أقلام

القرآن ينادي الحياء والعفة لبعض بنات اليوم

زاهر العبدالله

قال تعالى:
{فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(٢٥)}القصص.
لسان حال ابنة نبي الله شعيب تخاطب ذهاب حياء عند بعض بنات اليوم.

كأن ابنة شعيب تقول لها:
كان الحياء عندنا تاج المؤمنة الطاهرة وسمة النقاء والصفاء في جوانبها
فما هو الحياء عندكِ اليوم؟

جوابها:
يابنت نبي الله شعيب حُب الشهرة والهوى والتقليد أعمى حيائنا اليوم فأصبحن اللواتي يفتخرن بحيائكِ في القرآن الكريم أضحوكة ومحط السخرية، فأصبحت غريبة حزينة مسكينة وضعيفة.

تقول لها ابنة شعيب:
وهل غاب الخوف من الله ومن عقابه؟ وهل تظن أن نسيان أو تناسي حيائها سيمر دون عقاب! ألم تعلم بأن الله يُمهل ولايهمل! ألم تسمع قول الله تعالى
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ(١٧٨)}آل عمران
فهي كفرت بنعمة الله أن جملها بتاج الحياء وكساها بعرش العفة أو أنها نسيت نعم الله عليها من السمع والبصر واللسان والصحة فقابلت بجرأة الجاحد كل ذلك بالعصيان، ألا تستحي من هذا الفعل؟ فإذا لم تتب إلى ربها فستكون عرضة لنار سجّرها ربها لغضبه وما ربك بظلام للعبيد وسيكون لها موعد يوم القيامة تترتجف فيها القلوب وتنخلع فيها الصدور فتحاج وتخاصم فلا ينفعها عدد المتابعين في وسائل التواصل ولا إعجاب العاصين ولا تصفيق الظالمين.

يابنت نبي الله شعيب دُلينا على النجاة من هذا الاستخفاف بالحجاب والحياء بما خصك ربُكِ من فضل.

يا ابنة نبي الله شعيب ع
طريق النجاة هو الشهرة المحمودة وزيادة عدد المتابعين العاقلين ولكن كيف؟ لتكن مشهورة بالعلم النافع والإنتاج المبهر والعمل الصالح والذكر الحسن وسعيها في صلاح نفسها وتزكيتها ثم التأثير على بنات مجتمعها. وأن تتكلم بحكمة في كل موقف تراه مخالف للحياء والعفة، فتخاطب الفتيات كل واحدة بما يُناسب طبعها وتربيتها وسلوكها العام ويكون وجودها مذكرًا لله ومنذرًا لغضبه سبحانه وتعالى

*يابنت نبي الله شعيب انتشر الفساد لحد أصبح لا يمكن معالجته فأصبحت بعض فتيات اليوم لا يُميزن بين العفاف والحياء والتبرج والسفور فأصبح المنكر معروفًا والمعروف منكرًا فماذا نفعل دُلينا يابنت نبي الله شعيب عليه السلام؟

*يافتاة اليوم يامن تملك تاج الحياء والعفة والعقل والحكمة، اعلمن أن لكل زمان جنوداً لأبليس وأن هناك جنودًا لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام فتسلحن بعقل الزهراء عليها السلام وغيرتها وكبريائها وصلابتها في جنب الله سبحانه وبصبر زينب عليها السلام في نوائب الدهر وظلمات الجهل، وفداء أم البنين وبحياء الفواطم في السبي عليهم السلام وهم يقادون من بلد إلى بلد وامضين في الإصلاح، واعلمن أن الحق يعلى ولا يُعلى عليه ولو بعد حين وكُنا علامات هدى ولافتات رشاد، فإن الله ناصركن وهذا وعد الله سبحانه للمؤمنين والمؤمنات حيث
قال {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ(٧)} محمد

*صدقت يابنت نبي الله شعيب فإن ما عند الله خيرُ وأبقى ولو كره المذنبون والجاهلون والمعاندون والمستخفون ونسأل من الله أن يثبتنا على مرضاته والطمع فيما عنده وأن نخشاه ونخافه ما عشنا في هذه الدنيا

* يابنت نبي الله شعيب عليه السلام، أختي المؤمنة لكي يكتمل إيمانكِ وتَخلُص نيتكِ إياك والكبر والفرح أنكِ موفقه للحجاب والحياء والعفة على من حُرمت من ذلك، وإنما ناديها بقلبكِ في صلواتك وخلواتك بصلاحها وإخراجها من ظلمات الجهل والشهوة والشهرة الخداعة إلى نور الإيمان والعقل والحكمة فكوني باب رحمة عليها مهما كان لسانها سليط عليكِ لكن بقوة السيدة زينب الكبرى عليها السلام بحجة دامغة ولغة صارمة ومعرفة عميقة وثبات راسخ، واطلبي المدد الدائم من الحق سبحانه بالتوسل بالنبي وآله الطاهرين والحمدلله لله رب العالمين

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى