منبر بشائر

السيد أمير العلي : الإتقان في حياة الإنسان يحقق الانسجام مع حركة الكون 

بشائر: الاحساء

استهل السيد أمير العلي كلمة الجمعة التي ألقاها يوم الجمعة الموافق ١٣ مايو ٢٠٢٢م بجامع الإمام الحسن “عليه السلام” بالرميلة، بالحديث عن الإتقان في الحياة باعتباره قيمة دينية خالصة.

و أشار إلى أهمية إتقان الإنسان لعمله وسلوكه، و إلى الاعتناء بالجودة في الحياة، و أن يكون ذلك معياراً و هدفاً و سلوكاً في أعماله و دافعا إلى تطبيق ذلك، باعتباره قيمة من القيم الموجهة لحياة الإنسان في مختلف شؤونه الخاصة و العامة.

و أوضح أن الإتقان في العمل، قاعدة كبرى من قواعد الدين، و لا يكتفي أن يقوم الإنسان بأداء الأعمال المطلوبة منه بدافع البركة و على أية صورة وقعت.

و وصف الإتقان بأنه قيمة حضارية تؤدي إلى رقي المجتمع و إثراء الحياة بالنجاح و التطوير، معتبراً الإتقان في العمل والسلوك مطلباً أساسياً و منهجاً دينياً، و سمة من سمات التربية في شخصية الإنسان.

و سلط الضوء على معيار التفاضل بين الناس، و أن قيمة كل امرء بما يحسنه، مع ضرورة السعي نحو الوصول إلى الجودة في العمل، من خلال الاستفادة من التجارب الإيجابية و السلبية، و التسابق في مضمار الحياة و مواصلة الجهد، لتحقيق مستويات متقدمة من الجودة و الإتقان في الحياة.

و نوه إلى ضرورة إتقان و إهتمام الوالدين بتربية الأبناء، و متابعة جميع متطلبات الحياة الخاصة بهم، و توفير السبل التي تساعدهم على الجودة و الرفاهية، محذراً من الإهمال و عدم الاكتراث و تركهم من دون أي متابعة أو توجيه.

مضيفا في ذات السياق: المرأة كذلك ينبغي أن تكون عنصر اطمئنان و سعادة في بيتها، و الموظف الذي يؤدي ما عليه من مسؤوليات بشكل صحيح و ملتزماً بالقوانين المرتبطة به، و قس على ذلك فئات المجتمع الأخرى.

و لفت إلى أن الأخذ بمهارات الجودة و الاتقان في مختلف ميادين الحياة، يحقق لنا الانسجام مع حركة الكون.

و أكد على تبني كافة الجهات الاجتماعية، دورا أكثر فاعلية تجاه تكريم المبدعين و رموز العلم تحفيزاً لهم، و تقديرا لما بذلوه من جهود و تثمينا لعطائهم المتميز.

و استشهد بأهمية الإتقان و الجودة حتى في الأمور العادية المرتبطة بالطبيعة و جمال الكون، و كيف أمر النبي “صلى الله عليه و آله و سلم” بالإتقان في موضع تسوية التراب على القبر الذي لا يضر الميت داخله، و لكنه توجيه بالإتقان و الإشارة إلى الاعتناء بالجودة، و ليكون منهجا للإنسان في أعماله و دافعا في كل سلوك يقوم به.

محذراً من استرسال الإنسان بمتابعة التوافه على مواقع التواصل الاجتماعي، و فقدان التوازن في إدارة حياته، و الإهمال الذي يألفه بسبب انغماسه في مثل هذه الأمور، مما انعكس ذلك على بعض المجتمعات، و أثر في كثير من نواحي حياتهم و وسلوكهم.

مشيداً بتكامل وعي الإنسان عندما ينسجم مع الفطرة و الإرادة، فالله وصف نفسه بصفة الإتقان و أراد من الإنسان أن يتصف بهذه الصفة لأنها تنطلق من فكره و وعيه.

و ختم: لذلك إذا أردنا أن نصنع إنساناً ناجحاً علينا أن نصنع وعيه و فكره و عقله، و أن نبني شخصيته و إدراكه بالشكل الصحيح، انطلاقا من قول الله تعالى: ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ).

صادق راضي العلي …

لمشاهدة الكلمة :👇

🟢 *الإتقان قيمة إيمانيّة*

📢 كلمة الجمعة: السيّد أمير العلي

⏱️مدّة المحاضرة: 26 دقيقة

هنا:

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى