أقلام

يوميات حياة موظف من ذوي الإعاقه السمعية

تهاني الخرمي

يعمل في بيئه عمل مع بقية أقرانه من الصم وضعاف السمع، لغتهم الأولى للتواصل هي الإشارة.

منذ دخولي صباحًا وحتى نهاية اليوم بالمساء فبيئة العمل تعم بالهدوء!

لقد شهدت بعينيّ الجدية في عملهم وحسن التعاون والصبر والصمود، وأما عن طاقم الإداره فلقد صب عليهم منهج العمل صبًا! شعارهم المساواة والعدل وتحقيق نجاحهم طموحهم الأول خدمة هؤلاء الفئة والسعي لهم من أجل ارتقائهم علميًا وفكريًا وثقافيًا ومجتمعيًا، وعلى سبيل ذلك لكل منا مهام عمله الخاصة. فالتواصل بلغة الإشارة والمناقشة في مهام العمل ممتع جدًا ويولد الإبداع والحماس فيما بينهم. لم أشعر يومًا قط في الملل الوظيفي أو الأجواء والأصوات المزعجة فنحن ننعم ونولد في بيئة شعارها الصمت والهدوء وقوة الإنجاز وحسن الأداء والحب والإنسانية. لم أنسَ كلمة قد رسخت في ذاكرتي منذ ذلك اليوم قالتها مديرة القسم وهي تردد كلمات الشكر والتقدير والثناء لجميع الموظفين على نجاح أحد الملتقيات الذي أقامته في امانة المنطقة الشرقية وكان شعارها أن الإعاقة لم تكن يومًا جسدية بل إعاقة همة وطموح وفكر!

لقد كنت حينها أقول ليتني لوهلة أستطيع مقاطعة كلماتها لكي أجزم حقيقة أن القائد الناجح هو الذي يصنع ما كان مستحيلًا في حياة الموظفين الصم وضعاف السمع، وأن كل نجاح قد تحقق يومًا قد كان خلفه قائد قيادي عظيم، وما نحن إلا معبرين وفق خطة إستراتيجية من قائد لنحلق يومًا ما ناجحين محققين أهداف نشأة مجتمع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، فإني أرى اليوم من هنا بزوغ فجرنا المشرق الجديد ورؤيتنا الواضحة من حكومتنا الرشيدة رعاهم الله وحفظهم لنا والتي كانت ولا تزال تقدم العطاء دون حدود، وليس بمسغرب أبدًا فلقد عشنا ومملكتنا الحبيبة فوق هام السحب دائمًا وأبدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى