أقلام

أفق جديد للشعر الحسينيّ من وصية السيستاني

السيد أمير كاظم العلي

في خطوة متقدّمة يدعو سماحة السيّد السيستاني الشعراء الراثين لأبي عبدالله عليه السلام تضمين قصائدهم ما ينمّي العقل ويحفّز الوعي والرشد، فهو حفظه الله وأدام بركاته لا يرى موسم عاشوراء منحصرًا في جانب المأساة والفاجعة، وإن كان هو اللون الذي ينبغي أن يكون حاضرًا بشكل أساسيّ في مجالس العزاء، بل يؤكّد على استثمار الموسم في التوجيه والإرشاد والدعوة إلى المبادئ والقيم الدينيّة السامية.

وهذا ما يعزّز صحّة المسار العامّ للمنبر المعاصر، وإن كان وضوح صوابه لم يعد بحاجة إلى بيان، فإنّ التأكيد عليه سيّما من المراجع الكبار مؤثّر جدًّا.

لكنّ الخطوة المتقدّمة في وصيّة سماحته هي دعوته إلى جعل القصائد الحسينيّة، وهي قصائد رثاء وتفجّع، منطلقًا للموعظة والحكمة وتنمية العقول وتفعيل الضمائر، وذلك ما سيغيّر الصورة المعهودة في هذا المجال إلى حدّ بعيد، سيّما إذا التفتنا إلى أنّ سماحة السيّد السيستاني يعتبر مضمون توصيته هذه هو السياق المناسب لعرض سيرة أهل البيت عليهم السلام، فيقول ما نصّه:

وعلى الإجمال فإنّه لا بدّ من تركيز المبلّغين والدعاة على عناصر الرشد والحكمة والأخلاق في أقوالهم ومسيرتهم (صلوات الله عليهم) واستنطاقها عنها والاهتمام بإيضاحها والدعوة إلى وعيها واتّباعها والتأسّي بها بما يلائم مقتضياتها في الزمان الحاضر.

وليسعَ الشعراء إلى تضمين قصائدهم حول أهل البيت (صلوات الله تعالى عليهم) المعاني الراشدة والمذكّرة والحكيمة والفاضلة ليساعد في تنمية العقل وتحفيز الرشد وتحريك الضمير وتفعيل الفطرة ومزيد الاعتبار، اقتفاءً بكتاب الله سبحانه وسنّة نبيّه (صلى الله عليه وآله) وآثار عترته الطاهرين (عليهم السلام) ولأنّ ذلك هو السياق المناسب لعرض سيرة الأئمّة (صلوات الله عليهم) وتضحياتهم وما جرى عليهم، فإنّ للشعر البليغ جمالاً بالغاً وأثراً كبيراً في النفوس وقدرة فائقة على تأجيج المشاعر وتهييجها، فينبغي الانتفاع به على الوجه الأمثل للغايات الراشدة والنبيلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى