أقلام

الزواجات والدعوات غير المؤكدة

طالب المطاوعة

وما تزال المعاناة تتكرر.

بعد تجربة كورنا وإقامة حفلات زواج أسرية ومختصرة جدًا، تمنى الكثير من الناس أن تستمر تلك التجربة بالاختصار على أفراد الأسرة فقط، وفي أسوأ الأحوال اقتصارها على دعوة الأقارب والأعزاء جدًّا فقط.

ولكن الواقع يقول”الطبع يغلب التطبع”.

فحالة الكرم التي اعتادها الكرام وجبلت عليها نفوسهم، بقيت هي الحاضرة والسائدة، فما أن انقشعت الجائحة ورفعت الاحترازات والإجراءات المصاحبة لها، حتى عاد أكثر الناس إلى طباعهم وعاداتهم – لا توجد دراسة ولا إحصائية تحدد نسبة العودة- ولكن الظاهر وبحسب عدد من الدعوات الأخيرة، نسبة كبيرة منها رجعت للدعوات الكثيرة والذبائح المعتادة، وبقي أناس يلتزمون حالة التغير واستمروا عليها.

وهنا قد لا يكون في الأمر استغراب كبير، مع تغير الظروف المالية والاقتصادية التي اجتاحت العالم كله.

ماهو مستغرب أن كثيرًا من المدعوين ما يزالون لا يؤكدون حضورهم من عدمه. بمعنى أن حالة الوعي والرقي في التعامل ما تزال عند بعضهم كما هي لم يتغير، وإن تغير كثيرًا عند البعض الآخر، فتجد من تغير في وعيه وإدراكه بات أكثر وعيًا وتحضرًا، فما أن تصله دعوة حتى يرد عليها في الحال، بتحديد موقفه من الحضور أو عدمه مع الاعتذار أو الإشارة الصريحة لمحاولته الجادة للحضور وتحديد وقت للرد النهائي، سواء طلب صاحب الدعوة تأكيد الحضور أم لا.

ولماذا نفترض أنه من الرقي والتحضر الرد بالإيجاب أو السلب؟ لأن صاحب الدعوة بناء على دعوتك وبناء على عدم ردك يفترض أنك ستحضر ويبني على ذلك بمقتضاه، من ترتيب ضيافتك وتحديد عدد أفراد الكادر للتنظيم وترتيب للضيافة والاستقبال والخدمات الأخرى الملازمة والمصاحبة.

فكما أظن – وهذا من باب الخبرة والممارسة في إقامة الاحتفالات والمناسبات- أن أي نشاط ينطلق من رقم لعدد الحضور ويبنى عليه كل شيء.

وبالعودة لصلب الموضوع. ما يزال هناك حرج يقع فيه أصحاب المناسبات بالزيادة في مقدار الذبائح أو النقص، وكل ذلك بسبب عدم تأكيد الحضور من عدمه.

وقد يقول قائل: على صاحب الدعوة أن ينسق مع الجمعيات كإطعام أو غيرها لأخذ الزائد وإيصاله لمستحقيه.
نقول: أنّ ذلك ليس بحلٍ منطقي لمعالجة المشكلة “فالوقاية خير من العلاج”.

فلربما في تأكيد الحضور من عدمه، فيه توفير أحوج ما يكون له صاحب المناسبة.

وليس هذا اعتراضًا أو منعًا لاستفادة المستحقين، وإنما هو رغبة في الارتقاء بالتخطيط السليم لإدارة أي مناسبة من كل الأطراف ذات الصلة، داعين أو مدعوين.

وعليه ننصح أصحاب الدعوات لأية مناسبة كانت، زواجات أو غيرها، بضرورة أن يذيل الدعوة برجاء:
ضرورة تأكيد الحضور من عدمه، ليتسنى لنا خدمتكم بما يليق بكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى