أقلام

بَسْمةٌ فوق ثغر الخط

د. حسين العبد العال
في رثاء المرحوم الحاج الوجيه سعيد الزاير ” أبا وسيم” عليه الرحمة

فِي ألفِ قلبٍ وقلبٍ كُنتَ تَشْتَعِلُ
قَدْ صَابَهَا المَوتُ لمَّا صَابَكَ الأَجَلُ

يَا أَيُّهَا الحُبُّ فِي أَجْلَى تَجَسُّدِهِ
لَو جَسَّدَ الحُبَّ مَا بِينَ المَلَى رَجُلُ

رَاثٍ أتَيتُ لِمنَ أَحْبَبتَ حَيَّرَنِي
أَراحلٌ أَنْتَ؟ أمْ هُمْ بالأَسَى رَحَلو؟!

يَا بَسْمَةً فَوْقَ ثَغْرِ “الخُّطِّ” مَا فَتَرَتْ
تَنَاثَرَتْ مِنْكَ فِي أَرْوَاحِنَا القُبَلُ

كُلُّ الشَبَابِ هُنَا قَدْ شَاهَدُوكَ أبًا
وَكُلُّهُم يَومَ أَنْ غَادَرْتَ قَدْ ثُكِلوا

يَا أَيُّها الرَاحِلُ البَاقِي بِنَا صِوَرًا
تَأبى الرَّحِيلَ وَفِيَها يُضْرَبُ المَثَلُ

عُمْرًا مِنَ البَذْلِ، مَا اسْتَأْثَرتَ ثَانِيَةً
وَفِيهِ كُلَّ مَعَانِ الجُودِ تَخْتَزِلُ

يَا صُورَةَ النَّخْلِ فِي أَرْضِ القَطِيفِ إِذَا
سَمَا عَنِ الحِقْدِ مِنْهُ العِذْقُ يَنْسَدِلُ

بِوَجْهِكَ السَّمْحِ تِلْكَ ” القَلْعَةُ” انْطَبَعَتْ
كَأنَّمَا أَهْلُها فِي وَجْهِكَ امْتَثَلوا

يَا نَفْحَةً مِنْ تُراثِ الأرضِ مَا فَتِئَتْ
شَذًا تَهِبُّ بِطيبِ الأَمسِ يَشتَمِلُ

أَحْيَيْتَ فِيكَ زَمانًا عَزَّ حِينَ مَضَى
فَكُنْتَ حبلاً بِذَاكَ العَهدِ يَتْصِلُ

وَفِي الوَلاءِ لآلِ البَيْتِ قَدْ شَهِدَتْ
لكَ المَحافلُ يَا رمزًا لِمنْ بَذَلوا

أَنْفَقْتَ عُمْرَكَ قَبلَ المَالِ فِي يَدِهِمْ
وَعِشْتَ يَحْذو بكَ الإيمانُ والعَمَلُ

تَرى الوُجودَ بآلِ البيتِ مُخْتَزلاً
وَعِنْدَ غَيرِهِمُ مَا عُلِّقَ الأَملُ

تَهْوى عليًا فَكمْ رَددت فِي طربٍ
“لا عذَّبَ الله أُمّي” حِينَ تَبْتَهِلُ

وَبِالحسينِ بَنَتْ عَيناكَ عُلْقَتَها
مَا إِنْ ذَكَرتَ غَرِيبَ الطَّفِ تَنْهَمِلُ

أَفْنَيتَ عُمَركَ بَذلاً في مآتمهم
وَفِي مَشَاهِدِهم تَمْضِي وَتَرْتَحِلُ

قَرْ يَا “سَعِيدُ” فَمَنْ قَدْ كُنْتَ تُوصِلُهُم
هَا هُمْ بِقُرْبِكَ هَذا اليَومَ قَدْ وَصَلوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى