أقلام

الانهيار الأخلاقي

جواد المعراج

هناك معطيات معينة تهدف إلى أن مجموعة من الرجال البالغين في الولايات المتحدة يمارسون الشذوذ، وأن أكثر من 12 مليون مريض جديد يصابون بأمراض جنسية كل عام.

وفي هذه المعطيات نرى أن هناك فئة كثيرة من الشاذين أو المثليين الذين يفضلون ممارسة الشذوذ أكثر من الميل إلى الفطرة التي خلق الله الناس عليها بسبب الانهيار الأخلاقي والنفسي لديهم.

وهذا ما بينه الكاتب الأمريكي “باتريك جيه بوكانن” من جانب الانهيار الأخلاقي الذي يحدث في الغرب من شذوذ وأمراض أخلاقية وجنسية ونفسية تعمل على تدمير المستقبل والمجتمع، حيث يذكر باتريك بالكتاب الذي قام بتأليفه تحت عنوان :” موت الغرب” أن نسبة كبيرة في الخصوبة لدى المرأة والإنجاب هبطت؛ بسبب ميل الشباب أكثر لممارسة الجنس المزدوج.

من هنا نجد أن قضية الانتحار والشذوذ الجنسي أصبحت اليوم تتكاثر بشكل كبير بين مختلف المجتمعات والأديان والبلدان؛ بسبب رفض شعار المثلية وعدم التعامل معه كأنه أمر اعتيادي، فقد بلغ عدد الحالات الانتحارية بين المراهقين في أمريكا ثلاثة أضعاف؛ أي أكثر من عام 1960م.

كما أن تزايد حالات الانتحار تكون نتيجة الإدمان على المخدرات، فالعدد في الولايات المتحدة وصل إلى أكثر من ستة ملايين فرد، ومن هذه النقطة أصبحت فئة الشباب والشابات يرفضون الدخول في العلاقة الزوجية.

وفي هذا المجال تكاثرت حالات اليأس والخوف والارتباك الشديد لدى المربيين تجاه هذه الحالة، حيث أن بعض الآباء والأمهات عجزوا عن مواجهة هذه القضية، بل تخلوا عن استخدام الإعلام خوفًا من ردود الأفعال الموجهة لهم والحرب الإعلامية التي تحدث بين الغرب والمسلمين والمجتمعات المؤمنة وجيل الشباب.

أما بالنسبة للتعامل الإيجابي مع مثل هذه القضايا فهو يحتاج إلى صبر واجتهاد، وقدرة على تأسيس النقاش والحوار بين مختلف الأطياف خاصة الأجيال الشابة؛ حتى يتم وضع حد لمنع انتشار الشذوذ ليس فقط في الدول الغربية بل حتى العربية.

والمقصود بالصبر والاجتهاد هو القدرة على معرفة كيفية التعامل بصور فعالة؛ أي معالجة هذه القضية دون الميل للهمجية والعدوانية، لأن كل ذلك يؤدي إلى العصبية والعنف والتنمر بين المثليين وغير المثليين، إلى أن يصل الأمر إلى هبوط حالات الزواج والإنجاب، لذلك يتطلب الأمر السيطرة على الأعصاب لتسريع الخطى نحو حل المشكلة، لأن السنوات القادمة (المستقبل) مقبلة على انتشار الانحرافات الجنسية والأمراض النفسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى