أقلام

مابين الجمعية والجامعة تشابه

طالب المطاوعة

تعمد الجامعات العريقة والعتيقة إلى منظومة محكمة من الأنظمة والإجرات واختيار الكفاءات العلمية والبحثية والطلابية، أي بما يضمن القدرة على النماء بكفاءة وجودة عالية، ولهذا نجد الإنتماء لتلك الجامعات والشهادات منها يعد تميّزا وفخرا واعتزازا تتكالب عليه الشركات والجامعات والوزارات والقطاعات الحكومية والأهلية وغيرها، ونجد أن نظام القبول والتسجيل والتخصصات والكليات وموادها تعد وتعتبر مناهج تحصيل متقدمة ونماذج ومناهج ومدارس يحتذى ويقتدى بها.

وهاكم جامعة إكفسورد وهارفرد وما سواها دليل على ذلك.

ينسحب ذلك الحال على الجمعيات العريقة بكل دول العالم.

ولعلّ بالمملكة عدة جمعيات نشأت منذ البداية وكان لها الدور الفاعل والمحوري في الريادة والمرتكز الأساس في البرامج والأنشطة والإنجازات والمبادرات والمشاريع الكبيرة والضخمة والأهداف الاستراتيجية والتشغيلية والأنظمة المحكّمة والمحكمة التي تجعلها في الطليعة ومحل النظر، بما تحمله وتختزله من موروث وخبرات ومكتسبات وإنجازات مدهشة ومبهرة.

كل ذلك ضمن رؤية واضحة ورسالة محددة، وقيم راقية وأدوات وقدرات وأساليب وتقنيات متطورة.

الأمر الذي يجعلها محل مأوى ومزار للتعرف على كل تفاصيلها من البداية حتى النهاية.

ولعل جمعية سيهات بما تحويه وتختزله من إمكانيات مالية وأصول ومشاريع ورؤى يجعلها مقصد للقريب والبعيد.

وما بلغته تلك الجمعية من سمعة طيبة جدا في أروقة الوزارة، وسمعته مباشرة من المسؤلين في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والعارفين والمهتمين وبعض أعضاء مجالس الإدارة، وما كتب عنها، بما وصلت إليه من سمعة في منظمة الأمم المتحدة لهو خير دليل على ماذهبت إليه.

وهذا في مجمله تحدٍ كبير أمام القائمين على إدارتها في إكمال المسيرة وتناميها بدرجات يجعلها أنموذجاً متفرداً ومثلاً لثقة المجتمع ليحتضنها أكثر مما هو عليه. بما قد يستدعي إعادة النظر كل حين لهيكليتها وتطويره واستحداث وحدات كما هو الحال في تأسيسهم لمركز نعيم للعمل التطوعي قبل عام.

وكذا رؤيتها ورسالتها ومسايرتها للمستجدات والمتغيرات والمتطلبات الحالية والمستقبلية.

وهكذا ظني مادأبت عليه الجمعية كل حين ومع كل إدارة.

وقد يكون من الجميل أن يعقد مؤتمر وملتقى متخصص لتطوير تلك الجمعيات الرائدة ودراستها دراسة تفصيلية من المختصين والباحثين، حفظا للإرث الكبير الذي أنجزه وتركه لنا الآباء المؤسسون، والتعرف على حقيقة الدعم المادي والمعنوي من الجهات الرسمية و البيئة المحيطة والمشتركين الذي كان أساسا مهما في انطلاقتها وتأسيسها، وكذا الدافعية والتحفيز الذي جعلها تستمر بكل قوة وروح معطاءة ومتألقة لِ 60 عاماً دون توقف أو تقهقر أو ضعف.

ودامت العطاءات المؤسسية رافدا اجتماعيا ووطنيا يفتخر ويعتز به كل حين.

(فمن تطوع خيراً فهو خيرٌ له)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى