أقلام

حب بالمقابل

أنور أحمد

مالي أراك أَسَرَتْكَ السماء؟ شاحبٌ بنظرك عن كل ما حولك! وكأنك تبحث عن شي مفقود؟ ولعلك ضاق بك المقام على الأرض، وتبحث عن الخلاص!
مابك يا عم؟ لماذا يبدو عليك الانكسار وقلة الحيلة؟ أين الأصوات التي كانت تحيي مسامعك وتمزق السكون الذي يعبق في دور المنزل؟
هل الجميع ارتحلوا أم ذاك السكون الذي يسبق العاصفه؟!
آه يا جاري أنت الغريب لفت انتباهك ما حل بي وتحسست انفطار جداري! الجميع بعد قوتي وضعفهم بعد أن غذيتهم اشتد عضدهم استقلوا، واكتفوا، ثم نسوا، فوقع الهجر، وانفصلت
عقدة حبل الوصل، فلا بالبر اعتبروا ولا بصلة رحم تمسكوا!
البيت لا يشكو من قلة زاد ولا قلة، بل حيلة يشكو من فراق الأحبة.
كان يحتويهم ويعيشون تحت ظله.
لم يبقَ غير الذكريات وقصص الماضي نرويها لبعضنا، أنا وزوجة شاركتني حلو الحياة ومرها. أنا أردتهم يتسابقون على عتبات منزلي حينما يضيق بهم الحال هنا، فينبض قلبهم لطلب المال! ربما أنا الذي صنعت منهم ذلك حب بالمقابل! أبذل لهم كل شيء لأجدهم سعداء يكسوهم الخير وتعلو ملامحهم البهجة. أحببتهم وحرصت على إسعادهم، ولكني لم أعلمهم الحب دون ماديات ودون شروط! لذلك إن لم تكن لهم حاجه لا أجدهم، وإن طلبتهم لزيارة أمهم التي تترقب زيارتهم كل يوم اعتذروا بالمشاغل وظروفهم.
لن أصبح مجددًا بطاقة الصراف الآلي، لعل الزمن يدور عليهم ويعيشون هذه الحسرة، حينها لن ينفعهم الندم.
وكيف يتبجحون بالعبادة والصيام وهم قاطعين لرحمهم، وكيف تطمئن قلوبهم وأمهم تبيت باكية العينين من مرارة الأشتياق؟ ماهي إلا مظاهر خادعة، تدين مصطنع أخذوه عادة!
إذا لم يحصدوا ثمار شهر المغفرة والرحمة ولم يراجعوا حساباتهم فماذا يرجون من صيامهم
قال الله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، [الأحقاف:15].
اللهم اجعلنا من الشاكرين ولاتجعلنا من أهل العقوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى