أقلام

المذكرات والأفلام الوثائقية والاستفادة العملية

أمير الصالح

من لم يعي التاريخ في سره
لم يعرف حلو العيش من مره
ومن وعى أخبار من قد مضى
فقد أضاف أعمارا إلى عمره

بيت الشعر الآنف الذكر يصف فكرة المقال بشكل موجز وهو كاف في حد ذاته لإيصال رسالة المقال بايجاز، إلا أنني أحببت أن أسترسل لتسليط الضوء على بعض الجوانب. ولعل من شاهد أو يُشاهد أو قرأ أو يقرأ كتب ويشاهد أفلام وثائقية ومذكرات فإنه يخرج بحصيلة من خلاصات تجارب واقعية جدا فاعلة وملهمة للعديد من المشارب والعرقيات والأوطان المختلفة في ظروف زمانية متعددة.

القصص على مر العصور هي سلوى بني آدم، وكانت ولا تزال القصص مصدر إلهام لبني البشر عبر كل الدهور. الآية القرآنية الكريمة :(نحن نقص عليك أحسن القصص ) تتضمن حقيقة أهمية تدوين القصص والتجارب لاستنطاق العبر . في عالم الوثائق الإعلامية المرئية والمسموعة الناجحة تكون القصص الواقعية هي الأكثر نضجًا وإثراءً في حياة المشاهد والمستمع، لكونها تمثل تجربة واقعية لأناس عاشوا. ولكلٍ منا انعكاس لبصمة ما يقرؤه وما يسمعه وما يراه، واستنطاق توظيف خاصية ” ماذا استفدت من مشاهدة تلكم الأفلام الوثائقية أو قراءة تلك المذكرات الشخصية” . من الجيد قبل أن تبدأ بانتخاب ما تريد مشاهدته أو قراءته أو استماعه المبادرة إلى تشخيص احتياجاتك الحالية والمستقبلية والمحاور التي تود الوقوف عليها بناء على تحارب سابقة.

مثلًا: عندما تصرف وقتا في مشاهدة اليوتيوبر هيثم سلمان في فصول مذكرات المخابرات المصرية، فإنك ستقف على قصص واقعية عن استغلال بعض الأطراف الشيطانية لحاجة الناس للمال (العطار) أو توظيف الناقمين على أبناء مجتمعاتهم (المفتي).
مثال آخر: عندما تريد أن تقف على احتماليات نهاية المطاف للإنسان المغترب في بلاد ديمقراطية مثل الدنمارك عندما يفوز حزب يميني متطرف، فقد تشاهد فيلما وثائقيا بعنوان: How Denmark took hard line on immigrants/ foreign. Correspondent

https://youtu.be/9A1LtmxkAYk

مثال ثالث : عندما أشاهد وثائقي يتعلق بالاقتصاد دون ملاحظاتي عن أسباب الصعود ومؤشرات الانهيار لعلي يومًا ما أسترشد طريقي. في اقتناص فرصة من هنا أو هناك لصنع بعض من الخير أو تجنب تصرم مدخرات.

وعندما تقرأ مذكرات مانديلا ترى شواهد الإصرار والثبات على مساندة بني وطنه. وعندما تسمع قصة سيد شباب أهل الجنة في كربلاء تستلهم قوة الإيمان والشموخ والكرامة والعزة والثبات. وعندما تقرأ قصة نبي الله يوسف (ع) تسجل موجات كبيرة من الأحداث الملهمة والعبر النافعة في أهمية الصدق والتعلق بالله والتوكل عليه والحذر ممن يكيدون بالنفس.

خلاصة تلكم الدروس لقراءة وسماع ومشاهدة الأفلام الوثائقية والمذكرات على مستوى قد استنطقه سيد البلغاء وإمام أهل التقوى في مجموعة أقوال، منها:

*قولِ أميرِ المؤمنينَ، علي بن أبي طالب (ع):((ثَمَرَةُ التَفرِيطِ النَدَامَةُ، وَثَمَرَةُ الحَزمِ السَلامَة)).
*وقوله عليه السلام: ” من أحكم التجارب سلم من المعاطب، من غني عن التجارب عمي عن العواقب “.
*وقوله (ع) : ” في كل تجربة موعظة”.
*وقوله (ع) : ” من قلت تجربته خدع، من كثرت تجربته قلت غرته “.
* وقوله (ع) :”تستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب وعوفيت من علاج التجربة “.
أتمنى للجميع حسن الاستفادة مما يقرأ ويشاهد ويسمع.

 

بشائر: الدمام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى