أقلام

أساليب جريمة الإبادة الجماعية

أمير بوخمسين

تم الحديث في مقال سابق عن الإبادة الجماعية ومفهومها، فقد عرّفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرار الصادر بتاريخ 11 ديسمبر 1946م جريمة الإبادة الجماعية بأنها ” إنكار حق الوجود لجماعات إنسانية بأكملها”. ثم أتت اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها والصادرة بتاريخ 9 ديسمبر 1948م، كي تحدد معنى الجريمة وذلك في المادة الثانية من هذه الاتفاقية: ” تعني الإبادة الجماعية أيًا من الأفعال التالية: ” التدمير الكلي والجزئي لجماعة قومية أو عنصرية أو عرقية أو دينية”. أما أساليب جريمة الإبادة الجماعية تتم من خلال أمرين: الأول: إلحاق أضرار جسيمة، وتتم عبر الوسائل التالية:1- قتل أفراد الجماعة 2- إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة 3- إخضاع الجماعة عمدًا لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كليًا أو جزئيًا. الثاني: فرض تدابير تستهدف النسل، وذلك من خلال:
1- فرض تدابير تستهدف منع الإنجاب داخل الجماعة
2- نقل أطفال الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى من أجل قتل أعضاء الجماعة وتدميرها. والأمثلة على هذه المجازر والإبادة حاضرة في الذاكرة الإنسانية نذكر بعض منها..

إبادة الآشوريين واليونانيين..
وقعت هذه المجازر على أيدي الدولة العثمانية، حيث قتل نحو 250 ألف من الآشوريين في العراق، معظمهم من المسيحيين، إبان الحرب العالمية الأولى (1914ــ 1918)، بينما قتل مئات الآلاف من المسيحيين اليونانيين في الأناضول، وتعترف دول عديدة بهذه المجازر، كما تقيم اليونان منذ عام 1994م ذكرى لهذه الأحداث، المشار إليها هناك بالـ”إبادة”.

إبادة الإرمن..
تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل والترحيل القسري، التي كانت عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين، ويقدر الباحثون أعداد الضحايا الإرمن بين مليون إلى 1.5 مليون شخص، معظمهم من المواطنين داخل الدولة العثمانية، تاريخ الإبادة يبدأ تقليديًا في 24 أبريل من عام 1915م، وهو اليوم الذي اعتقلت فيه السلطات العثمانية، وقامت بترحيل بين 235 إلى 270 من المثقفين وقادة المجتمع الإرمن من القسطنطينية إلى منطقة أنقرة.

مذبحة صابرا وشاتيلا..
تمت هذه المذبحة في مخيمي صابرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين يوم 16 سبتمبر 1982م، وعلى مدار ثلاثة أيام، حيث قامت المجموعات الانعزالية اللبنانية متمثلة في حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي بارتكاب المذبحة التي راح ضحيتها فلسطينيون ولبنانيون.
لا يعرف عدد القتلى على وجه الدقة لكن التقارير تشير إلى أنه قتل ما بين 750 – 3500 شخص في هذه الأيام الثلاثة من بينهم نساء وأطفال وشيوخ، في ذلك الوقت كانت إسرائيل قد قامت باجتياح لبنان وارتكبت العديد من المجازر في حق الفلسطينيين بمساعدة بعض المجموعات اللبنانية المسلحة الرافضة للوجود الفلسطيني على الأراضي اللبنانية.

مجاعة هولودومور..
وقعت بين عامي 1932م و1933م، وخلفت نحو 10 ملايين قتيل بأوكرانيا (ثلث عدد السكان وقتها)، ويقال إنها دفعت بتنامي ظاهرة أكل لحوم البشر، ويتفق معظم المراقبين ــ بحسب واشنطن بوست ــ على أن هذه المجاعة تمت عمدًا بيد الزعيم السوفييتي، جوزيف ستالين، إلا أن روسيا ترفض دفع أية تعويضات لضحاياها.

مذبحة و«اغتصاب» نانكينج..
ارتكبتها القوات اليابانية بحق سكان مدينة «نانكينج» الصينية، خلال الحرب الصينية ــ اليابانية عام 1937، وخلّفت ما بين عشرات إلى مئات الآلاف من القتلى ونحو 20 ألف حالة اغتصاب. وتحاول الحكومات اليابانية المتتابعة التقليل من شأن تلك المجازر، بل يحاول البعض إنكارها كلية، حتى الآن.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى