منبر بشائر

الشيخ الأحمد: أأشكر أم أكفر !!

مالك هادي: الأحساء

“ثقافة الشكر ومقابلة المعروف بالمعروف وزيادة هي ثقافة إلهية، أما الكفر بالمعنى المقابل للشكر فهي صفة بعيدة عن ثقافة السماء! فلا يتصف بها أهل الإيمان والقيم النبيلة” بهذا استهل سماحة الشيخ أمجد الأحمد حديث الجمعة بالحسينية الجعفرية في قرية أبو الحصى بالأحساء.

وقد تعرض الشيخ الأحمد إلى ما يستفاد من مجموعة النصوص التي ذكرت الشكر والكفر بعدة نقاط من خلال التأملات في الحديث القرآني:
أولًا: دعوةً للناس أن يستزيدوا من الأعمال الصالحة، ولا يحقروا أي عمل صالح ولا يقللوا من شأنه، فمهما ظن الانسان أنه لا قيمة له فإن الله تعالى لا يكفره، أي لا يهمله (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه) أي شي من الصالحات مهما كان قليلًا، فليس الأعمال الكبيرة فقط هي المرضية عند الله ويجازي عليها بل كل عمل صالح، فقال: إن استحضار هذا المعنى يدفع الإنسان إلى العمل، ويطرد الكسل، ويرفع الهمة، ويزيد من النشاط في عبادة الله تعالى وفي خدمة عباد الله.

ثانيًا: إذا عرف الإنسان المعنى الأول فإنه يحرص على العمل الصالح ولا يهمه إن كان له تأثير في المجتمع أو لا ما دام العمل مسجلًا عند الله تعالى ويشكر عليه.
وأكد سماحته أن هذا لا يعني أن يعمل دون تخطيط والاستعانة بالوسائل المؤثرة، وإنما يبذل جهده في العمل ويؤدي مسؤوليته، والتأثير بيد الله تعالى قد يأتي بعد زمن أو ينضم إلى غيره فيصنع التأثير.

ثالثًا: لا يهم الإنسان إن اطلع على عمله أحد وعرف أنه الفاعل للخير، أو لم يطلع، لأن المهم أنه بعين الله ومكتوب عنده تعالى، ولا يهمه شكره الناس عليه أو لم يشكروه.

رابعًا: يريد الله لعباده أن يتخلقوا بهذه الخلق، وينشروا هذه الثقافة، فلا يكفروا نعمة ولا يجحدوا معروف أسدي اليهم ، لأن الحالة المؤسفة الغالبة لدى البشر هي التنكر للمنعم وكفران النعمة على عكس ما هو المطلوب منهم.

ثم تحدث الشيخ الأحمد عن المجالات التي يكفر فيها بالنعمة في العلاقات بسائر الناس منها:
١- مع الوالدين: (أن اشكر لي ولوالديك) يجب على الانسان أن يستشعر نعمة الوالدين كما يستشعر نعم الله تعالى.
٢- مع الزوجة: من أسباب تصدع البيوت وانهيارها الكفران بالنعمة بين الزوجين، وعدم تقدير خدمات الشريك فالزوج يشتكي أنه مهما صنع وأعطى وبذل للزوجة لا يرى منها اعتراف ولا شكر وكذلك الزوجة تقول إنها مهما فعلت لا تسمع من الزوج كلمة شكر ولا مدح ولا ثناء.
بينما بجب أن تسود ثقافة الشكر بين الأزواج لأن شكر الزوجة والزوج والهدية والكلمات الجميلة يشجع على الاحسان والعطاء، ويملأ الحياة بالإيجابية، ويجعل الزوجين يركزان على الجانب الإيجابي في تعاملهما مع بعضهما وهذا ما يحفظ الأسرة ويجعلها مستقرة.
٣-مع الأصدقاء: فمما يتسبب في دوام الصداقة أن تذكر إحسان الصديق إليك وتقدّر له تلك المواقف وتغض الطرف عن إساءته وتركّز على إيجابياته ولا تنسى إحسانه.
٤-مع المحسنين والعاملين في المجتمع: فمن واجب المجتمع أن يشكر المحسنين والعاملين في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والدينية، وعدم التنكر لمواقفهم وأدوارهم بل مطلوب إقالة عثراتهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى