أقلام

درس أخلاقي

جواد المعراج

إن الأمراض الأخلاقية تعد مشابهة للأمراض النفسية والجسدية والعضوية، والإنسان عندما يصاب بمثل هذه العلل تظهر عليه آثار وعلامات واضحة، وخاصة أن تلك الآفات الخطيرة تؤثر على الحالة النفسية، والحركات الجسدية، والوجه، والتفكير وغيرها من أمور أخرى موجودة لدى البشر، فإذا ابتلى الله الإنسان بحالة مرضية فإن تلك العلامات تظهر عليه.

– دروس وعبر ثمينة:

يحكى أن هناك شخصاً كان يتكبر ويغتر بما لديه من مواهب وإبداعات وإنجازات وجمال شكلي وأموال ومغريات، وغيرها من أمور أخرى، وبعد فترة تعرض ذلك المتكبر إلى مشاكل كبيرة وأصيب بمرض نفسي وأخلاقي أدى به للدخول في خانة الفقر والتفكير في الانتحار والضعف المعنوي بسبب الطغيان والعناد، وهكذا الأمر عند الأفراد الذين يمارسون السلوكيات الخارجة عن الفطرة السليمة التي تميل لإهانة وذل واستحقار الناس بمختلف الأساليب.

ونضيف على ذلك تقطيب الوجه فعندما يقابل ذلك المتكبر الأشخاص المحيطين به تراه عبوساً وغير بشوش بسبب الخوف من تبادل النظرات مع من حوله بسبب ممارسة السلوك المرضي الذي يعمل على تشويه النظرات وتخريب ملامح الوجه البشري، فهذه الآثار الجسدية والنفسية والعلامات تظهر من هذا الجانب الذي تم التحدث عنه.

قال الإمام الباقر عليه السلام: ” عَجَباً لِلْمُخْتَالِ الْفَخُورِ وَاِنَّمَا خُلِقَ مِنْ نُطْفَة ثُمَّ يَعُودُ جِيفَةً وَهُوَ فِيَما بَيْنَ ذَلِكَ لاَ يَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِهِ”(الكافي: ٢ / ٣٢٩ / ٤ وص ٣٢٨ / ١) فلو نظر البشر إلى فئة معينة من الأغنياء وذوي المناصب العالية التي تدهورت حالتهم النفسية والمالية بشكل صعب أو بسيط تغير حالهم من المستوى العالي إلى المستوى الدنيء الذي يتمحور حول الإصابة بأمراض محددة وتشوه نفسي وجسدي، فمن هذه النقطة يتعلم الإنسان أن ممارسة سلوك التكبر يؤدي في نهاية المطاف للسقوط في هاوية الهلاك، بمعنى آخر عدم الاستفادة من كل هذا التفاخر الزائد، ولا راحة في الدنيا ولا نجاة في لحظة إتيان الموت.

– علاجات التكبر:

إن الكبار وعلماء الأخلاق على مر الزمن والتاريخ قاموا بإجراء دراسات وأبحاث تتمحور حول العلاجات الفعالة للتكبر وتكون بوسائل معينة وهي: تنمية المعرفة وتطوير العمل، والاستشارة والإنصات للعلماء والكبار والراشدين، وأيضا التعلم على مهارة تقبل النقد أو الانتقادات السلبية الصادرة عن الآخرين فإن المتكبر يشعر بالرهبة والانهزام الداخلي عندما يتعرض لمثل هذه الأمور.

– خلاصة الموضوع:

والخلاصة هي: على الإنسان أن يتأمل ويتفكر والمقصود بذلك هو أن يتعظ ويتعلم العبر من نماذج إنسانية تعرضت لمصائب عويصة على مر الزمن والتاريخ، وبهذا يتأمل في هذه المواقف المستعصية التي جعلت كل متكبر يسقط في هاوية الدمار المعنوي، وبالتالي يستفيد الشخص من تلك الدروس كي يتفادى الإصابة بالأمراض الأخلاقية.

أسأل الله تعالى أن يحفظ الأجيال الشابة والأجيال القديمة من الآفات، وأن يوفقهم لما فير خير ونجاح ورزق ونعمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى