو حسين) من أكثر المتبرعين، ثم تواصل العمل… والتفاصيل كثيرة؛ إلا أنني أحاول اقتطاف القليل منها، فهناك إقامة مقر، وهو بناء غرفة كبيرة واحدة على أرض الحاج علي الياسين، وشراء أرض باسم الأخ أحمد عبد الله العلي رحمه الله، وهذه الأرض تم نزعها من قبل الدولة كمحطة للصرف الصحي وموقعها على الشارع المذكور وذلك بأكثر من 1200000 ريال.
حيث بقي المبلغ في حساب الأخ أحمد العلي رحمه الله (أبي حسين)، وأخيراً قمنا باستئجار منزل الحاج حسين العباد رحمه الله، الذي يقع شمال غرب منزل سيد محمد الياسين (أبي طالب) بالجنوبية، أما بالنسبة للمبلغ الخاص بقيمة الأرض فقمنا باستلامه وإيداعه كوديعة للنادي في البنك الأهلي التجاري، الذي كان مديره في ذلك الوقت هو (فيصل الأرضي). وتكبر الطموحات وتزداد، لنطالب المسؤولين بالدولة بالاعتراف رسمياً بهذا النادي، وهنا يأتي دور الجد للحصول على هذا المطلب، ليعمل كافة الشباب الذين حولي معي، وهنا تفاصيل أيضاً يصعب ذكرها لكن الأهم هو أننا بذلنا كل ما في وسعنا لتحريك كل شخص نعرفه، ونتوقع منه المساعدة ليشترك معنا في تحقيق هذا الإنجاز الكبير، هناك أناس ليسوا من هذه البلاد الطيبة (العمران)، وسوف أذكر البعض من هؤلاء وهم: الأخ الأستاذ عبد العزيز بن ناصر الشعيبي مدير مكتب رعاية الشباب في ذلك الوقت والذي لا يزال حتى وقتنا الحاضر والوصول له عن طريق الأخوين عبد الرحمن اليمني (أبي سعد) مدير عام الزراعة في الأحساء في ذلك الوقت، والأخ حمد الصغير رئيس بلدية الأحساء في ذلك الوقت، وعن طريق الأخ عبد الله بن عايش العنيزان (أبي حسين)، والأخ حسن بن أحمد الحبابي (أبي عبد المنعم). ولا أنسى دور الأخ الأستاذ محمد بن عبد الله العلي (أبي عادل) وما قام به من دور إعلامي كبير، حيث جمعني مراراً مع كثير من الإعلاميين في ذلك الوقت، أمثال: الأخ صديق جمال الليل الذي كان يعمل مديرًا لإحدى المدارس بالدمام، وذلك لإبراز أنشطة النادي الرياضية والثقافية والاجتماعية، وبتضافر مجموعة من شبابنا في هذا البلد، والذين خصصنا لهم سجلاً خاصاً بعنوان: (مؤسسو النادي) الذين لا يزيد عددهم عن 52 شخصاً إذا لم تخني ذاكرتي ويمكن الرجوع لهذا السجل في إدارة النادي.
ثم تأتي العقبة التي يعاني منها الجميع، وذلك عندما برز النادي وظهر التفكير من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب (ممثلة في شخص صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد) والذي جمعتنا الأيام معه في مكتبه بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بالرياض، أثناء تلك المسيرة الطويلة، فكان محل الإعجاب في تواضعه وأخلاقه، وكذلك الدكتور إبراهيم الشامي مدير عام الأندية بالمملكة آنذاك، والذي أعجب بنا وشجعنا على مواصلة العمل والمطالبة وغيرهم من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، حتى أسفرت تلك المطالبات عن نتائج طيبة، حيث كلف سمو الأمير فيصل لجنة لتقييم النادي وأنشطته المختلفة، وفعلاً تم حضور اللجنة، حيث طلبوا منا بعض الأمور والتي من أهمها: ـ
1 ـ انضمام الناديين في ناد واحد (نادي الصواب التابع لمركز التنمية الاجتماعية بالجفر، ونادي العمران الذي برئاستنا) .
2 ـ فك الوديعة المربوطة في البنك الأهلي التجاري الخاصة بالنادي، وهنا نبدأ مرحلة جديدة مضنية للتوصل إلى حل مرضٍ للطرفين، فتوالت الاجتماعات، وتدخلت بعض الشخصيات، أمثال الحاج محمد العباد (أبي عبد الزهرة) حتى توصلنا إلى الآتي: ــ
ــ يبقى اسم نادي الصواب مع حذف كلمة (بالحوطة) منه، ويكون الاسم الجديد للنادي (نادي الصواب الرياضي بالعمران) للحفاظ على اسم العمران التي يشترك فيها الجميع.
ــ يبقى مقر نادي العمران في مقره وهو: (منزل المرحوم الحاج حسين العباد).
وبعد ذلك قمنا بتشكيل إدارة جديدة من الإدارتين، حيث انضم إلينا كل من الإخوة: حبيب العاشور، وعلي العباد، وحسين حرابه، وحسين العوفي. إلا أنهم لم يتفاعلوا معنا، فبقيت مناصبهم شبه خالية، واستمر العمل بباقي إدارة النادي وهما:(الأخ حسين الحبابي أمين الصندوق والأخ حسين العلي المشرف الرياضي)، وهنا انصب العبء علينا الثلاثة، لا سيما بعد ابتعاد الأخ صادق بن الميرزا محسن الفضلي، والذي كان يعمل بكل جد واجتهاد في موقع السكرتارية للنادي، حيث كانت له رؤية خاصة بعملية الاندماج، تقدم على أثر ذلك باستقالته في 7 / 4 / 1400هـ ولم يقتنع بالعدول عن رأيه، حتى تم الاعتراف المبدئي بالنادي.

ويواصل سيد حسين حديثه فيقول: تواصل العمل وزادت الطموحات لنتقدم بطلب أرض للملاعب، وفعلاً حصلنا على أرض، بمساحة تزيد عن مئة وعشرين ألف متر مربع. وهنا لا أنسى الجهود المبذولة معي من كل من الإخوة: عبد المحسن بن عبد الله العلي رحمه الله، وعبد الله بن عايش العنيزان، وحسن بن أحمد الحبابي، ويوسف بن أحمد النجيدي، وعبد الله بن أحمد النجيدي الذين كانوا يرافقونني أثناء المطالبة في الأحساء وفي الرياض، وأخيراً استلمنا الأرض في 20 / 12 / 1404هـ بعد تشكيل لجنة للاستلام، والمكونة من : ــ
1 ـ خليفه البنيان (مندوباً عن أملاك الدولة) .
2 ـ عبد الوهاب الحسن (مندوباً عن مكتب الرئاسة بالأحساء).
3 ـ و أنا (سيد حسين) (رئيس النادي مندوبًا عن النادي)، وبعد الاستلام واصلنا المسيرة للقيام بالمنشآت الرياضية، حيث بدأنا بتسوير الأرض، وإقامة بعض الملاعب وإيصال التيار الكهربائي لها، وهنا واجهنا أيضاً بعض المتاعب لكون الأرض خارجة عن النطاق العمراني، إلا أنها انتهت بإيصال التيار الكهربائي، ولا أنسى الجهود المبذولة من الأخ إبراهيم بن محمد الخرس، والذي كانت تربطني به علاقة قوية من أيام دراستي بمركز الدراسات التكميلية بالرياض، حيث كان يعمل هناك في مديرية الشرطة، وبعد تقاعده من الشرطة عمل في شركة الكهرباء بالأحساء، حيث بذل كل ما في وسعه، وذلل كل الصعوبات حتى تمت المهمة، ولم يقف عند هذا الحد بل قام بتعريفي بالأخ عبد اللطيف البشير (أبي ماهر) صاحب مؤسسة البشير، ولهذا الرجل أيضاً الشكر والتقدير حيث تعاون معنا كثيراً، حيث قام بالتمديدات الداخلية لجميع الملاعب بالطريقة الحديثة، وتوجيهنا في تأمين المستلزمات بأقل التكاليف، والشكر أيضاً موصول لمؤسسة الشايب لأعمال الحدادة، ممثلة بالأخ واصل بن أحمد الشايب (أبي مختار)، والذي قام بعمل أعمدة الإنارة، وكأنها لبعض ملاعب الأندية الكبيرة، حيث أصبحت إنارة الملاعب من أفضل ملاعب أندية الأحساء، والشكر مرة أخرى للأخ عبد العزيز بن ناصر الشعيبي، حيث أعطانا كل الصلاحيات للعمل دون الرجوع إليه في كل ما يتعلق بعمل المنشآت، والتي ظهرت بأحسن وجه في وقتها، وكذلك وقوفه معنا أثناء عزمنا على زراعة ملعب كرة القدم الأول، حيث دلنا على بعض الفنيين المصريين لنقوم بذلك عن طريقهم، بعد ما طرقنا أبواب كثير من المؤسسات التي تعمل في هذا المجال، والتي كانت أسعارها لا تطاق، فأقلها بمئات الآلاف، وفعلاً نفذنا زراعة الملعب بمبلغ مئة وخمسين ألف ريال تقريباً، بما في ذلك حفر البئر وعمل البركة، وهكذا تمت عملية إنشاء الملاعب، وأخيراً أقدم خالص شكري وتقديري للأخوين الأستاذ عبد الله بن محمد القنبر رحمه الله، والأستاذ صالح بن عبد اللطيف الدويسان، لما قاما به من تغطية نشاطات النادي أولاً بأول، أثناء فترة رئاستي للنادي.

– **فكرة إنشاء مستشفى للعمران **

– أما عن المطالبة بمستشفى للعمران فيقول السيد حسين: تبلورت هذه الفكرة بعد زيارة أمير الأحساء السابق سمو الأمير محمد آل جلوي للعمران، عند تطوير مستوصف العمران من مستوصف إلى مركز صحي، حيث أقيم حفل بهذه المناسبة، حضره عدد من رجال الصحة بالأحساء، وعدد آخر من وجهاء البلاد، وكانت لي كلمة الأهالي في هذه المناسبة، وذلك قبل 25 سنة تقريباً، ومن خلال الحديث مع سمو الأمير محمد تمنى رحمه الله أن يقوم بفتح مستشفى للعمران، عندها تبلورت الفكرة، وبعدها قمنا بتقديم الطلب إلى وزارة الصحة، وهنا متاعب كبيرة، يعرف من تابع هذا الملف حجم المعاناة أمثال الأخوين: حسن بن أحمد الحبابي، وعبد المحسن بن جواد العلي وغيرهما، حيث لا يسع المجال لذكرهم، لأنني لا أعتقد أنه لا يوجد واحد من شباب هذه البلاد إلا وله دور مهم بهذا الموضوع، لكن لا بد من ذكر بعض ذكريات هذا الملف، منها كنتُ مع الأخ عبد المحسن بن جواد العلي، وكانت مراجعاتنا لوزارة المالية، حيث تدّعي وزارة الصحة أنها تضع مطلبنا ضمن الأولويات، لكن وزارة المالية لا تقوم باعتماد الميزانية له، فكنا في مكتب الأخ طالب الغانمي ،وهذا الرجل نعم الرجل، فمن كثرة ما يرى وجوهنا عرفنا، وفي كل مرة نقدم عليه، يقدم لنا القهوة والشاي، وفي هذه المرة قدم لنا رطبًا فقام الأخ عبد المحسن بن جواد بفتح حقيبته الصغيرة التي كان يحمل فيها بعض الأدوية لمرض السكر وبعض الحلويات لاستخدامها وقت الحاجة، فقلنا لهذا الموظف الكريم: إننا قدمنا من الأحساء، وهذه ظروف بعضنا، وفي ذلك اليوم أتذكر أننا تنقلنا من وزارة المالية إلى وزارة الصحة 4 مرات لمتابعة بعض المسؤولين الذين نريد مقابلتهم ومنهم الأخ الدكتور منصور الحواسي، وهذا الرجل أيضاً له منا التقدير لما له من الدور الكبير في إنهاء هذا الملف المعقد، الذي هو تحت التنفيذ الآن على أرض شرق مقر نادي الصواب.

– *واصلنا الحديث مع سيد حسين الحداد عما إذا كان له دور في تأسيس الجمعية الخيرية بالعمران؟*

فأجاب:
– أحمد الله عز وجل الذي وفقني أن أكون من بين أولئك الذين نذروا أنفسهم لخدمة هذا الوطن الغالي، وذكرى تأسيس الجمعية الخيرية جاءت من حب الصفوة من أبناء هذه البلدة لعمل الخير، حيث تقدمنا بطلب ذلك من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن طريق فرعها بالمنطقة الشرقية، وكان لها أول مقر جزء من منزل الحاج عبد الوهاب حرابه، وتم اختيار الأخ حسن بن الشيخ حسن الجزيري ليكون رئيساًً لها، فواصل المسيرة بها عدة سنوات، بعد الاعتراف بها رسمياً من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وذلك في أواخر عام 1401هـ، وكنتُ آخذ عددًا من دفاتر إيصالات الاشتراكات الشهرية فارغة لأعود بها مملوءة، وهكذا الحال في عهد رئاسة الأخ علي بن عبد الله العباد وقد استمرت عدة سنوات، وهي لا تزال حتى الآن يزداد نشاطها وتتنوع أعمالها الخيرية بإدارة نخبة من الشباب، مقرها الآن تحت الإنشاء سينتهي قريباً إن شاء الله، أذكر من إدارتها الحالية الأستاذ: عبد الله الشايب (أبا مهدي)، والأستاذ علي الحجي، والأستاذ عبد الهادي الشايب، والأستاذ محمد الخلف، والأستاذ يوسف العاشور، متمنيًا أن ينضم للإدارة القادمة – لهذه المنشأة المهمة – أمثال هؤلاء الذين يحق لنا الفخر بهم ومدحهم والاعتزاز بهم، من النخب أصحاب الكفاءات العالية، لأن المهام صعبة، فهم يبحثون عن الضعيف المحتاج، واليتيم الذي لا حول له ولا قوة، ليوصلوا إليهم ما جادت به الأيادي البيضاء، من مال ومن غير ذلك، وهم كثر في هذه البلاد الطيبة.

– **دوره في الزواج الجماعي: **

– بعد أن تبلورت فكرة الزواجات الجماعية في بعض القرى المجاورة، وأقيمت بعض المهرجانات فيها، تحمس مجموعة من الشباب لإقامة مهرجان زواج جماعي بالعمران، فكنتُ من المؤيدين والداعمين للفكرة منذ بدايتها، وبتوفيق من المولى القدير، تم بالجهود الكبيرة والإصرار من هؤلاء الشباب، وبعد القيام بعمل استفتاء، تم المرور به على أعيان البلاد وشبابها الذين يتوقع منهم الانخراط في العمل الجماعي، وانتهى الأمر بإقامة أول مهرجان في عام 1415هـ، بعدد 24 عريساً برئاسة فضيلة الشيخ محمد العباد حفظه الله، وبعد ذلك تعاقبت بعض الإدارات فمن الشيخ محمد إلى الأستاذ عبد الحكيم الشريط حيث توقف هذا النشاط العملاق عاماً واحداً فقط لظروف غامضة أثارت الكثير من التساؤلات من الأهالي، وتم إجراء دراسة علمية واستفتاء للوقوف على أسباب هذا التوقف المفاجئ، وعاد الآن إلى نشاطه تحت إدارة ممتازة من الشباب، برئاسة الأستاذ عبد الله بن حسن الشايب، والجدير بالذكر أنه وصل العدد في بعض المهرجانات إلى أكثر من 240 متزوجاً ومتزوجة.

– **وصفه لمنزل جده سيد حسن: **

– من المؤسف جداً عدم الاهتمام بالكثير من تراثنا، وهنا يهمني ذلك البيت المبني من الجص واللبن وجذوع النخل على مساحة تزيد عن 700 متر مربع، الذي بناه جدنا المرحوم السيد حسن بن السيد حسين بن السيد صالح الحداد، تلك الشخصية البارزة المعروفة ممن عاصروه ، وإلى وقتنا الحاضر، لما يتمتع به من العلم والتقوى والكرم، فقد كان خادماً للحسين وأهل بيته عليهم السلام ، يضرب به المثل في هذا المجال وفي كل الخصال الحميدة ، بابه مفتوح للصغير والكبير لا سيما في شهر رمضان المبارك، وكان من المعاصرين لفضيلة الشيخ عمران العلي رحمه الله.

– يقال: إنه عندما أراد البناء، أُعلن عن ذلك فتقدم الناس من شتى القرى والمدن المجاورة، فكان الرجل يناول الآخر من الكثرة، حتى قيل: إن مجلسه المكون من مجلسين (مُرَبعتين) وليوان بمساحة تقدر بأكثر من 200 متر مربع، وبارتفاع أكثر من 6 أمتار تمَّ في يومين.
– وأنا أتصور هذا البيت وكأنه أمامي الآن، على الرغم من غرابة بنائه، وللأسف أنني لا أجيد الرسم حتى أقوم بعمل مخطط له، ولكن هنا لا بد من ذكر بعض تفاصيله.
– أقيم هذا المنزل على أرض تزيد مساحتها عن 700 متر مربع، بابه صنع من الخشب الثقيل، مزخرف بمسامير عريضة النهاية، صفت بطريقة جميلة على شكل أسطر، له قفلان واحد من الداخل والثاني من الخارج من الخشب نفسه لا تنفتح إلا بمفاتيحها الخشبية.
– يبدأ الدخول إليه عن طريق دهليز (موزع)، على اليمين حوش للبهائم مكون من بيرقتين في إحداهما حمام (مختار) له مدخل بدون باب، حيث يصعد إليه على أربع درجات بداخله ثلاثة جذوع من النخيل صفت بطريقة تسمح للمستخدم أن يقضي حاجته.
وعلى اليسار في أول مدخل البيت، باب يؤدي إلى المجلس، وبداخله درج يؤدي إلى سطح المجلس بشكل متعرج جميل، والمجلس الذي يتكون من مربعتين وليوان على الشارع بارتفاع أكثر من 6 أمتار، توجد به النوافذ المفتوحة من أعلى جهتي الشرق والشمال، حيث يحيط بها أسطح بانخفاض 3 أمتاراً تقريباً، لاستخدامها أيام الصيف خاصة أيام شهر رمضان (هذا بالنسبة للمربعة الوسطى أما الثانية والليوان فهي حوالي 4 أمتار).
وبالعودة إلى المدخل الرئيس للبيت، نرى بابًا آخر يشبه الباب الخارجي، لكنه مختلف قليلاً، فهو يفتح على دهليز آخر يميل بك إلى الشمال، من خلال مدخل بدون باب، لترى درجاً يتجه إلى الشمال، ينتهي بسطح يحيط بالحوش المذكور سابقاً. وهناك غرفتان جهة الشمال وهذا السطح يوصلك أيضاً إلى السطوح المحيطة بالمجلس، ويطل على الحوش حيث الجزء المفتوح منه، كما ترى عند دخولك أيضاً بالأسفل غرفتين، أبوابهما تحت الدرج الشرقية، منها واحدة تستخدم لتخزين التمور، حيث أعدت خصيصاً لهذا الغرض لوجود مكان مرتفع بالبناء، والقسم الآخر أعد للحركة ولجمع الدبس، أما الغرفة الثانية فهي سكنية لا يوجد بها إلا الباب فقط، وعن غربها غرفة خصصت للدواجن، وغربها درج يمتد من الشرق إلى الغرب، قبل نهايته تجد باباً يوصلك إلى سطح صغير، وغرفة تمتد من الغرب إلى الشرق، ثم بعد انتهائك من هذا الدرج، يوصلك إلى سطح كبير، على اليمين غرفة تنزل لها من خلال أربع درجات تقريباً، بها مسبح مفتوح، وكذلك موقد مرتفع جهة المسبح، الواقع جهة الغرب، وبإمكانك أن تأخذ طريقك للنزول من باب بالسطح من جهته الجنوبية الشرقية لتمر من باب وثلاث درجات إلى الأسفل توصلك بسطح صغير به حمام من جهة الجنوب على شكل الحمام السابق يشترك مع حمام آخر في الحوش الثاني (الذي سيرد ذكره)، وبإمكانك مواصلة النزول عن طريق درج متعرج يؤدي بك إلى الأسفل، حيث يوجد المطبخ على اليمين، الذي أعد بالطريقة القديمة، حيث قسم إلى قسمين: إحداهما مرتفع قليلاً، الذي يتم الطبخ فيه، وبه فتحة من الشمال على شكل نافذة ومدخل بدون باب من الجهة الغربية، وأيضاً به باب يدخل إلى المربعة التابعة لمربعة المجلس وليوانه، حيث بين المربعتين باب في الوسط ونافذتان بينهما باب من الخشب.

وعلى اليسار بعد النزول من الدرج السابق ذكره، تجد الحوش الثاني الذي ترعى الوالدة رحمها الله ما بداخله من أبقار، يتكون هذا الحوش من أربع بيرقات الشرقية، منها مسقوفة، وبه الحمام الذي ورد ذكره وهو يشترك معه، حيث فصل بينهما بجدار وكأنهما حمامان منفصلان، وباتجاه باب هذا الحوش ممر مسقوف بسقف منخفض، يتجه إلى الغرب ليوصلك إلى ساحة فارغة تطل على مكان يتجمع فيه الماء تسمى (شريعة)، نشترك فيها مع مجموعة من الجيران في المنفعة (العم سيد باقر الحداد، والحاج كاظم الحضري، والحاج موسى الحضري، والحاج الملا حسين العبد الله، وأبناء عبد الكريم الحبابي، وأبناء أحمد العباد) حيث توجد فتحة (فرجة) لكل منهم تطل على هذه الشريعة، وشمال هذا الممر توجد مربعة على شكل المربعتين السابقتين، ولكن هناك تجد الغريب، حيث بداخلها غرفة لها فتحة فقط ، ودون باب لا نرى فيها إلا الظلام خصصت لحفظ الحليب وعمل الروب واللبن والزبد، وبها أيضًا درج يؤدي بك على جهة اليمين بمخزن على تلك الغرفة الظلماء، لتخزين الحبوب، وعلى اليسار مساحة صغيرة تؤدي إلى غرفة، وهي أيضاً كمستودع آخر، وشمال هذه الغرفة المربعة، باب تحت الدرج يؤدي بك إلى غرفة صغيرة تمتد إلى الغرب حيث نهاية البيت من الغرب، بارتفاع متر واحد تقريباً فصلت بجدار بارتفاع 2 متر وبه المدخل المفتوح، سميت هذه الغرفة بالكندوج. وهو مصطلح لمحل جمع التمور الكثيرة، حيث صمم من الداخل بشكل يسمح للتمور بجريان الدبس، من المكان المرتفع إلى المنخفض بطول الغرفة بحيث يوضع عليها ما يسمى في ذلك الوقت بالسّيَمْ، وهو عبارة عن نسيج من سعف النخيل والحبال على شكل فرشة.

– * *حدثنا عن المطوع (الكتاتيب) في العمران ، أسمائهم ، أماكن سكنهم ، ما يميز كل واحد منهم رجالاً ونساء **

– أعرف منهم الحاج الملا حسن العبد الله، والسيد كاظم العلي، حيث اشتهر كل منهما بتعليم الكتابة، وقد تعلمتُ عند السيد كاظم رحمه الله بعد حفظي القرآن الكريم عند الحاج الملا حسين العبدالله من العمران الشمالية (وهو المشهور من الرجال في تعليم القرآن الكريم) وما يميز الحاج الملا حسين العبدالله في تعليم القرآن الوضوح والصوت الجميل والجودة والحزم، حيث كان يستخدم الشِدة مع كل من يتكاسل ولا يؤدي واجبه. وقد كان كل يوم خميس يختبرنا في ما أخذناه، وهناك مقولة تتردد على ألسنتنا في هذا اليوم (اليوم الخميس اللي ما ختم عشرة يخيس).

– أما من النساء المطوعات فالذي أعرف: السيدة علوية (أم السيد صالح بن السيد عيسى الحداد) رحمهم الله، كانت تعلم البنين والبنات، وكذلك امرأة تدعى بالمطوعة ويقال اسمها: فاطمة لكني لا أعرف اسمها كاملاً.

– *حدثنا عن الحجاج والزوار للعتبات المقدسة، من هم أبرز الحملدارية، أماكن انطلاق الزوار من العمران، بعض عادات انطلاق الزوار وعاداتهم حال العودة (وضع الأعلام ، توزيع النقود للسلامة و…….)*

– هذه الشعائر كانت ولا تزال محل اهتمام الجميع فالحج فريضة والزيارة مستحبة أكد عليها أهل البيت عليهم السلام، إلا أنها كانت على نطاق ضيق، حيث كانت الزيارة للعتبات المقدسة تقتصر على من تمكنهم ظروفهم لذلك، فكانوا يذهبون على الجمال سواء للحج أو للزيارة كما سمعنا. أما فيما بعد وما عرفناه فكان الحجاج والزائرون يذهبون إلى العتبات المقدسة عن طريق الحملدارية، وما أعرف منهم :الحاج الملا أحمد المنصور من العمران الشمالية، والحاج عَبُدْ الحاجي محمد من الهفوف، وكذلك الحاج أحمد السلمان رحمهم الله، وقد كان انطلاق من كان ينوي الحج أو الزيارة من عين النجم المعروفة، التي تقع غرب مدينة المبرز، وهناك مراسيم معروفة فعند الذهاب تنثر بعض النقود الحديدية، وتنزل الدموع من العيون عند لحظة الوداع. أما في العودة فتوضع مجموعة من الأعلام الملونة على كل منزل حاج أو قادم من العتبات المقدسة، ويتجمع الأهل والأصدقاء للانتظار عدة أيام في عين النجم المذكورة ليأخذ كل منهم زائره، ويعود إلى البلد، وهنا تفتح المجالس لاستقبال المهنئين بسلامة الوصول واكتساب الأجر من الله عز وجل.

– *مصادر مياه الشرب في البيوت (أهم عيون المياه، من يقوم بالجلب، متى أدخلت شبكة المياه في العمران، من أوائل من تم توصيل المياه لهم، رجال لهم أياد بيضاء على هذا المشروع )؟*

في السابق كنتُ آتي بماء الشرب من بلدة القارة ومن بلدة التويثير على الحمير، حيث نضع عليها المروى والمصاخن التي تُعمل من الفخار (أربع مصاخن في المروى)، بعد ذلك حُفرت عين في الضويحيات، سميت بعين أم جلدة لقلة مائها ووضع جلدة على فوهتها، أشرف عليها كل من الحاج عايش العنيزان والحاج علي العباد حيث كانا يعملان حفارين في شركة أرامكو السعودية في ذلك الوقت .

– **حدثنا عن موقع الشرائع المخصصة للسباحة، ومن يشرف عليها … **

الشرائع هي عبارة عن محل تجمع المياه بعد سقي النخيل، بعضها يُحيط بها المنازل حيث تستخدمها النساء فقط، والبعض منها تسمى حمامات يستخدمها الأولاد والرجال للسباحة، وفيها تعلم الكثير فن السباحة.
واحدة في مكان تسمى (بوثمان)، وأخرى في (العطافية)، والثالثة في (الصرم)، وكلها في العمران الشمالية، وقد ردمت بعد مجيء مشروع حجز الرمال.

– *ليلة النصف من شعبان هل من ذكريات عنها؟*

في هذه الليلة لا تزال مراسيمها قائمة حتى الآن، ولكن بصورة أقل، حيث يخرج الكثير من الشباب والشابات في مجموعات حسب أعمارهم، يتنقلون من مسجد إلى آخر يطلبون العون والمغفرة وطلب الحوائج من الله عز وجل ويوزعون الحلويات، وهي ليلة معروفة بالفضل العظيم حسب بعض الروايات الواردة عن تلك الليلة.

– *ليلة العيد حدثنا عن أهم المجالس المفتوحة، برنامج العيد، كيف يتم تأكيد ثبوت العيد، هل حدث وعيدتم في منتصف النهار؟*

العيد في ذلك الوقت له نكهته الخاصة التي ميزته عن هذه الأيام، ففيه يفتح الناس مجالسهم، وترى الشوارع تعج بالمارة من مجلس إلى آخر، يتبادلون التهاني بالعيد السعيد، ويتناولون المأكولات الخاصة به، كالخنفروش وعصير الجميد والليمون وبعض الحلويات المصنوعة محلياً، كما ترى الألعاب المنتشرة أشهرها الدويرة التي تعمل من الخشب والنخلة وبعض منتجاتها (الجذع والليف والحبال)، والدروفة التي تصنع أيضاً من منتجات النخلة (حبلان يعلقان في نخلتين متقابلتين بأطوال مختلفة لتتناسب مع الأعمار المختلفة)، حيث يركب الأطفال الصغار أولاد وبنات والبنات يرتدين البخانق (حجاب ذلك الوقت)، ويتأكد العيد بعد ذهاب أحد رجال البلاد إلى مجلس القاضي السيد محمد بن السيد حسين العلي على الحمير، وأذكر منهم العم السيد باقر بن السيد محمد الحداد رحمه الله، حيث أن بعض السنوات لم يثبت العيد لدينا إلا بعد منتصف النهار.

– **نتحدث عن الشعائر الحسينية في عاشوراء، لو طلبنا الحديث عن أبرز المآتم، الخطباء الحسينيين، التشبيه، أبرز المساهمين في التشبيه، أماكن التشبيه، وهل تؤيد فكرة التشبيه لإيصال فكرة المأساة، وهل شاركت في هذا الحدث، ومتى توقف التشبيه في العمران؟ **

المآتم سابقًا يشترك فيها أغلب أهالي العمران، حيث يشرف عليها بعض الأفراد أتذكر منهم: الحاج علي بن أحمد العيسى رحمه الله الذي كان يشرف على مأتم يقام بالمسجد الأوسط، وبعد ذلك انتقل ذلك المجلس الحسيني إلى حسينية أهل البيت(ع) التي أسست من أكثر من أربعين سنة، وقد تعاقب على هذا المأتم خطباء كثيرون أذكر منهم (وليس بحسب الأسبقية): السيد منصور الحاجي من بلدة التويثير، والسيد عبد الله شرف الصفواني، والسيد محمد الصفواني، والسيد محمد حسن الشخص، ولا يزال هذا المأتم مستمرًا حتى وقتنا الحاضر مع تنوع الخطباء الحسينين فيه.

ومن أبرز المآتم أيضاً هو مجلس الشيخ حبيب الهديبي الذي تأسس من أكثر من أربعين سنة في منزل الوالد السيد محمد رحمه الله، ثم في الحسينية المحمدية بعد تأسيسها في منزل الجد السيد حسن رحمه الله عام 1406هـ ولا يزال حتى وقتنا الحاضر . أما عن الشبيه فكان ينظم يوم العاشر من المحرم في طرق العمران الشمالية، حيث تمثل معركة كربلاء، وتستخدم فيها الحصن والجمال، ويحضرها بعض البدو (سعد بن وارد وفلاح) لارتباطهما ببعض الأهالي وشراء التمور منهما، ويشترك في هذا الشبيه مجموعة من السائرين على نهج الإمام الحسين(ع)، وأتذكر منهم :الوالد السيد محمد رحمه الله الذي كان يقوم بدور الإمام زين العابدين عليه السلام، والعم السيد باقر الحداد، وعلي العبيد (شاخوط) رحمه الله الذي يقوم بدور عمر بن سعد، والمرحوم الحاج عبد الله بن محمد الحبابي، والسيد محمد بن حسن الشخص (خطيب في العمران الشمالية لعدة سنوات) رحمه الله الذي يمثل دور الإمام الحسين عليه السلام، والمرحوم عبد الوهاب الحبابي يقوم بدور شمر بن ذي الجوشن، وابراهيم بن محمد الحبابي حفظه الله يقوم بدور القاسم بن الإمام الحسن بن علي (ع) ،ومن المشاركين علي السلطان رحمه الله، ومجموعة من الأطفال، كل هؤلاء يركبون الخيول والجمال التي وضعت عليها الهوادج، التي تصنع من الخشب في بيت المرحوم الحاج عبد الله الرشود، وفي ذلك اليوم يخيم الحزن بأقصى صوره المأساوية ولا غرابة، حيث لم يسجل التاريخ أبشع من تلك الواقعة التي لم يترك فيها حتى الطفل الرضيع.
وقد توقف هذا العمل منذ أكثر من خمسين سنة، لعدم السيطرة على منع القادمين من خارج العمران، حيث يغلق الطريق المؤدي إلى العمران في ذلك الوقت وبعد تضارب الآراء بين مؤيد ورافض لذلك العمل، والظروف التي تغيرت من تلك الأيام إلى ما بعدها، أما أنا فلم يكن لي نصيب في المشاركة العملية، عدا الخدمة العامة كغيري من توزيع المياه وبعض العصيرات على الحضور، التي يأتي بها الموالون من بيوتهم.

– **حدثنا عن مراسم الزواج قديمًا عندما كنت يافعاً (قيمة المهر، ليلة العرس، الوليمة، مكان إقامة احتفال الزواج). **

– الزواج قديمًا له طابعه الخاص فهناك عادات وتقاليد منها: اجتماع الأحبة والأقارب في المولد، الذي يقام في مجلس أهل العريس لسبع ليال قبل ليلة الزفاف، ودعوة جميع أهل البلدة لثلاث وجبات متتالية، عن طريق (علي السلطان)، الذي كان يطوف على بيوت البلدة ليقدم لهم الدعوة لتلك الوجبات عن لسان أهل العريس، وتفتح المجالس القريبة من مكان الاحتفال لاستقبال الضيوف من خارج البلدة. وحراسة العريس ليلة زفافه من قبل بعض عماته أو خالاته، حتى تقديم الدجاجة له فجراً كإفطار له، وحرص الناس على تزويج أبنائهم في وقت مبكر من العمر، فعلى سبيل المثال أنا تزوجتُ في السنة الرابعة عشرة من عمري قبل دخولي امتحان الصف الرابع الابتدائي بمدرسة القارة الابتدائية نهاية عام1381هـ، وكان قيمة مهر زوجتي 3 آلاف ريال الذي يُعد من أكثر المهور في ذلك الوقت، وكانت تقام العرضات وتطلق العيارات النارية التي تعد من البارود والقموع في البندقيات التي تسمى (التفق)، وهناك حوادث كثيرة نتجت عن ذلك راح ضحيتها بعض النفوس.

– *حدثنا عن أسماء العمد في العمران (أماكن مجالسهم، ميزاتهم).*

– من العمد الذين أعرف عنهم، المرحوم الحاج محمد العيسى، والمرحوم عبد المحسن العيسى عمدة العمران الشمالية والذي عاشرتُه عدة سنوات، وهذه الشخصية الفذة التي لا أعتقد أن تتكرر معروفة بالكرم والشجاعة والمعرفة والحكمة والرأي السديد، وهناك عمد في مناطق أخرى من مدينة العمران، ففي بلدة الرميلة الحاج محمد الراشد -أطال الله عمره- الذي ترك هذه المهنة من عدة سنوات، وفي بلدة الحوطة المرحوم الحاج عبد الله العباد، وفي العمران الجنوبية المرحوم السيد طاهر الياسين، وفي بلدة غمسي محمد الصليبيخ .

– *حدثنا عن الأشخاص الذين لهم تأثير في حياتك…*

الحياة مدرسة يمكن للإنسان أن يتعلم منها الكثير من الإيجابيات والسلبيات، ولا أدعي أنني أخذتُ كل إيجابياتها ولم أبتعد عن كل سلبياتها، لكني أخذتُ الكثير من إيجابياتها وعلق بي بعض سلبياتها من خلال حياتي الأسرية حيث تربيت في بيت يعرفه جميع أهل العمران، ومن خالط أهالي هذه البلدة الطيبة من خارجها، فكنتُ بجانب والدي رحمه الله السيد محمد، وعاشرتُ جميع رفاقه وأصدقائه الذين أعد كل واحد منهم بالنسبة لي مدرسة، منهم: فضيلة الشيخ معتوق العلي، وفضيلة العلامة السيد محمد العلي، والشيخ عبد الوهاب الغريري، والشيخ أحمد الطويل، والملا محمد العبد الله، والحاج ناصر البحراني، والحاج محمد السلطان (أبو سعد)، والحاج عبد النبي الشريط، والحاج سلمان الحضري، والجد السيد كاظم الحداد، وفي السنوات الماضية الأخيرة عاشرتُ الحاج سليمان بن محمد العليو.

– **بالنسبة للضيوف الذين يترددون على مدينة العمران أين يسكنون؟ ومن يستضيفهم ؟ **

– (لكل أناس أناس)، فحسب معرفتي مما رأيت، كانت أغلب مجالس البلاد مفتوحة، لكن هناك أشخاص معروفين بتصديهم لمثل هذه الأمور، والناس يعتنون لهم مثل الحاج عبد المحسن العيسى ( العمدة )، والحاج عبد الله بن الشيخ معتوق السليم، والحاج عبد الله الحسن، والوالد السيد محمد الحداد، والحاج أحمد الناصر الحبابي، والحاج أحمد العوفي، والحاج علي الناصر الحبابي، والسيد باقر الحداد، والسيد طاهر الحداد، والحاج عبد الله السلمان، والحاج محمد الحضري، وأخيه الحاج سلمان الحضري، والحاج أحمد العلي النجيدي، والحاج / عايش العنيزان وكلهم من العمران الشمالية رحمهم الله جميعاً.

– **حدثنا عن أشهر المعالجين الشعبيين في بلاد العمران وما جاورها في الكي والدهان وتجبير الكسور والأعشاب؟ **

أعرف إن المشهورين في هذا الفن هم: الحاج علي الشيتي حيث اشتهر بالدهان والكي رحمه الله، والحاج علي الصالح الحمد أيضاً أطال الله في عمره، أما عن فن التجبير فاشتهرت عائلة الرصاصي بالفضول، أعرف منهم الحاج محمد وأخاه أحمد، وأعتقد أن الدكتور ياسين بن محمد الرصاصي الاستشاري في العظام أخذ عن أهله هذه المهنة فهو بارع نفع الله به الجميع، حيث يمارس عمله في مستشفى الملك فهد بالهفوف، ومن العمران الحاج محمد بن يوسف العباد الذي اشتهر بهذه المهنة. وفي هذا السياق أتذكر حادثة حصلت لي، حيث كنتُ راكباً على دراجتي النارية، ومعي على هذه الدراجة الأخ عبد المحسن بن إبراهيم العبادي، والأخ رياض بن محمد العلي، وأما عن الأخ صالح بن محمد العباد فكان على دراجته ومعه الأخ حسن بن أحمد الحبابي ومعنا إخوة من أهل القطيف أذكر منهم: نضال أبو السعود وكنا قادمين من إحدى عيون الأحساء (أم سبعة) للسباحة فيها عن طريق مشروع حجز الرمال (المنتزه حاليا)، وفي أحد المنحنيات صدمتنا سيارة يقودها واحد من أسرة العبد القادر كان مسؤولاً عن خزان المياه بالعمران، فأحسستُ بفسخ في مفصل يدي اليمنى ورضوض أخرى، كما أصيب الأخ عبد المحسن العبادي برضوض أيضاً، أما الأخ رياض محمد العلي فأصيب بجراحات خفيفة، والشاهد هنا هو قيام الحاج محمد بن يوسف العباد بتجبير يدي، وفي أثناء ذلك كان يشاغلني بالحديث وهو يتحسس مكان الألم، وفجأة سحب يدي بقوة على إثرها صرخت بأعلى صوتي من شدة الألم وهو يقول: انتهينا..انتهينا، وأكمل عمله بالصمغ والبيض لعمل الجبيرة اللازمة، وبعد ذلك قام باللازم للأخ عبد المحسن العبادي وأحضر لنا بعض الموميان الذي يقال: إنه يساعد على جبر العظام، والجدير بالذكر هنا أنه عند كسر عظمة واحدة من عظمتي اليد، يقوم الحاج محمد بكسر العظمة الثانية ليقوم بعملية التجبير لهما، وقد برع في هذا الفن حتى آخر حياته رحمه الله، وهو لا يأخذ أي أجر عن عمله، ولا يتردد عندما يأتي أحد لهذا الغرض، فتراه يتنقل من بيت إلى بيت ومن بلد إلى بلد فجزاه الله عن تلك الأعمال خير الجزاء، وأتذكر أننا بقينا في مجلسنا أكثر من شهر واحد نتناول أطيب المأكولات من يد والدتي ومن يد والدة الأخ/ عبد المحسن العبادي رحمهما الله، والأصدقاء من حولنا صباحاً ومساءً حتى عوفينا فلله الحمد وله الشكر الذي منَّ علينا بالبقاء حتى يومنا هذا ونحن نتمتع بنعمه وخيراته في صحة وعافية.

– **وماذا عن أقدم الدكاكين بالعمران، أصحابها، وأماكن دكاكينهم؟ **

أتذكر أن أقدم الذين اشتهروا في تجارة المواد الغذائية والحبوب بأنواعها هم الحاج حسن المنصور، والحاج عبد الله المنصور، والحاج الملا أحمد المنصور، وهؤلاء كانت تجارتهم في منازلهم (مجالسهم).
وبعدهم فتحت بعض الدكاكين الصغيرة التي اقتصرت على بعض المعلبات والبيبسي كولا، لكل من العم السيد باقر الحداد ودكانه في محل تسمى الخلاصة بجوار الحسينية المحمدية الآن، والعم السيد طاهر الحداد ودكانه في منزله الذي لا يزال به أبناؤه وأحفاده، والحاج دخيل العلي ودكانه في محطة السيارات المشهورة بالاسم الأجنبي (استيشن)، ودكان عيسى المصلح الحبابي رحمهم الله وكلهم في العمران الشمالية.

– **حدثنا عن كبار ملاك النخيل في العمران … **

أسمع أن كبار ملاك النخيل أحمد العيسى، وحسن الحسين، والشيخ عمران السليم ، ومحمد العباد، ومحمد الخلف، والجد السيد حسن الحداد رحمهم الله.

– **ما أبرز المساجد القديمة في مدينة العمران، ومن هم أئمة المساجد والمؤذنون؟* *

في العمران الشمالية خمسة مساجد تقام صلاة الجماعة في ثلاثة منها، حيث تقام صلاة الظهر في واحد منها، وصلاة العشاءين في المسجد الثاني، وصلاة الفجر في المسجد الآخر. وبحسب معرفتي بمن يقيم صلاة الجماعة بتلك المساجد من الفضلاء: سماحة المرحوم الشيخ عمران العلي، وبعده ابنه الشيخ/ معتوق العلي رحمهما الله ومؤذن تلك المساجد هو المرحوم الحاج الملا حسين العبد الله الذي كان يتميز بصوته الجهوري، والذي يسمعه كل سكان العمران وباقي قراها، و في الأربعين سنة الماضية تَعاقبَ على هذه البلاد الطيبة فضلاء لصلاة الجماعة، أعرف منهم: الشيخ عبد الله الدندن، والسيد حسين الياسين، والسيد عدنان الهادي الذي لا يزال حتى وقتنا الحاضر يؤم المؤمنين لصلاة يوم الجمعة (حفظهم الله جميعاً وأطال الله في أعمارهم)، وأغلب المساجد عامرة في وقتنا الحاضر بصلاة الجماعة بإمامة طلبة العلوم الدينية ببلادنا وهم: الشيخ جواد الحضري، والشيخ عادل العلي، والشيخ محمد السليم، والسيد طاهر الهاشم الحداد، والشيخ أحمد الشايب حفظهم الله جميعاً ونفع المؤمنين بعلمهم.

– *من هم أوائل من عمل في شركة أرامكو من مدينة العمران؟*

– لا أعرف بالتحديد ولكن أتذكر منهم: الحاج عايش العنيزان، والحاج علي بن أحمد العباد، والحاج محمد السلمان الناصر، والحاج محمد السلطان (أبا سعد)، والحاج عبد الله بن محمد الحبابي، والحاج عبد الله بن علي الناصر الحبابي، والحاج علي بن أحمد أبو عبيد رحمهم الله، وكذلك الحاج ناصر الحبابي، والحاج محمد العوفي، والحاج عبد المحسن بن محمد الحبابي، والحاج عبد الله بن أحمد العيسى، والحاج معتوق العلي (أطال الله بأعمارهم وكلهم تقاعدوا عن الخدمة).

– **من هم أوائل من اقتنوا سيارة في مدينة العمران؟ **

– هناك سيارة تسمى (ستيك) يقودها سائق اسمه (بكر) يحضر بها كل صباح يوم خميس ليذهب معه من يريد بيع منتجاته في الهفوف، ثم الشراء بقيمتها ما يحتاجه لأسرته ثم العودة بهم قبل صلاة الظهر، وسيارة لمحمد العبيد، وهذه السيارة وقع عليها حادث أليم ذهب ضحيته بعض الأفراد، والبعض تكسر وعاش معاقاً مثل: نورة الأصمخ أطال الله عمرها، وكذلك سيارة (وانيت) لأسرة علي العيسى، وذريتها حالياً في بلدة المنصورة، وسيارة السيد طاهر بن السيد حسن الحداد الذي يتواجد عياله وأحفاده في العمران الشمالية، وسيارة (سفيتو) للسيد هاشم بن السيد علي الحداد، وسيارة لعبد الله ابو عليان (المزاوي).

– *حدثنا عن تاريخ شق الشارع الرئيسي في وسط العمران (الذي يوصل إلى مقر البلدية ــ شارع البنك العربي) …*

– ردم الصرف التابع لمشروع الري والصرف بعد البدء بمشروع حجز الرمال هو وجميع الحمامات آنفة الذكر، وتحول بعد ذلك إلى هذا الشارع (صرف الشارع من قبل الهيئة والحمامات من قبل مشروع حجز الرمال).

– *وماذا عن قصة بداية خدمة الكهرباء بالعمران، أين وضع المولد الكهربائي؟ ومن يقوم على تشغيله، ومتى تأسس المشروع؟*

– قبل مجيء شركة الكهرباء أنشـأ بعض رجال البلدة محطة صغيرة، وعلى رأسهم المرحوم علي بن أحمد العباد ،حيث أشرف عليها هو ومجموعة معه، أذكر منهم: علي الجاسم المريحل، وحسن بن أحمد الحبابي ،وعبد الله بن جواد العلي، والسيد حسين العلوي، واقتصرت هذه الخدمة على السماح باللمبات ومكيف واحد وثلاجة واحدة، بحيث إذا عرف عن زيادة ذلك يتم قطعها عن ذلك البيت، والمحطة موقعها هو موقع البنك العربي حالياً.

– **حدثنا عن مقبرة العمران سابقاً كيف تصفها ومتى أنشئ المغيسل، أين يغسل الموتى سابقاً، ومتى تم تسوير المقبرة ، ومن القائمون عليها قديماً؟ **

– توجد في العمران مقبرة رئيسة، كما توجد بعض المقابر الصغيرة التي لا أتذكرها واندثر معظمها، والمقبرة الرئيسة اكتظت بالموتى لصغرها وتزايد أعداد السكان، ولا زالت تلك المقبرة يدفن فيها الموتى، وهي بين بلاد العمران الشمالية وبلاد العمران الجنوبية، ويظهر أنها قسمان شمالي يدفن فيها الشماليون موتاهم، وجنوبي يدفن فيها الجنوبيون موتاهم، حيث كان في وسطها طريق للمرور بين البلدان الشمالية والبلدان الجنوبية، وعلى جانب هذا الطريق شمالاً عين للسقيا تسمى عين الشوش اندثرت وسورت هذه المقبرة بقسميها بعد إنشاء بلدية العمران، كما تم بناء مغتسل فيها ومسجد من قبل الأهالي بإشراف جمعية العمران الخيرية، وكان الناس يغسلون موتاهم في منازلهم، ويحيون الليل بقراءة القرآن عندهم، والآن توجد مقبرة كبيرة سورت من قبل البلدية وتقع شرق العمران، ولم يتم فيها دفن الموتى من عام 1432هـ، بدأ بالمطالبة بها الحاج عبد المحسن بن محمد الحبابي أطال الله عمره وجزاه الله خيراً، وأكمل معه المسيرة جمع من رجال البلاد على رأسهم فضيلة الشيخ حسين الراضي حفظه الله.

**- *يقال إن هناك جسراً على مجرى ماء لمرور السيارات عليه ما اسمه، وموقعه، وحدثنا عن أهم المعلومات حوله* ؟ **

– في ذلك الوقت لم تكن هناك طرق معبدة ولا متعددة، فالعمران لها طريق واحد يخترق رقعتها الزراعية، يبدأ من وسط العمران الشمالية (ستيشن) ويتجه إلى الجنوب مروراً ببلدة التهيمية، التي يفصل العمران عن هذه البلدة جسر يسمى جسر: (أبي النعوش) وسبب هذه التسمية هو وضع (محامل الموتى فيه “نعوش”)، وهذا الجسر عبارة عن مجموعة من النخيل كاملة الحجم، صفت على مجرى ماء لسقي بلدان الأحساء الشرقية، وردمت بالثرى، حيث تمر السيارات القادمة من العمران مروراً ببلدة التهيمية ثم بلدة الدالوة للوصول إلى مدينة الهفوف.

أتذكر السائق بكر الذي اشتهر بإتقانه هذه المهنة، حيث ينقل الناس من العمران إلى الهفوف كل يوم خميس فقط مع بضائعهم (مثل المداد التي اشتهرت العمران على تصنيعها على يدي الأخوين: الملا حسين العبد الله، والملا أحمد العبد الله وكذلك حسين بن أحمد ومحمد الرشود وغيرهم، كما اشتهر البعض بصناعة المراحل والزبلان والحبال والكرور والمراوح والسلال والقفيف والسفر والمخارف والأقفاص وسرر الأطفال والسيام والحصر والمرويات وغير ذلك، وكلها من (الحبيبة النخلة) وهذه المصنوعات تباع في الهفوف، والغريب في ذلك الجسر الّذي ذكرته أنه مصدر قلق للمارة بحيث ينزل الركاب عن السيارة حتى تجتازه، والذي يميز هذه الرحلة الأسبوعية وجود الحاج الملا حسين العبد الله الذي يبدأ قراءة القرآن الكريم من العمران حتى الوصول إلى الهفوف، وأذكر سورة يس من بين السور التي يقرؤها، ويعاونه على ذلك الوالد السيد محمد الحداد رحمهم الله، ويا لها من رحلة أيام الشتاء(وقت هطول الأمطار)، حيث تنحرف السيارة من وقت لآخر وتغوص عجلاتها في الوحل ومحاولة ركابها دفعها لتجاوز هذه المشكلة.

*- *كيف استقبل أهل العمران مشروع الري والصرف، وهل هناك اعتراضات على المشروع وتنفيذه؟ **

– الكل استبشر بهذا المشروع العملاق، لاعتقاد الناس بأن هذا المشروع سيكون لصالح الجميع في سقي مزارعهم، كما أنهم فرحوا بأنهم سيحصلون على تعويضات مجزية من خلال نزع بعض أملاكهم لهذا الغرض، لكن سرعان ما تبددت هذه الأحلام، حيث منعوا زرع ما لا يرغبون زراعته، ووضعت الشروط للحصول على الماء، وعلى كل حال فمنهم من ربح ومنهم من خسر ، ولم يبق في الأحساء إلا شجرة النخلة، فندعو لها الدوام، وهناك فائدة عمت أهل الأحساء، وهي فتح شبكة كبيرة من الطرقات، التي تحولت أخيراً إلى شوارع، وفتحت الاختناقات التي تعاني منها بلدان الأحساء.

– **هل كانت بلدة العمران محاطة بسور يحميها من الأعداء، من يقوم على هذا السور، ومتى أزيل هذا السور؟ **

– لم أعرف ولم أسمع بأن العمران أحيطت بسور، فسورها أبناؤها في ذلك الوقت.

– **قبل انتشار التعليم النظامي من كان من أهل مدينة العمران لديه القدرة على القراءة والكتابة بحيث يستعان به للكتابة لأهل البلد للعقود والرسائل وغيرها*
؟ *
– ينقل عن الجد السيد حسن الحداد، والشيخ عمران السليم ثم ابنه الشيخ معتوق، والملا صالح السلطان، والملا محمد العبد الله، والملا عبد الله السلمان، والسيد صالح بن السيد عيسى الحداد، ومحمد بن الشيخ معتوق رحمهم الله، ومخطوطات بعضهم لا تزال حتى وقتنا الحاضر محفوظة عند ذويهم في أوراق المبايعات والقسمة وغير ذلك.

– **هل هناك سوق شعبي أسبوعي يقام في بلدة العمران؟* *

– ما أعرفه أن هناك بسطات لبيع اللحوم منها: محمد بن حسن العبيد، وعلي السويد، وصالح العثمان، وأحمد الوهب، ومحمد بن ناصر) في أماكن متفرقة من العمران الشمالية في براحة المسجد و(استيشن)، كما يسمى في ذلك الوقت، وهو محل تحرك السيارات و(الخلاصة) أمام الدكان الصغير الذي كان يملكه السيد باقر بن السيد محمد الحداد -رحمه الله- لبيع المشروبات الغازية ( البيبسي كولا وأنواعه).

– **من هم البناؤون المهرة من رجال مدينة العمران؟ **

– لا أعرف أن هناك من اشتهر بمهنة البناء، حيث أتذكر أن الوالد -رحمه الله- إذا احتاج لترميم بعض جدران بيتنا (المقامة عليها حالياً الحسينية المحمدية) يطلب بنائين من مدينة المبرز، وفي الآونة الأخيرة يحضر أشخاصاً مختصين بمهنة البناء من بلدة التويثير (أحمد الجامع ورفاقه )، إلا أنه في السنوات الأخيرة عمل الحاج سلطان العلي رحمه الله في هذه المهنة ،وكذلك الحاج حسين بن محمد العلي حفظه الله والحاج حمد العيسى رحمه الله الذين عملوا في شركة فليب، وأيضاً حسين بن صالح الحمد حفظه الله.

– **في مدينة العمران من هم المحكّمون وأهل العرف في تقسيم الميراث والتحكيم في قضايا النخيل وشؤونها؟ **

– ينقل أن الشيخ عمران السليم رحمه الله كان يؤدي ذلك، والجد السيد حسن، وعيسى الحسن، وحسن الحسين، ومحمد العيسى رحمهم الله جميعاً وغيرهم.
وأخيراً انتقلت إلى أشخاص منهم :عبد المحسن العيسى (العمدة) وجماعة أخرى يختارهم ثم انتقلت إلى محمد السليم ومعه مجموعة، ثم حسن الحبابي ومعه فريق عمل، ومن بين هذا الفريق محدثكم؛ حيث اقتصرت أعمالهم على عملية التثمين للأملاك فقط.

– **هل هناك أكلات خاصة تحضر في أيام معينة في ليال وأيام خاصة؟ **

– في أيام الأعياد يقدم الخنفروش والمرقوق، كما يهتم الناس بالهريس والأرز الحساوي في شهر رمضان، والمجرّح في ليالي الناصفة، والعصيد في أيام الشتاء، والفتيت أيام الأفراح، وهذه الأشياء لا تزال حتى الآن لكنها بصورة محدودة.

– **هل هناك في ذاكرتكم أحداث خاصة مثل فقدان أشخاص في البر أو البحر أو حرائق كبيرة أو غرق؟* *

– فقد البعض أثناء جريهم وراء الجراد، ومن بينهم شاب يدعى أحمد العباد ، حيث وجد ميتاً بعد افتراشه الرمل من شدة البرد. أما عن الحرائق فحدث ولا حرج، حيث تحدث شبه يومي، لكون منازل أغلب البلدة من جريد النخل خالصة، ولكن سرعان ما يتم بناء ذلك المنزل في اليوم نفسه، لتعاون الجميع في إعادة إقامته، كما أن الغرق كذلك يحدث بكثرة، لوجود أماكن تسمى الحمامات، (وهي مجمع المياه والسباحة بها)، وهذه الحمامات تكونت نتيجة لأخذ الطين منها لعمل اللبن والجص لبناء بعض منازل ميسوري الحال في ذلك الوقت.

– **هل كان الملا الشيخ داود الكعبي يقرأ في العمران، وأين؟ **

– يقال: إنه قرأ في المسجد الأوسط بالعمران الشمالية.

– **بماذا كانت تشتهر العمران قديماً ( بعض المنتجات)؟ **

– اشتهرت بالصناعات اليدوية التي خاماتها من النخلة، إضافة إلى عمل الصفارة وهي: عمل بعض الأواني المعدنية كالطياس والصفاري والقدور، وهي تنسب إلى بعض أسرة النجيدي (مهدي النجيدي وأخيه علي النجيدي “الصفار”) رحمهما الله.

– **مَن مِن أهل العمران توفي خارج العمران وأين دفنوا ؟ **

– هناك من دفن في كل من العراق وفي مكة المكرمة وفي المدينة المنورة وفي البحرين، أذكر منهم الوالدة رحمها الله، والعم السيد خليفة، والحاج علي بن أحمد العباد هؤلاء دفنوا في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة وغيرهم كثر، حتى تم المنع من الدولة بعملية نقل الموتى من مناطقهم إلى الحرمين الشريفين، وأذكر ممن دفن في البحرين الحاج أحمد بن علي الكويتي رحمه الله حيث توفي هناك نظراً لعمله هناك.

– **كثير من العادات الجميلة التي اتصفت بها بعض المجتمعات اندثرت، فهل في ذاكرتك بعض هذه العادات التي اندثرت؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك في نظرك؟* *

– نعم إن لكل مجتمع من المجتمعات عاداته وتقاليده، بعضها يستمر ردحاً من الزمن وينتهي، وبعضها يستمر حيث تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل، والمجتمع العمراني كغيره من المجتمعات. ومما لا يزال في الذاكرة على الرغم من اندثاره من عشرات السنين، تلك العادة الجميلة التي تنم عن صدق النوايا في التعامل بين المجتمع الواحد رغم تعدد أطيافه، إلا أنهم أجمعوا على وجوب التقدير والاحترام لمن يتميز ببعض المزايا، وهو ما حصل بالفعل في المجتمع العمراني، فهناك فئة من الناس برزت منهم شخصيات علمية ذاع صيتهم في العلم والتقوى والفضل، ولا يزالون حتى الآن محل تقدير واحترام ممن عرفهم رحمهم الله، وتلك العادة التي برزت في المجتمع هي تخصيص ليلة خاصة لهم ولأفراد أسرتهم لتناول وجبة عشاء خاصة بهم في مناسبات أفراح بقية المجتمع، واستمرت هذه العادة عشرات السنين، إلا أنها ماتت وانتهت عندما أخذ البعض يتفاخر بها على غيره، وأنهم متميزون في الفضل والحسب والنسب، وأنهم أهل الحل والعقد على الرغم من رفض جلهم لهذا التعالي، إلا أن معاول الهدم أسرع من البناء (وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم).
– وأخيراً لا يسعني إلا أن ينمو أفيض بالشكر والتقدير للأخ المهندس/ عبد الله بن محمد البحراني الذي جمعني مع الأخ العزيز الأستاذ/ سلمان بن حسين الحجي، لعمل هذه المقابلة المتواضعة فلكما مني جزيل الشكر والامتنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى