أقلام

إدارة المحفظة المالية ذاتيٍّا

أمير الصالح

مهلٍا، إذا كانت شركات إدارة الثروات -وهم أصحاب البحوث والدراسات المالية المستفيضة مثل مورجان ستانلي وميريلنش Merrill Lynch/ Morgan Stanley وغيرهما- يتعثرون في الأداء الوظيفي، ويقعون في انتكاسات مالية هائلة، وقد يخسر المودعون والمستثمرون لديهم الملايين، وإذا كانت شركات إدارة الأصول المالية الممتلئة بموظفين مصنفين. على أنهم نُخب من المستشارين والمخططين الماليين، قد تتعرض للخسائر في أيام الأزمات الكبرى أو التقلبات الهوجاء. وإذا كانت شركات الوساطة المالية والبروكر مثل schwab وfidelity تتقهقر في أدائها، وقد تصفي بعض محافظ زبائنها نتيجة لانخراط قيم الأسهم للقاع . وإذا … وإذا … ،إذا ، لماذا لا يقوم الشخص الكفؤ بإدارة محفظته المالية بذاته ويتجنب إرهاق جيبه برسوم إدارية يدفعها لذلك الوسيط، أو المدير المالي، أو المخطط الاستثماري. طُرح هذا التساؤل العفوي منذ بداية انطلاق المؤشرات المالية وتحديدا -حسب قراءتي- عام 1975م. ومع أن هناك ولادة لصناديق استثمارية متعددة في أسواق متعددة من قبل ذلك التاريخ المشار إليه وحتى الساعة، وقد تكون تلك الأسواق أقل تقلبًا من السوق الأمريكية وأقل مردودًا على رأس مال المستثمر، إلا أن سوق المال والأسهم الأمريكية هو الأكثر حضورًا، وقوة، وثقل، وتاثير في ناتج سكان أهل الأرض.

ظاهرة “اعملها بنفسك” / Do It Yourself ، امتدت من عالم تجميع قطع الأثاث، وبعض أعمال صيانة السيارة، أو أعمال الصيانة المنزلية قبل عقود، إلى إدارة المحافظ المالية والاستثمار، ولا سيما ما بعد زمن جائحة كورونا والثورة التقنية التي سبقتها في قطاع الاتصالات والإنترنت والبنوك الرقمية وخيارات الاستثمار عن بعد. طرح كتاب ” Goals-based Investing
” لمؤلفه Tony Davidow، عدة تساؤولات وتحديات مستقبلية عن الأمان الوظيفي لشركات إدارة المحافظ المالية. وحتى أن بعض الاقتصاديين رجّح تقلص أثر حلقة شركات إدارة الأموال إن لم تواكب التغييرات للأبد. الأسئلة المطروحة على من يديرون أو يريدون إدارة محافظهم بأنفسهم (أي الأفراد):

– هل لدى الأفراد القدرة على حسن توظيف المعلومات المالية الهائلة والمتدفقة بشكل لحظي؟

– هل هناك أدوات سهلة يستطيع الأفراد من خلالها التحقق من أن المعلومات التي باكأيديهم هي أحدث المعلومات، وتعكس صورة السوق المالية الحالية؟

– هل الشخص المستثمر العادي لديه القدرة على بناء إستراتيجيات تلبي طموحه في النمو المستهدف؟

– هل لدى المستثمر العادي الوقت الكافي لمتابعة تفاصيل السوق المقصود، ودهاليز بعض الصفقات فيه؟ وهل يثق بمستوى الشفافية؟

– مع ازدهار نمو تطبيقات الذكاء الصناعي في سوق الأسهم والأوراق المالية، هل نرى شياع الاستخدام لتلكم التطبيقات ولا سيما بين المتقاعدين وأصحاب الاستثمار السلبي passive investment إن توافرت تلكم التطبيقات لعامة الناس!!!

بعض وظائف أصحاب الياقات البيضاء white collar job تعاني الانكشاف من أصحاب الياقات الزرقاء blue collar ولا سيما بعذ تحطم احتكار المعلومات، وبعد أن بذل بعض أصحاب الياقات الزرقاء الجهد في فهم وإتقان بعض مهارات التحليل الفني والكمي للأوراق المالية. وبات من المعلوم أن وقت الانتعاش الاقتصادي الكل يكسب. ووقت الانكماش والانهيار، الشخص المستثمر يدفع من ماله الخسارة زائد عمولة مدراء الصناديق ورسوم إدارية !!! في هذا الصدد، فما رأيك أخي القارئ؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لدى المستثمر الفرد العادي طريقتين للاستثمار الآمن على المدى الطويل

    وهي باستخدام الصناديق المتداولة ETF

    ١ – طريقة متوسط التكلفة

    وهي باقتطاع مبلغ محدد على فترات زمنية متباعدة شهرية أو ربع سنوية والشراء بغض النظر عن السعر إذا انخفض تشتري اكثر واذا ارتفع تشتري اقل

    ٢-طريقة المحفظة المتنوازنة المتنوعة

    باختيار صناديق متداولة تغطي أصول متنوعة وأسواق مختلفة وتحديد نسبة كل أصل ثم إعادة الموازنة كل ربع سنة أو نصف سنة أو سنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى